آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-01:03م

قول ياسين في بن مساعد حسين .

الإثنين - 06 مايو 2024 - الساعة 08:10 م

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


يمثل الدكتور ياسين سعيد نعمان الحالة الافضل في قيادة الحزب الاشتراكي اليمني ، و كوادره النضاليه المثقفة التي لايستحب عادة الاستماع لارائها ، ولا الانقياد لإفكارها كخلاصة منطقية ممكن ملاحظتها والاخذ بها في تجربة حكم الرفاق في جنوب اليمن ، وغيرها من البلدان المنتهجة ذات النظام باعتبار المثقف نوع من الترف الفكري الراسمالي المكلف لاصحابه و اتباعه ، واصدار احكام اعدامه المسبقة و الجاهزة لاجتنابه كنواقض الاخلاق في الدين ، وانكار الاعتراف بحقيقة نصها من جمهور العلماء ، ظنا الاخذ بافضلية عوامل الحيطة من عواقب التهاون معها .

وللاسف لم  يحالف الدكتور ياسين  الحظ في تشخيص حالة انتقال رفاق الجنوب من الثورة الى الدولة ،  محاولا الاسترشاد بشخصية  احمد مساعد حسين ، واخذها في هامش من القول المجرد من معطيات المنطق وعقلانية الرأي كمثال لها ، ربما لحدة نزق المناضل الثوري احمد مساعد وصدق توجهاته الوطنية واستعداده للموت في سبيلها والدفاع عنها ، قبل رحلته المبكرة في البحث عن الذات ودورانه الخفي حول نفسه لمعرفتها ، والاستعانة بثوابتها الاصيلة للخروج من مازق الانهيار الحتمي للرفاق الذي استشعره من بعيد ، دونما الانتباه لظهور اعراض الصحوة الوطنية الداخليه عليه ، و سيطرتها الواضحة على كثيرٍ من تصرفاته الايجابية الكاشفة عن  جوانبٍ من بيئة النشأة والتكوين المتأصلة في داخله ، كواحدة من اسرار تميزه عن اقرانه من الرفاق الاخرين .

واتبع الدكتور ياسين منهجية الديالتيك في مقاله المقتضب عن الفقيد ، اورده موقع عدن الغد الشهير ، وذلك لمعرفة ابعاد التحولات الثورية في شخصية هذا المناضل الثوري الصلب والصادق ، و استدراره  لمقولات الرفاق وتكرارها بطريقتهم المتخلفٍة ، متجاهلا انتاجها لبيئةٍ وواقعٍ غارق في ظلمات التخلف ، و عقولٍ عقيمه ، تظهر مدى حالة انحسارها  الفكري و الفلسفي و تقهقرها ردحا من الزمنٍ مابين المقولة وترديدها كالنشيد ، ادوات الانتاج ، وقوى و علاقات الانتاج ، قوالب من القول تصفر فيها رياح الافكار ولا تستقر على سطحها لا قعرها ، كمتلازمة لانتاج عقلية المثقف اليساري البلدي ، و البليد .

وان كان سعادة الدكتور السفير يشكل الحالة الافضل من بينهم من وجهة نظري ، دون الانتقاص من عملية العثور على وقوعه في شركهم الفكري الاعمى والضال في احايين كثر .

وجأت كتابة الدكتور ياسين عن المناضل احمد مساعد حسين كاسقاط واجب في وفاته لا اكثر ولا اقل دونما الاعتداد بها في قراءة افكار هذه الشخصية الثورية الاستثنائية التي تمكنت من تحقيق معجزة وقوفها و توازنها بين الاصالة و التأطير الثوري ، كحالة خاصة ، لم يهتدي اليها اكثرهم نبراسا وعلما ، وظل تخبطهم في معرفتها سيد الموقف ، غير قادرين على استيعابها ، وهي ربما تكون القاسم المشترك في صفات الغالبية من قوى الثورة و الحزب من القادة والمناضلين ، غير مقتصرة على شخصية المناضل احمد مساعد حسين . هروبا من الاقرار بفشل تحربتهم السياسية العقيمة و المتخلفة وفقا وكثيرا من الاشارات الكلامية الاولية الصادرة من الفقيد عنها ، و انتقاداته الصريحة لها ، ومطالبه بضرورة المكاشفة في معرفة اسبابها لتوخي الحذر من الوقوع فيها من جديد  .

سيادة الدكتور السفير  ، قد يطول البحث عن  ثلاثية العقل بمراتبها الفاربية في الثورات الاشتراكية كلها ، لانها خلقت وصممت لالتهام وموت القدر الاكبر من العالم ، لكي تسود حضارة الغرب ، بمفاهيمها الراسمالية المعاصرة .