آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-02:06ص

السفينة

الخميس - 14 مارس 2024 - الساعة 06:14 ص

خالد لحمدي
بقلم: خالد لحمدي
- ارشيف الكاتب


من أجمل الروايات التي قرأتها للروائي والأديب الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا ، التي تفاجئك من الأسطر الأولى بالتشويق والإثارة والهالة الشعرية المنسكبة داخل النص بدفق وانسيابية عاليين .
إذ تأخذك نحو فضاءات عبقى بالسحر والدهشة والجمال ، تضيق وتنفتح بتسارع من خلال السرد الآسر على لسان شخوصها المحمّلين بالحب والألم والحكايا وكثير من التهاويم التي كُتِبت بقلم راعف بالدهشة والسحر والبهاء.
تقع في ٢٤٠ صفحة بطبعتها الثانية سنة ١٩٧٩م .

كتب جبرا في الصفحة الأولى من الرواية :
( البحر جسر الخلاص ، البحر الطري الناعم، الأشيب، العطوف ، وقد عاد البحر اليوم إلى العنفوان ، لطم موجه إيقاع عنيف للعصارة التي تقذف في وجه السماء بالزهر والشفاه والأذرع الممتدة كالشراك اللذيذة .
البحر خلاص جديد ، إلى الغرب ، إلى جزر العقيق، إلى الشاطئ الذي انبثقت عليه ربّة الحب من زبد البحر ونفث النسيم) .
تبحر السفينة من بيروت إلى أوربا وبداخلها : وديع عساف وعصام السلمان و إمليا فراندي ولما ، الجميلة الآسرة وزوجها الدكتور فالح .
جمعت بينهما رحلة سفر ، ونسج السرد بينهما أحاديث أكثر تشويقا وإثارة ، إذ لم تخلُ أحاديثهما من الحب والسياسة والجنس والثأر والاغتراب .

للكاتب أيضا عدة روايات أهمها :
صراخ في ليلٍ طويل و صيادون في شارع ضيّق و البحث عن وليد مسعود .
وتظل رواية ( السفينة ) علامة فارقة في تاريخ الحركة الأدبية والروائية، التي حاكت كثيرا من الهزائم والانتكاسات المتلاحقة بلغة أكثر انسيابية وجمالا، تجعلنا نعيد قراءتها مرّات دون ملل أو سأم .