آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-09:57م

المناخ الثقافي والأقلام الشيطانية

الجمعة - 26 أبريل 2024 - الساعة 08:49 ص

عبده المخلافي
بقلم: عبده المخلافي
- ارشيف الكاتب


لم يكن انقلاب الحوثي في اليمن انقلاب على السلطة ومقدرات البلد بل كان انقلاب على موروثنا الحضاري والثقافي وتعميق للكراهية والانقسام
لذا قالوا العقول ثلاثة أنواع
عقول راقية تتكلم في الأفكار
وعقول متوسطة تتكلم في الأحداث
وعقول صغيرة تتكلم في الأشخاص
فلا يوجد تصنيف لمن ترك النقد وانتقل الى السب والقدح لدناءة المقدار ان غياب الضمير والسياج الاخلاقي والقيمي يحول الناقد الى حاقد عرضة لسخرية والشفقة
ان ظاهرت سب الموتى واظهار العيوب وتلفيق الافتراءات والغمز واللمز صارة تحتل مساحة ويتسابق عليها بعض من رواد التواصل الاجتماعي البعض لغرض لفت انظار المتابعين والبعض الاخر محاولة النكاية بحزب او اسره او جماعة او شخص
يأتي ذلك على حساب الدين والعرف والموروث الثقافي والحضاري والاخلاقي للبلد ان السطحية والرداءة التي يتكلمون بها فكرا ونصا يدعو الى الاستغراب كيف ينقل المحيط الاعلامي ويتداول منشورات مثل هؤلاء النشاز المعتلين فكريا وماديا واخلاقيا
ان اصحاب النقد الاستعدائي الدخيل على اليمنيين يوصلون اليوم لثقافة كرية ومقيته تعمق الانقسام وتقتل الفضيلة وتضعف الحضارة
ان هذه الافكار التي يتداولونها يشاهدها الداخل والخارج فهي تسي الى الشخص نفسه وتسي الى بيئته ومجتمعه ودولته لذى يتوجب على الاجهزة الامنية في اليمن ان تسن وتفعل القوانين والعقوبات للحد من انتشار اصحاب هذه الدعوات فهم كالجرثومة التي تفسد
ان مجتمعنا اليمني قد خسر الكثير في الجانب السياسي والاقتصادي والعسكري وتعمق الانقسام فيتوجب ان نحافظ على ما تبقى من الجانب الاخلاقي والقيمي والاعراف القبلية الحميدة
ان التراكمات والامراض التي يبثها الناقد ضد الشخصيات العامة بدون حق يجب ان تغربل وهناك جهات مختصه تعطي لكل ذي حق حقة
فاذا نضرنا الى صفحات التواصل الاجتماعي لبعض الاسماء في اليمن نجد ان الالفاظ والمنشورات المبتذلة قد تجاوزها العقل العربي بعشرات السنين فترك وسائل التواصل دون قوانين جعل المرضى يقلون الادب مع الجميع
نحن اليوم بحاجة ان تصب الكتابات في معين الابداع والوعي واسترجاع الدولة وتعميق ثقافة التعايش والوحدة فالكتابات الظلامية والمعتلة والهزيلة يجب ان تتوقف وينبذ ويعاقب مروجوها
ان الهذيان الرخيصة تجاه المبدعين والبارزين وفتح ملفاتهم بعد موتهم يدل على ان الشخصية غير سوية وان الكاتب غير مستقر نفسيا واجتماعيا واخلاقيا وانه يحمل من لوم الطبع ووضاعة النفس القدر الكبير الذي يدعونا الى نبذه وتحذير الاخرين منه
بجب ان ندرك حجم التخريب الذي يلحق بثقافة البلد جراء هذه الاقلام المأجورة من ذوي المشاريع الصغيرة
يفترض بالمجتمع اليمني الا يسمح بولادة وتكاثر مثل هذه النوعية الرديئة فهم اصنام ورقية لا اكثر
نحن نومن ان النقد اساس النمو عندما يكون من ناقد مواهل عاقل ابيض القلب سليم السريرة يجب ان يكون النقد مقترن بالحقيقة والمصداقية اما الناقد الذي ينصب المشنقة للموتى فهذا يحتاج الى مصحة ودعاء
ان الاقلام يجب ان تتجمع حول الكثير من القضايا التي يعاني منها المواطن حول الذبح واهانة الانسان وتفجير منازلهم حول الحرية والكرامة حول الحقوق حول نشر ثقافة الحب والاخاء والاتحاد حول التنمية حول التغيير والوعي حول التحديث والتطوير حول البحوث والعلوم الحديثة حول التكنلوجيا والذكاء الاصطناعي حول التخصصات والابداع حول الرقي والتقدم حول النهوض ومواكبة الدول المحيطة بنا
البلد بحاجة الى نقد متزن يخدم الجانب الثقافي الى نقد يبصر الجهات المسؤولة بالصواب والخطاء وبنقاط الضعف والقوة وبالفرض والتحديات