آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-11:31ص

ملفات وتحقيقات


شهر الأحزان : محمد سعد وأحمد قاسم وعبدالله فارع ومعروف حداد ومحمد الكاف .. عدن تودع العمالقة في أبريل

الأربعاء - 16 أبريل 2014 - 11:07 ص بتوقيت عدن

شهر الأحزان : محمد سعد وأحمد قاسم وعبدالله فارع ومعروف حداد ومحمد الكاف .. عدن تودع العمالقة في أبريل
عدن تودع العمالقة في أبريل

عدن ((عدن الغد)) خاص:

عندما يكتب الاستاذ نجيب اليابلي عن (عدن) وشخوص عدن فانك تشتم رائحة الحارة العدنية والاغنية العدنية والطبيعة العدنية والوداعة والجمال والتعايش من بين سطور كتاباته .

ويزداد العطر العدني (تركيزا) وتزداد تلك الرائحة عندما يكتب (الاستاذ) عن عمالقة الفن والمجتمع العدني والجنوبي محمد سعد عبدالله واحمد قاسم وفاضل فارع ومعروف حداد وعمر الكاف .

في هذا لملف يسرد "موسوعة التاريخ العدني" الاستاذ يابلي سيرة اولئك العمالقة مذكرا بابريل شهر الاحزان ومذكرا بزمن جميل واناس اكثر جمالاً وموتهم في شهر ابريل الذي بات فيه في حاضرنا 30 يوماً للكذب وليس يوماً واحداً .

 

كتب الاستاذ / نجيب يابلي

أحمد بن أحمد قاسم الكوكب الساري الذي رحل قبل (21) عاما

حافة القاضي الجميلة التي عاش فيها رجال السياسة والتعليم والصحة والدعوة إلى الله والفن والأدب والتجارة وفي هذه " الحافة " أو الحي ولد فناننا الكبير أحمد بن أحمد قاسم في 11 مارس 1938م.. اذا كان أحمد قاسم من سكان حي العمالقة والعملقة التي تجلت في معالم عدة منها مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية العريقة والتي تلقى أحمد قاسم فيها تعليمه وتشرب بالفن والنغم على يدي استاذه الراحل الكبير يحيى مكي وعزف مع فرقة المدرسة بقيادة مكي وكان احمد قاسم لا يزال برعماً لكنها الموهبة هي التي كانت سيد الموقف وبدأ عزفه على الايقاع ثم تولى قيادة الفرقة وتأثر كغيره من الفنانين بالفن المعري .

 

التحق احمد قاسم بسلك التدريس وسيطرت الموسيقى على كل اهتماماته فبعثه ادارة المعارف ( التربية والتعليم فيما بعد ) إلى القاهرة لدراسة الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى في مطلع الستينيات وعاد ليدرس الموسيقى في مركز تدريب المعلمين ( TTC ) بعدن وساح فنه وعطاؤه الفني وكنت تراه في حفلات عامة حفظهما في قاعة مدرسة القديس يوسف العالمية ( البادري ) وفي تسجيلات خاصة للإذاعة أو في الحفلات المدرسية وكان رحمه الله يلبي دعوات اعزائه وكما حدث عام 1962م عندما طلب صديقة بدر حمود رحمه الله بأن يحيى حفل المدرسة الثانوية للبنين بخور مكسر ( ثانوية الفقيد غانم حالياً ) وكشف تلك الليلة البهيجة على انغام احمد قاسم وهو يرقص اوتار العود وكأنك أمام فريد الاطرش .

 

كانت حفلات البادري أنداك تعصر الفنان عصراً لأنه داخل إلى الساحة التنافسية وخصوصا مع محمد مرشد ناجي وكان لذاك جمهوره داخل العريض وكان لهذا جمهوره الموازي كما ونوعاً , كما أتاح المناخ لفنانين آخرين ليبرزوا وبرزوا فعلاً امثال : سالم بامدهف وياسين فارع وابوبكر فارع ( خالا الزميل عيدروس باحشوان ) ومحمد صالح همشري وعبدالرحمن باجنيد وعلي أحمد جاوي ومحمد صالح همشري وطه فارع وفاروق مهدي ومحمد سعيد منصر وأحمد ناجي قاسم ومحمد سعد عبدالله ومحمد باسويد ومحمد صالح عزاني .

