آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

ملفات وتحقيقات


تحقيق : بعد تنظيم القاعدة: "التوتا أبسلوتا" تغزو أبين

الأحد - 13 أبريل 2014 - 06:28 م بتوقيت عدن

تحقيق : بعد تنظيم القاعدة: "التوتا أبسلوتا" تغزو أبين
عبده خرباش، أحد المزارعين في قرية جبل لحبوش.

عدن(عدن الغد)خاص:

بعد الحرب التي شنها تنظيم القاعدة على أبين، والتي سببت مآسٍ كثيرة لأبناء المحافظة، خصوصاً المزارعين منهم، الذين تكبدوا خسائر مادية فادحة، هاهي مديرية خنفر تشهد حرباً جديدة مع عدو جديد، لا يقل خطراً عن تنظيم القاعدة، إلا أن خطره يرتكز هذه المرة على المحاصيل الزراعية والمزارعين، خصوصاً الطماطم منها، وبات المزارعون مهددين بترك الأرض بوراً بعد الخسائر الفادحة التي تكبدوها، والتي لازالوا يتكبدوها.


عدو اليوم هو حشرة غير معروفة مسبقاً لدى مزارعي الطماطم في مديرية خنفر في أبين، ظهرت في شهر مايوم من العام المنصرم، ويسميها المحليون "الفراشة".


يقول عبده محمد خرباش (32 سنة)، أحد المزارعين في قرية "جبل لحبوش" في مديرية خنفر، أنه يتكبد خسائر تصل إلى 100 % من إجمالي منتوج الطماطم، وذلك لأن "الفراشة" تقوم بعمل ثقوب بالطماطم تسبب تلف الطماطم بعد أقل من ثلاث ساعات من جنيها.

 

الحشرة، "الفراشة" كما تدعى محلياً، حجمها يقارب حجم البعوضة، ولها جناحان يشبهان إلى حدٍ ما جناحي الفراشة. وتقوم الفراشة بعمل ثقوب في حبة الطماطم، تم تنتقل إلى حبة طماطم أخرى، مسببة هلاك المحصول بنسب تفوق 80 %.


خرباش، الذي أُعتقل سابقاً من قبل عناصر القاعدة لمدة 18 يوماً لأن قوات الجيش اليمني دخلت مزرعته للتزود بالماء، قال أنه تكبد ما يربو عن 4 ملايين ريال يمني نتيجة الحرب التي دارت رحاها في أبين، بينما لم تعوضه الدولة سوى بخمسمائة ألف ريال يمني فقط. وأضاف خرباش أن الحرب ما لبتت أن وضعت أوزارها حتى أتت الحشرة لتكبده خسائر كبيرة، صار على إثرها مديوناً لعدد من تجار المبيدات الحشرية، والتي لم توقف أو تحد من إنتشار الحشرة التي قال أنها تكتسب مناعة من المبيدات الحشرية.


وأضاف خرباش قائلاً أن المبيدات التي يستخدمها ليس لها بلد منشأ ولا وكيل مُعَين، ولا يعلم إن كانت قد تسبب أمراض خطيرة بينها أمراض السرطان. وقال أن المبيدات قد كلفته مئات الآلآف من الريالات اليمنية لكن كلها لم تردع الحشرة.
حبات الطماطم وهي مثقوبة بفعل الحشرة.


يعيش في قرية جبل لحبوش ما يزهو عن الأربعمائة شخص، وجلهم يعتمدون على زراعة الطماطم بشكل أساسي، إلى جانب بعض المنتوجات الزراعية الأخرى، نذكر منها الباذنجان والبصل والفلفل وغيرها.


إلى جانب القرية المنكوبة، توجد العديد من القرى التي تعتمد هي أيضاً على زراعة الطماطم، منها سيحان، والديو، والدرجاج، والرميلة، وغيرها.


يقول المزارعون في القرية أنهم يواجهون الكثير من المصاعب في زراعتهم التي لازالت تقليدية، منها مرض غير معروف يصيب جذور أشجار الطماطم يحيل نموها، بالإضافة إلى حشرة الذبابة البيضاء، والتي تكلفهم الكثير من المال في شراء المبيدات الحشرية لمكافحتها، إلا أنهم وقفوا عاجزين عن مواجهة "الفراشة"، والتي قاموا بإستنفاذ جميع الوسائل لمكافحتها.

