آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-09:10ص

مشروع اتجاهات تشكيل الحركة الديمقراطية الجنوبية كحامل سياسي للقضية الجنوبية

الإثنين - 10 أكتوبر 2016 - الساعة 05:32 م

صالح عبدالله مثنى
بقلم: صالح عبدالله مثنى
- ارشيف الكاتب


لم تكن القوى الثورية والسياسية والمجتمعية الجنوبية ، بحاجة الى الإنتطار  زمناً طويلاً حتى تدرك الضرورة الموضوعية والملحة للعمل معاً ، من أجل مواجهة التحديات المتزايدة التي تقف امام الجنوب ، وغدت تهدد حاضره ومستقبله ، فمن البديهي ان اي قضية وطنية لن تنجح بدون حامل سياسي يقودها ويؤمن انتصارها ، لذلك حسناً ما فعله الأخ المناضل عيدروس الزبيدي ، بالدعوة لتشكيل كيان سياسي حامل للقضية الجنوبية  ، ليضع تلك القوى امام مسؤولياتها الوطنية والتاريخية .

 

ولضمان انجاح هذه المبادرة وجب على كافة القوى الوطنية أن تتعامل مع المبادرة بصورة جادة ومرونة كافية ، وبنفس الحماس الذي أبدته عند الإعلان عن تأييدها للمبادرة  ، والعمل بروح التوافق والشراكة الوطنية لتشكيل الحركة الديمقراطية الجنوبية المتحدة ، كجبهة عريضة تستوعب ممثلين للمكونات الأساسية للحراك والمقاومة والقوى السياسية المستجيبة اضافة الى منضمات المجتمع المدني والوجاهات الوطنية الاجتماعية ، ونشطاء الجنوب في الخارج  ، وعلى تلك القوى منفردة ومجتمعة ان تدرك أن الفشل هذه المرة غير مقبول ، لأن ذلك سيؤكد لشعبنا وللعالم ، انها فعلاً لاتزال تعيش حالة عجز وفشل سياسي مزمن ، لا تستطيع معه الحفاظ على مكاسب النصر المحققة وإدارة الجنوب بكيان مستقل وموحد ، ومعها يصبح  مشروع تقسيمه الى كانتونات خاصة  وإبقائه تحت الوصاية والتبعية لوحدة فاشلة ، خيار مشروع .

 

ولتفادي الفشل في المشاورات الراهنة  ، فان عليها بداية ان تدرك بأن حل القضية الجنوبية ليس في استمرار الخلافات والمشاحنات والاتهامات فيما بينها ، بل مع الطرف الآخر من قوى الهيمنة والعدوان الشمالية ، كما ينبغي ان تتخلى عن طريقة الحوارات السابقة التي كانت تبحث في قضايا الخلاف لتصل الى طريق مسدود، وان تنظر المشتركات فيما بينها والتي قاربتها معطيات المتغيرات الجارية والتحديات التي تواجه الجنوب ، وكذا تجارب العلاقات مع الأطراف الشمالية المعنية، وكل ذلك ساعد على إحداث تقارب في مواقف القوى الجنوبية الوطنية بين حل إقامة الدولة الجنوبية المستقلة واتفاق الدولة الاتحادية الكونفدرالية اولاً والتي يمكن التفاهم بجعلها مكملة لبعضها الآخر عند التعامل معهما في اطار استراتيجية تفاوضية متكاملة، وحين يبدو ان استيعاب هذه الممكنات بحاجة الى بناء علاقات الثقة واجراء حوار معمق فإنه بالإمكان الاتفاق على تشكيل الحامل السياسي الوطني المنشود ، على مرحلتين الأولى تبدأ من الآن بإختيار فريق عمل كفؤ من كل المكونات الجنوبية ، لإعداد وتنفيذ برنامج مواجهة التحديات الراهنة الواقفة امام الجنوب والإعلان عن قيام " الجبهة الديمقراطية الجنوبية".

