آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-12:05م

صفحات من تاريخ عدن


جولة في كتاب (تاريخ مدينة عدن وضواحيها) : هل تعرف من أين جأت تسمية (المعلا)؟

الأحد - 13 أبريل 2014 - 08:31 م بتوقيت عدن

جولة في كتاب (تاريخ مدينة عدن وضواحيها) : هل تعرف من أين جأت تسمية (المعلا)؟
صورة قديمة لوسط مدينة المعلا بمدينة عدن

عدن(عدن الغد)خاص:

صدر قبل أسابيع من اليوم باحث شاب من مدينة عدن كتابا بعنوان تاريخ مدينة عدن وضواحيها  لمؤلفه الباحث الأستاذ خالد سيف سعيد.

يتضمن الكتاب عدد من الفصول الهامة عن تاريخ مدينة عدن ولعل أهم الفصول هو الفصل الذي يتحدث عن التسميات الخاصة بالعديد من مناطق مدينة عدن وبينها مديرياتها الثمان .

ولاهمية هذا الجزء للباحثين واهالي المدينة على حد سواء تنشر "عدن الغد" هذه الجزئيات وفي الحلقة نستعرض مديرية المعلا  على ان تتواصل لاحقا نشر اسماء المديريات الأخرى بعدن ومناطقها المختلفة

 

كتب : خالد سيف سعيد / من كتاب (تاريخ مدينة عدن وضواحيها)

 

 

مـدينـة المعــلا :

         

كانت المعلا في الزمان الماضي محلاً يصنعون فيه السفن الشراعية ، يرفعونها في مكان عال عن البحر فسميت بالمعلا وتعني المكان العالي وهذا ما أكده المؤرخ حمزة لقمان( )، بينما يشير المؤرخ عبدالله محيرز في كتابه العقبة قائلاً : " إن اسم المعلا احتار الكثيرون في تسميتها ، فالمعلا نمت خلال القرن التاسع كميناء ومرسى للسفن الشراعية ، ثم السفن البخارية الصغيرة بنيت فيها عدد من المخازن والأرصفة ، وتمتد المعلا الحالية من قرب حجيف امتداداً مستمراً بمحاذاة الساحل إلى باب عدن ويضيف قائلاً : ألان مدينة المعلا من المحتمل أن تكون وريثة لقرية المباءة تلك القرية التي نشأت خارج عدن ثم اختفت في القرن السادس عشر فموقع المعلا الحالي يشمل موقع " المباءة " القديم ، بل أن بعض المهن التي مارسها السكان المباءة كحرف النورة والحطم وبقية في المعلا حتى نهاية القرن التاسع عشر( ) .

حيت استوطن المعلا عدد كبير من الصومال الذينَ جاءوا بتجارتهم منها مثل الكباش والأضباع، واستوطنوا المدينة فمنهم احترفوا قيادة الزوارق والاصطياد حتى يقال أن جزء من مدينة المعلا تسمى بصومالي بورا ـ  معناها مدينة الصومال ، وبعد أن تطورت المدينة وتوسعت حتى امتدت لتشغل كل فراغ تحت سفح جبل شمسان ظلت تطلق على أحياها أسماء صومالية وسمي الحي السكني الغربي بـ"حافون – فهو أسم ميناء في الصومال "وسميت منطقة سكنية أخرى شمالها باسم القلوعة  وتعني الشارع الملتوي أو الأعوج .

         

وفي عام 1868 م ثم تحويل رصيف الميناء ميناء صيرة  "سابقاً" في كريتر ، إلى رصيف المعلا ، وقد وسعت رصيف المعلا 1869م وهناك من يقول بأن التحويل تم بعد عشرين عأما من الاحتلال .

وفي عام 1932م بني في مدينة المعلا مصنع للصابون ، وكان ينتج يومياً حوالي 50 صندوقاً من الصابون ، ثم فتحَ مصنع للألمنيوم ، وكانت هذه الصناعة توضف حوالي 2000 شخص في ثلاثة مصانع وبعض المحلات الصغيرة ، وكذلك توجد تجارة ناشئة يقوم بها إليهود واليونان في صناعة السجائر المحلية من التبغ المصري ، وبجانب ذلك الصناعات التقليدية لتصفية حبوب البن ، والمر واللبان ، وهي كلها كانت في منطقة المعلا وهذه المهمة تقوم بها الصوماليات .

 

واشتهرت هذه المدينة بصناعة السفن وهي صناعة قديمة عرفتها عدن مند الاف السنين ويقوم بهذه الصناعة الحضارم   " من حضرموت " وتشبه السفن الشراعية التي كانت تبني في المعلا سفن الفينيقيين وتستخدم من خشب التبك يستورد من مليار " مدينة الهند " ، أما باقية الأخشاب العادية والمسامير فهي من المنتجات المحلية ( ).

         

وفي هذه المدينة توجد منطقة سميت حجيف وتقع تجاه شرق المدينة ومرسى صغير صار حالياً ميناء اصطياد السمك تديره وزارة الثروة السمكية وعقبة  بهذا الاسم "عقبة حجيف"  تشقها الطريق الرئيسية المؤدية حتى مدينة التواهي إلى باب عدن، واسم حجيف قديم جداَ وهذا ما أثبته الكابتن هنس في خرائطه وتقاريره وعلى الرغم من المصادر التراثية اليمنية لم تذكره إلا مصادر أجنبية قديمة معاصرة لعصر الظاهريين في سنة "858هـ - 1454م" وقد ذكرته من خمسة قرون، وردى في مذكرة البوكيرك عند وصفة المواقع الهامة لعدن قبيل محاولته الهجوم عليها( ).

ويمكن القول أن في أوائل الخمسينات قامت هيئة ميناء عدن باستطلاع الساحل البحري للمعلا، وذلك من أجل توسيع أحواض السفن ومستودعات البضائع هذا، من جهة أخرى تشجيع حركة الميناء لاستيعاب عائلات أفراد القوات البريطانية بعد توسيع قاعدة عدن وجعلها المركز الرئيسي لقيادة الشرق الأوسط، بذلك تغير وجه المدينة تغيراً كاملاً، فقد ردمت مساحة كبيرة من البحر، وبني علية أطول شارع من العمارات الحديثة على طول مسافة تزيد عن الميل وسمي بـ"الشارع الرئيسي" على طريق واسع حديث يربط عدن بحجيف ثم مدينة التواهي .