آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-02:06ص

أوَ للحُبِّ مراكبُ ؟

الإثنين - 18 مارس 2024 - الساعة 01:18 ص

خالد لحمدي
بقلم: خالد لحمدي
- ارشيف الكاتب


أوَ أمخر منافي الصمت أم أحتضن فيافي الجدب ومسالك الغبار .؟
البعض يدرك وجهته و قلّة يتنازعون الحلم الذي لم يبزغ أو يجىء .
أوَ ثمّة عُشّاق يعون نهايات الشغف وحرائق الانتظار ، في وطن لا يشعر أو يأبه لأحد.؟
الكل متساوون في الخيبة وجلّهم يقتسمون اللهفة و نهايات الألم .
أوَ أدلف مراكب وضفاف الروائي صالح باعامر وشواطئه وبحاره النابضة بالنور والأمل أم أُحادث شخوص رواية ( السفينة ) لجبرا إبراهيم جبرا، أم أغامر وأتسلل مراكب ( حنّا مينة ) ربّما أجد من يشاركني تأملاتي القلقة الهاربة .

البحر يعاتب المراكب ، ولا تزال تبلغني همسات مستحبّة ، ألفتها وألفتني ، قد لا تستطيع الإجابة أو ربّما غفت سهواً متناسية فنارا اعتراه القِدم والصدأ . لا يسمع أحدٌ أحدا ، في فضاء تطرّزه النوارس بالوعد ، بينما الأمواج و الزبد وصخب البحّارة تطوّق اللحظة  وخاصرة اليقين  .
أوَ أظل في قمرة ( صمت الأشرعة ) و ( مروج الزبد ) اللتين لم يطلقاني البتّة ، أم أسعى للخلاص والبحث عن ضفاف أكثر نوراً وتحرّرا ، أكتشف خلالهما جزرا لم تطأها أقدام، ودغلا أكثر ظلالاً وبهاء .؟
أُردّد بشوق وتوتّر ويدي تلوّح للبعيد :

يا مركب الحُب
وين ضيّعت الحبايب .؟
وسـط الغبب
قد لك زمن وسنين غايب
والناس أتعبها السهن
والانتظار
لي ما عرف للبحر
لا بد ما تحط
مراكبه عالصخر
أو فوق القشار  .

جميع السفن لن تقف أو تنتظر ، وسيبقى العُشّاق يقتطعون المسافات الغائبة ، والضفاف سراباً ينأى ويقترب ، يتوهّم بعضهم بالظفر ، بينما الحقيقة حلم عذب لا يرغب أحد مغادرته ، تفضحه خيوط شمس لا تجيد التصنّع والكبرياء .