 

والمرحلة  الثانية تستهدف إستكمال الحوار الجنوبي وإعداد مشروع استراتيجة تحقيق الأهداف الوطنية الجنوبية الكاملة ، خلال شهرين من الزمن ، ويمكن  لبرنامج المرحلة الأولى أن يشمل الأهداف التالية :

 

1- تنظيم المشاركة الشعبية لتأمين المناطق المحررة ، والحفاظ على أمن ومصالح المجتمع فيها من خلال تشكيل  " لجان المساعدة الأهلية في المحافظات والمديريات والأحياء .

 

 2- مساعدة السلطات المحلية بتطبيع الأوضاع العامة والحفاظ على بنية الدولة الجنوبية التي تراكم بناءها على مدار اكثر من قرن ونصف بعودة المنظومة الحقوقية للعمل بكفاءة ونزاهة ، كالقضاء والنيابة والشرطة وكل الإدارات الخدماتية والإقتصادية والثقافية ، التي استهدفت الحروب العدوانية تدميرها منذ العام ١٩٩٤ م               . .                     

 

3- الحفاظ على طابع المجتمع المدني للجنوب الذي تشكل على مدى زمني طويل والذي تجسد بإحترام سلطة النظام والقانون وتشكيل المنظمات الإجتماعية والنقابية والشبابية والنسائية والنوادي الثقافية والرياضية على قاعدة الممارسة الديمقراطية ، والشروع بتشكيل الجمعيات المتخصصة لإعداد الدراسات بإقامة مشاريع الخدمات الإجتماعية وتقديمها للإدارات والمنظمات الدولية المانحة ، التي تقدم نصف مساعداتها للبلدان النامية لمنضمات المجتمع المدني في تلك البلدان لتجاوز فساد وبيروقراطية الدول في تلك البلدان .                                                                                                      

                                       

4- الدفاع عن البنية التحتية للاقتصاد الوطني الجنوبي ، التي تتعرض للنهب والتخريب في البر والبحر وعلى البيئة وعلى المخططات العامة  - الmaster  plan لتطوير مدينة عدن وبناء المنطقة الح على شواطئ موانئها الممتدة من جولة كالتكس وحتى عدن الصغرى ، وخلفياتها المحددة من شرق مدينة عدن الى رأس عمران والمتواجدة لدى الإدارات المختصة .                                                                               

 

5-المشاركة في محاربة الإرهاب و التعبئة الثقافية والإعلامية والتربوية ، لقيم الحرية والديمقراطية والسلام والتعايش والصداقة والتعاون بين الشعوب والمناهضة للإرهاب وثقافة الكراهية والصراعات بين الأديان والحضارات .

 

- والمرحلة الثانية تستهدف استكمال الحوار السياسي وصياغة استراتيجية وبرنامج العمل الوطني واللائحة الداخلية خلال شهرين من الآن لاجراء عقد المؤتمر الأول للحركة واختيار رئاستها وامانتها العامة ولجانها العاملة في الثلاثين من نوفمبر القادم ، ولإنجاز تلك الاستراتيجية بصورة افضل ينبغي اعتماد منهج علمي على النحو التالي :

 

1- استخلاص دروس تجربة الماضي لتفادي اخطاءها وفي الأساس التخلي عن نزعات الإستئثار والإقصاء وإعلاء القيم الوطنية والإجتماعية والإنسانية والتوافق والشراكة الوطنية كأساس للتحول الديمقراطي .

2- تقييم الأوضاع العامة والعوامل الخارجية المؤثرة .

 3- تحديد حجم التحديات التي تواجه الجنوب في ضوء ذلك التقييم .

 4- تعيين طبيعة التحالفات الوطنية الكفيلة بمواجهة تلك التحديات .

5- صياغة استراتيجية وبرنامج العمل الوطني .                                                       

وعلى الله التوفيق.