 

ومضى المزارعون يشكون إرتفاع أسعار مادة الديزل والأسمدة والبذور وأدوات الزراعة وأجرة العمال، وباتت الحشرة تهدد مستقبل الزراعة لديهم.
وقال المزارعون أنه قد سبق وأن سمعوا بنفس المشكلة تحدث في محافظة الحديدة غربي اليمن، إلا أنه قد قامت المنظمات الدولية والسلطات اليمنية بمساعدة المزارعين هناك للتخلص من هذه الآفة.


هذا وناشد المزارعون السلطات اليمنية والمنظمات الدولية والمحلية سرعة التدخل لإنقاذهم من براثن هذه الحشرة التي باتت تهدد مستقبل زراعة الطماطم في منطقتهم، والتي تشكل المصدر الدخل الوحيد للعديد من المزارعين.


من الملاحظ ان الزراعة في القرية تعتمد على طرق الري التقليدية. وأفاد المزارع أنور محمد نجم (43 سنة) أن إحدى المنظمات قد قدمت إلى القرية، قبل حوالي الشهر ونصف الشهر، وذلك لتسجيل أولئك الراغبين بتمديد شبكات ري حديثة تكون مدعومة بنسبة 50 %، إلا أن المشروع لم يجد طريقه إلى النور حتى اللحظة.
حشرة التوتا أبسلوتا والتي تقف خلف نكبة أبناء القرية.


من خلال البحث، تم التوصل إلى أن الحشرة التي يشكوا منها المزارعون تسمى "حفار ورق الطماطم" أو "توتا أبسلوتا" Tuta Absoluta وهي حشرة ضارة تقوم بعمل أنفاق في الطماطم لتسبب لها التعفن لاحقاً.
فقد سبق وأن عانت منها فعلاً محافظة الحديدة اليمنية، والتي قامت الحكومة اليمنية، ممثلة بوزارة الزراعة، بوضع الحلول لتلك الآفة، والتي قضت عليها لاحقاً.


المزارعون في جبل لحبوش جلهم من البدو الفقراء الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، إلا فيما ندر، ولا يعرفون إلى من يشكون ومع من يتحدثون عن مشكلتهم، في ظل غياب تام لأي تواجد حكومي أو إرشاد زراعي من قبل أي جهة، لتعينهم على التخلص من الآفة التي لحقت بمحاصيلهم، كون الأساليب التقليدية لم تجد نفعاً مع العدو الجديد.


حسب البحث، فإن الحشرة قد ظهرت في عدد من الدول، منها في أمريكا الجنوبية ودول الحوض المتوسط، وقد واجهت الدول صعوبة جمة في مكافحة هذه الحشرة.


وناشد المزارعون البسطاء في جبل لحبوش الحكومة سرعة التحرك لإنقاذهم، أسوة بزملائهم في محافظة الحديدة، خصوصاً أنها باتوا عاجزين أمام الحشرة وهي تقضي على إقتصادهم ودخلهم الرئيس.


بسبب الداعي الإنساني، قمنا بالتواصل مع الجهات الحكومية من خلال وزارة الزراعة والري ورأسها، الوزير فريد مجور، الذي لا يرد على هاتفه الشخصي ولا على الرسائل الإلكترونية كوزارته ذات الأذن من طين والأخرى من عجين.
كما قمنا بالتواصل مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD)، من خلال الدكتورة فتحية بهران، والتي شرحت بأنه لا يوجد هناك برنامج ممول من قبل الصندوق لمكافحة الآفات الزراعية، وإنما ذلك يقع على عاتق وزارة الزراعة. كما قامت الدكتورة بهران – مشكورة – بتحويلنا إلى الأستاذ/ عبد الملك الثور، الذي قام بتجاهل رسائلنا وعدم الرد علينا، حاله كحال موظفيه (بكسر الظاد) وموظفيه (بتسكين الظاد) ووزارته.

*من محمد بامطرف