 

سجل احمد قاسم لتلفزيون عدن عدة اغاني رغم انها كانت زمن الأبيض والأسود الا انها لا تزال محافظة على رونقها عندما نسمعها هذه الأيام لأن الأمانة التاريخية الموضوعية تقتضي ان نقول ان اغاني احمد قاسم سكنت وجدان عدن ونقشت اسمه في صخر جبل شمسان وكيف لعدن ان تنسى وهي تردد معه : الكوكب الساري والجدول الساري والجدول الجاري تاها بأشعاري ويا ظبي وصله غلا يا بدر في الساحل للراحل علي محمد لقمان ..

 

كيف لعدن ان تنسى ابنها احمد قاسم وهي تردد معه : " عذبني فعذابي فيك خير من معاني " و" قمري تغنى على الأغصان إلى ان يلفت الدكتور غانم نظر القمري ويخاطبه بألم : " إن كنت تبكي على الخلان – خللي أنا فارق الأوطان " وكان اولاد , قيس وشهاب وعزة في بريطانيا للدراسة الجامعية ومن بعدهم عصام ونزار وكلهم دكاترة ( أي حملة الدكتوراه في الطب والهندسة والحقوق والرياضيات ) ..

 

كيف لعدن أن تنسى ابنها المبدع احمد قاسم وهي تردد معه ابداعات لطفي أمان : اسمر وعيونه " و" قلبه سأل قلبي " و" وصدفة التقينا على الساحل ولا في أحد " و " مش مصدق " و" يا عيباه " وهل تنسى عدن رائعة علي أمان " فينك وفين ساكن ".

 

كيف لعدن أن تنسى ابنها المبدع أحمد قاسم الذي كرمها في فيلمه " حبي في القاهرة " عندما قال لبطلة الفيلم زيزي البدرواي وكان دوره في الفيلم طالب موسيقى : " بعد تخرجي بأعود لخدمة بلادي عدن " وآه يا عدن ظلموك الحبايب وخربوك .

 

في الفاتح من ابريل 1993م نص الناعي وفاة احمد بن احمد قاسم في حادث مروري وهو يسوق سيارته في طريق العودة إلى عدن وبعد انتظار طال لسنوات صدر كتيب عز حياته ليصادف الذكرى (21) لوفاته والجديد في هذه الذكرى أن زوجته وأم ولده حماده ( المبدع المعروف ) توقيت قبل أيام وياحبذا لو أن هذا الكتيب ( وهو ثمرة جمد يشكر عليه العزيزان علي محمد ونجاة احمد قاسم ) يخضع للمراجعة والأتساع ليليق بمكانة هذه القامة الكبيرة ويقيننا أن الدكتور عبدالعزيز حبتور رئيس جامعة عدن من يدخل في طباعة النسخة المنقحة ومالوسعة كما تكرم مشكور بطباعة ذلك الكتيب في مطبعة جامعة عدن .

 

محمد عمر الكاف سيرة ومسيرة كفاحية وعطرة

تريم كما يقال بأنها عطر الحضارمة .. حدائق غناء ودور عبادة وعلماء ومن وسط ذلك العطر خرج آل الكاف وقدرهم لخصه حداد بن حسن الكاف (1956م-1969م) : بسالك يا عاشور عن حال البلد " نعم هذا هو قدر آل الكاف الذين لا يهنا لهم بال ولا يسعد لهم حال إلا اذا تفقدوا حال الناس , واذا سأل حداد الكاف عاشوراً عن حال البلد , إلا انه له طلباً افصح عنه بهذه الكلمات الغنائية : " عاشور نسمنا تفضل ضاق قلبي واعتصر " طالما أن ذلك قدرهم فمن حقهم طلب التنفيس ولذلك ستجد آل الكاف يدعمون الفعاليات الاجتماعية " ...

