آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-06:09م

ملفات وتحقيقات


في أيادي زرينة

الثلاثاء - 15 أبريل 2014 - 03:11 م بتوقيت عدن

في أيادي زرينة
الزميل شطار الى جانب قائد الطائرة التابعة لمملكة بروناي

عدن(عدن الغد)خاص:

* كتب لطفي شطارة

لم تكن الخطوط الجوية الملكية التابعة لبروناي اول شركة طيران من شرق اسيا اسافر عليها في حياتي وانا في طريقي من لندن الى دبي التي وصلتها صباح اليوم ، بل كانت المفاجئة الكبيرة لي وانا في مقعدي داخل الطائرة الحديثة من طراز بوينج 787 التي تملكها عدد محدود من شركات الطيران العالمية ان قائد الطائرة أمرأة اسمها زرينة هاشم .

كانت قائدة الطائرة تتحدث قبل الإقلاع من مطار هيثرو عن خط سير الرحلة والمدة التي ستقطعها وحالة الطقس المتوقع في دبي عند الوصول .

 كانت تتحدث وفي مخيلتي تدور كل تفاصيل دراما اختفاء الطائرة الماليزية التي اختفت في هذا الكون وفشلت كل دول العالم حتى الان في فك لغز اختفائها .

 لا اخفيكم شعرت بقلق ان قائدة الطائرة الضخمة هذه امرأة ليس تقليلا من مكانة المرأة ، ولكن لأنني اول مرة أعيش هذه التجربة ، كما ان صديقي حلمي امان كنت اخر من تحدث معه عبر الفايبر وكتب لي مازحا انه متشائم من رحلتي هذه وضاعف كلامه هذا من شدة قلقي .

 أقلعت الطائرة وكانت زرينة تشق بها السحب المتلبدة فوق سماء لندن وتحدث اهتزازات بالطائرة وانا أتذكر ان الكابتن امرأة والوسواس عبارة حلمي ههههه .. كنت أشاهد الشاشة التي امامي بالمقعد عن خارطة الرحلة والتي تحدد السرعة والارتفاع وخط السير .

لم أتوقع وانا أشاهد ان الطائرة وهي تدخل الأجواء الفرنسية قد وصل ارتفاعها ٤١ الف قدم ، وهو ارتفاع يفوق بقية الرحلات التي تعودت ان لا يتجاوز ال ٣٩ ألف قدم حتى لطائرة الايرباص الحديث A380 .. كنت اوسوس وانا أشاهد رقم الارتفاع وكلام حلمي يدور برأسي ربما ستاخذنا زرينة الى خارج الغلاف الجوي ويكون مصيرنا مثل مصير ركاب الطائرة الماليزية التي عجزت كل الروايات من كشف سر اختفائها .

 سارت رحلة زرينة وعلى هذا الارتفاع الشاهق والسرعة التي تصل الى ٩٠٠ كيلو متر بالساعة بكل امان دون ان اشعر بأية مطبات أو اهتزازات ، اوصلتنا زرينة الى دبي بالموعد المحدد بالثانية ايضا لدقة نظم الملاحة الجوية الحديثة .. كانت تجربة رائعة ان احلق بهذا الارتفاع الشاهق وبهذة الطائرة الحديثة وبايادي زرينة الماهرة .

المرأة في بلد مثل بروناي حديث على الطيران قد استطاعت ان تنافس كبار الرجال في هذا العالم ، ربما هناك نساء عربيات يقدم الطائرات ولكني اتحدث عن بلد مثل اليمن كان من اوئل الدول التي عرفت الطيران وخاصة الجنوب ، ومع هذا لم تجد المرأة طريقها الى هذا المجال المحتكر للرجال فقط وأصحاب النفوذ وتركوا المرأة محبوسة بين الحلال والحرام .. ربما ان التضييق على المرأة في بلادنا في مجالات كثيرة ومنها الطيران هو خوف الرجال من القدرات الكبيرة التي تتميز فيها المرأة عنهم ، وربما غيرة من فتح مجالات كثيرة للمرأة ستحد من احتكار الرجل لأعمال كثيرة ..

وصلت دبي ليس بأيادي أمنة كما قال الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح عندما سلم العلم الى نائبه السابق الرئيس عبدربه منصور هادي ، بل بحنكة وكفاءة وقوة عقل وايادي زرينة التي قبلت وبكل تواضع جم ان أخذ صورة داخل غرفة القيادة لارفاقها بمنشوري هذا .

 نرفع قبعاتنا للمرأة واتمنى ان تحظى المرأة في كل البلاد العربية واليمن تحديدا بالمكانة التي تليق بها وليس البيت فقط .. عندنا في اليمن ستخرج الف زرينة لو هناك دولة تحترم المرأة وتحترم مكانتها وامكاناتها الكبيرة .