آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-10:01ص

حوارات


القيادي الجنوبي د. محمد حيدرة مسدوس : علاقتي الشخصية بعبدربه جيدة .. ويستحيل على أي جنوبي في السلطة أن يحل القضية الجنوبية

الأربعاء - 09 أبريل 2014 - 12:25 م بتوقيت عدن

القيادي الجنوبي د. محمد حيدرة مسدوس  : علاقتي الشخصية بعبدربه جيدة .. ويستحيل على أي جنوبي في السلطة أن يحل القضية الجنوبية
الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والدكتور حيدرة مسدوس

عدن ((عدن الغد)) خاص:

يكتسب الحديث مع الدكتور محمد حيدرة مسدوس أهمية خاصة لما للرجل من رمزية سياسية في الذاكرة الجنوبية، فقد كان عضوا في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني الذي حكم الجنوب بعد الاستقلال وتبوأ عدة مناصب بينها نائب رئيس الوزراء, وبعد حرب 94 رفع مسدوس مع باعوم خيار إصلاح مسار الوحدة إلى أن انطلقت شرارة الحراك الجنوبي في العام 2007م .. حينها كان مسدوس من أوائل المؤسسين للحراك الجنوبي ومرجعية سياسية لعدد من مكوناته الجنوبية .

 

"الأمناء" التقت بالدكتور مسدوس الذي كان يفضل عدم الحديث عن بعض المستجدات وحاول أن يتحفظ كثيرا في إجاباته عن عدد من الأسئلة وتحت إلحاحنا خرجنا منه بالحصيلة التالية :

 

حاوره / عبدالرحمن أنيس :

 

* انقضت سبع سنوات من عمر الحراك، ما هي الأسباب التي حالت دون أن تحقق أهدافه؟

- الحراك هو حراك شعبي ظهر دون قيادة سياسية، ومع ذلك حقق أهدافا عظيمة وجعل صنعاء والعالم يعترفون بالقضية الجنوبية، ولم يبق إلا حلها، أما اسباب عدم حلها فتعود الى بعثرة القيادة السياسية وعدم توحدها، وهو ما يجرى الآن تجاوزه.

 

* إلى أين وصلت المساعي المبذولة لتوحيد مكونات الحراك؟

- إلى الاقتراب من النجاح إن شاء الله.

 

* كيف تقيم وضع الحراك من وجهة نظرك؟

- وضعه افضل بكثير عما كان عليه قبل عام لأن مكوناته بدأت تنتقل الى العمل المؤسسي، وهو الضمانة لاستمراره وانضباطه وشعور أعضائه بالمسؤولية أكثر فأكثر.

 

* هل شكلت مخرجات الحوار في صنعاء إنجازاً للقضية الجنوبية؟

- شكلت دفنا لها بامتياز، لأنها طمست الهوية الجنوبية وحولت الجنوب الى وحدتين إداريتين تابعتين سيادياً لصنعاء، وهذا ما لم وما لن يقبل به شعب الجنوب مهما كلفه الثمن.

 

* ما الذي يمنع الحراك من الاستفادة من قرار مجلس الامن الدولي الاخير؟

- ليس هناك ما يمنع، والحراك أجمع على إعداد رسالة لمجلس الأمن الدولي يستجيب فيها لطلب المجتمع الدولي الوارد في القرار، ويبلغه باستعداده لمفاوضات ندية خارج اليمن وتحت إشراف دولي، وقد فهم الحراك أن دعوة مجلس الأمن له بالدخول في العملية السياسية هو اعتراف بالحراك كحامل سياسي لقضية شعب الجنوب، ويتضمن عدم الاعتراف بالعناصر الجنوبية التي شاركت في حوار صنعاء ووافقت على مخرجاته، كما أن ذلك هو اعتراف من المجتمع الدولي بأن القضية الجنوبية ما زالت باقية.

 

* ما رأيك باجتماعات القاهرة؟ وكيف تقييم أداء القيادات الجنوبية في الخارج؟

- اجتماعات القاهرة هي في إطار المحاولات لتوحيد الصف الجنوبي، والأداء لقيادات الخارج محكوم بالدول المضيفة التي قد تسمح وقد لا تسمح لهم بالنشاط الذين هم يطمحون إليه.

 

* ما رأيك بانسحاب محمد علي أحمد من مؤتمر الحوار، وهل كان مجدياً لو شارك الحراك بقوة؟

- تنبأت بانسحاب محمد علي قبل انسحابه، لأنني عارف بأن كل القوى السياسية في صنعاء لا تؤمن باطنيا بالوحدة، وإنما تؤمن بالضم والإلحاق، اي فرع عاد الى الاصل باستثناء الهاشميين الذين لم يكونوا صناع قرار في السلطة ولا صناع قرار في المعارضة، أما الجدوى من مشاركة الحراك بقوة فهي مستحيلة، لأنه مجرد الموافقة على حوار داخل اليمن وبآلية غير ندية هو اعتراف ضمني بأن قضية الجنوب قضية داخلية في اطار دولة واحدة مثلها مثل قضية الجعاشنة او قضية صعدة، وهذا دفن لها، وهو ما حصل بالفعل.

