آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-02:06ص

حبيبان نحنُ ليلة انشق خلالها القمر

الأربعاء - 01 مايو 2024 - الساعة 03:33 م

خالد لحمدي
بقلم: خالد لحمدي
- ارشيف الكاتب


متى يستعيد هذا الصوت حضوره وألقه بعد غياب وانقطاع شديدين .؟
أثمّة جواب لإطفاء عطش أرواحنا الظامئة للنور بعد شح ويباب .؟
صوت ينام في أسرّتنا ويمور في أغوار أرواحنا، ننام ونصحو معه ، يعانق صباحاتنا بثقة وابتهاج .
الفنانة إيمان إبراهيم .
نحنُ مشنوقون بجدائل أرضٍ سرقت حلمنا
و ما بقي لنا من فرح وصرنا نتسوّل البهجة ، متوسّدين ماض ترك لنا التشهّي والانكسار .
أو لم يحن الوقت كي نراجع دفاتر صبرنا ونستعيد ما ذهب ولم يجيء .؟

حبيبان نحنُ .
ياعاشقين .
كل المطاريق .
صبرك على الحُب .
جيت اتخبّرك يا عامر .
أو تعلم إيمان والموسيقار أحمد بن غودل بالهوّة التي تركاها ولم يشغرها سواهما .؟
إذ لا نزال قابعين في مسالك انتظاراتنا التي لم تطلقنا ولا نزال ننتظر لحظة تجمعهما لنسمع لحن البهجة وأعمالاً تخرجنا من مضايق أوجاعنا وتأملاتنا الهاربة .

أجزم أن ينابيع المجد لم تجف عيونها ولن تنكسر مساراتها وثمّة كوّة ستبزغ وتضيء.
إيمان ، هلاّ نحتضن الشمس ونرسم وجه البحر بإشراقة لا تعرف وجعاً أو غروباً مبتسراً .؟

خذلتني الأصوات ولم تخذلني الأحرف وقد شيّدتُ منازل الحق على تخوم النزف والجراح الغائرة .
أو لم تحن اللحظة كي نحيط وسائد العُشّاق بقناديل البهجة قبل أن تأتي الريح ، حينها لا مجال للتفكّر وتكرار الأسئلة .؟
أو تعلمين ، حين صدح صوتك بلحن ( حنين التلاقي ) أو ( حبيبان نحنُ ) ؟. كُنّتِ حينها تفتحين منافذ العبور لعوالم أكثر أناقة وسموّاً وارتقاء ، يومها زقزقت عصافير الجنوب محتفية بكِ وكلمات الشاعر راشد محمد ثابت ولحن الكبير الموسيقار أحمد بن غودل .

حبيبان نحنُ
وإن جفّت الأرضُ
من زاد أنسامنا
وزاد اختيال البعاد
وإن كبّلوا الخطوة
عذّالنا
واستباحوا المسير
وهدوا
ذُرى الحُبِ
والوصلِ
حُلم السنين
وشقّوا القمر

كل تلك العُرب اللحنية والكوبليهات المتعدّدة أتت مغسولة بصوت السماء الذي سكن الأرواح ولم يغادرها البتة .
ومن جمالية اللحن أن أتى الكوبليه الأول على مقام البياتي ثم الصعود انتقالاً لمقام الراست والعودة للاستقرار على مقام البياتي ، فتوشّى بهالة من الشجن وانماز بالتطريب المستحب .
رجاءً أعيدي بعض زماننا المنسرق كي نشعر بذواتنا التي أو شكت على الرحيل والسفر ، ولتتيقني أن مهنّدس اللحن يقف منتظراً ليُشيّد إهرامات الأناقة وحدائق البهاء ، وثقي أن الطريق واحدة ووحده النبض سيفتح الدروب والفضاءات المغلقة .

أعلم جيداً.. أن ثمّة فمٌ سيشدو بصوت آسر ، وحنجرة ستمنحنا بشائر النصر والرفعة ،
وسنظل نرتقب ذلك بتلهّف وانبهار .