 

* يقال إنكم أنتم من كتب رسالة انسحاب الصريمة من مؤتمر الحوار.. هل هذا صحيح ؟

- هذا غير صحيح، ولكنني أيدتها.

 

* علاقتك جيدة بهادي والبيض ناصر ومحمد علي أحمد.. كيف تقيم هذه المعادلة؟

- قلت اكثر من مرة عبر وسائل الإعلام المختلفة بأن العلاقات الشخصية شيء والعلاقات السياسية شيئا آخر، لأن العلاقات الشخصية هي خاصة بأصحابها اما العلاقات السياسية فهي عامة تخص الناس الآخرين، وبالتالي فإن إخضاعها للعلاقات الشخصية يجعلها تجارة سياسية على حساب الآخرين، كما أن إخضاع العلاقات الشخصية للعلاقات السياسية يحول أصحابها الى قبائل، وليسوا سياسيين، وهذا هو الفارق بين الوعي المدني والوعي القبلي في السياسة.. ولهذا علاقاتي الشخصية جيدة مع من ذكرتهم، وعلاقاتي السياسية غير جيدة مع بعضهم.

 

* هل أنت مع خيار الإقليمين؟

- أنا مع خيار شعب الجنوب، وأي سياسي جنوبي يخالف ذلك سيدان حتى بعد موته، لأنه يستحيل إيجاد حل شرعي لقضية الجنوب إلا بذلك، حتى ولو كان حلاً عادلاً.

 

* يدور جدل في الجنوب حول هل الجنوب يمني أم عربي .. ما هو المخرج برأيكم من إشكالية الهوية؟

- ما يقوي حجتنا السياسية أمام صنعاء نأخذ به، وما يضعفها نتجنبه.

 

* باعتقادك ماذا بإمكان الجنوبيين أن يعملوا لمواجهة مخرجات الحوار؟

- لم يخرج الحوار بشيء حول القضية الجنوبية حتى نقول كيفية مواجهته، وهو ما اعترف به مجلس الأمن الدولي الذي اعتبر ذلك خارطة طريق للحل، وليس هو الحل، ونحن كما قلت لك بصدد إعداد رسالة الى مجلس الأمن تؤكد استعدادنا التام لمفاوضات ندية خارج اليمن وتحت إشراف دولي.

 

* كيف ترد على ما قاله الشيخ طارق الفضلي في قناة (أزال) حولك، وما اورده عبدالسلام عاطف جابر من نقد لكم حول الهوية السياسية للجنوب، وما قاله علي الكثيري حول ذلك؟

- الشيخ طارق حبيته واحترمته عندما (حنق) على وطنه واعترضت على العملية العسكرية التي كانت ستقام ضده في جبل المراقشة مع نهاية عام 1990 وتم الغاؤها عندما وقف الرئيس السابق علي عبدالله صالح الى جانبي ضد هذه العملية، وبعد حرب 1994 عندما عدت من الخارج التقيته لأول مرة في بيت علي عبدالله صالح وكان معنا الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، ودار الحديث حول الرئيس "سالمين" ولم نتحدث حول الدين، وبعد ذلك زارني الشيخ طارق مع د. أحمد الشعناء الى بيتي في مدينة حدة بصنعاء، وقال لي سمعت انك على خلاف مع الحزب الاشتراكي، وأنصحكم بأن تحافظوا على الحزب، لأنه لا يوجد ما يخيف صنعاء غير الحزب، اما ما قاله عبدالسلام والكثيري فقد سبقت الاجابة عنه في السؤال السابق، وهي: أن ما يقوي حجتنا السياسية امام صنعاء نأخذ به اذا ما كانت لدينا قضية وطن، مع العلم ان من يجعل من (اليمننة) مشكلة قبل حل القضية مع صنعاء هو يخدم صنعاء ومخرجات حوارها ويبرر حرب 1994 سواء بوعي أم بدون وعي.

 

* متى آخر تواصل لكم مع (هادي).. وكيف ترى موقفه من الجنوب؟

- لا اذكر متى آخر تواصل، اما كيف نرى موقفه من الجنوب، فاسمح لي ان اقول لك انه يستحيل على اي جنوبي في السلطة ان يأتي بحل شرعي لها، لأن القوى المهيمنة في صنعاء لن تسمح له حتى ولو ادى الأمر الى قتله، واذا ما اتى بحل يرضيها على حساب الجنوب فسوف تظل القضية باقية بقوة الواقع .. ولذلك لا يصلح اي جنوبي في السلطة لحلها .. وبالتالي فالحل الشرعي لها يتطلب حوارا نديا بين طرفيها .

 

* هل تتواصل مع علي عبدالله صالح؟

- لم نتواصل معه منذ ان رفض فكرة "إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة" رغم أنه كان يتمنى ذلك.