 

نعم أنهم آل الكاف الذي سطروا وحضروا لهم مكانة مرموقة في محيطهم أين كان فذها شيخ أبوبكر الكاف الذي تنحى امامه سنغافورة وهذا سالم علوي الكاف , عضوا أول غرفة تجارية في عدن بعد الاستقلال وصاحب البناية الخضراء ( The Green Building ) الشهيرة في المعلا التي شغلت دورها الأرضي وكالة رويترز العالمية في فترة الخمسينيات والستينيات وكان مدير مكتبها في عدن الراحل الكبير محمد احمد بركات ( والد زكي بركات ) وهذا ابراهيم الكاف ( والد سامي ) المناضل الوطني والصحفي والكاتب والقاص المعروف وهذا ان الطبيبان المرموقان الدكتور عبدالقادر الكاف والدكتور حسين الكاف وهؤلاء الكاف ومحمد صالح الكاف وريم حسين الكاف واكتفي بهذا القدر لأتفرغ للقامة والهامة محمد عمر حسن الكاف ( والد الأبرار : عدنان وطارق ونزار وعمر ) وشقيق الطيبين ( عيدروس وعبدالله وطاهر ) ..

 

محمد عمر الكاف مواليد عام 1934م بمدينة تريم التي كانت تتبع العطرة الذكر السلطنة الكثيرية أو ما كانت تسمى حضرموت الداخل : تلقى الكاف دراسته الابتدائية في تريم ثم غادرها إلى دمشق عام 1948م حيث زامل صديق عمره ورفيق دربه د . عوض سالم عبس بامطرف في ثانوية بن خلدون في دمشق وقد غادرا إلى هناك مع عدد من الطلبة الحضارم على نفقة " جمعية الأخوة والمعاونة " وكان النظام التعليمي هناك مشابهاً للنظام في عدن حيث دمجت المرحلة المتوسطة والثانوية في مرحلة واحدة .

 

وكان دعم الجمعية محدوداً وخاصة في التعليم الجامعي مما اضطر الكاف إلى الانتقال إلى القرداحة في اللاذقية للعمل في مجال التدريس ليغطي تكاليف الدراسة الجامعية كطالب منتسب وانتقل بعد ذلك إلى الكويت حيث سبقه إلى هناك الراحل الكبير علي عقيل بن يحيى الذي أنشأ هناك بيت الطالب الحضرمي في 4 فبراير 1961م بموجب ترخيص الشؤون الاجتماعية هناك وعمل الكاف في مجال التدريس ويغادر مع نهاية كل عام إلى دمشق للجلوس للامتحانات الجامعية . 

 

حصل محمد عمر الكاف على ليسانس الحقوق من جامعة دمشق عام 1960م والتحق بإدارة المعارف ( التربية والتعليم ) بسيئون ( حاضرة السلطنة الكثيرية ) وبحسب الدكتور عوض بامطرف ( راجع كتاب التأبين المكرس للفقيد الكبير محمد عمر الكاف ) فأن الكاف كان من ضمن المشاركين في التدريس في مدرسة النهضة الأهلية وساهم مع رفاق آخرين في تشكيل الخلايا بحضرموت الداخل كامتداد للخلايا السرية التي تشكلت في حضرموت الساحل عام 1957م , لقد كان محمد عمر الكاف من الرعيل الأول المؤسس لفرع حزب البعث العربي الاشتراكي في حضرموت وبحسب الدكتور بامطرف ( مرجع سابق ) فأن محمد عمر الكاف والأستاذ احمد باقموم شاركا في وفد مشترك يمثل السلطنتين الحضرميتين : القعيطية والكثيرية ( وآه يا زمن الحكام المحترمين ) إلى بعض دول الخليج لطلب المساعدة في مجال التعليم وخاصة امكانية الحصول على عدد من المنح الدراسية .

 

الكاف في بريطانيا في سلسلة مواجهة التحديات :

كان على محمد عمر الكاف ان يغادر إلى بريطانيا لعمل المعادلة لليسانس الحقوق الذي حصل عليه من دمشق لأن الدراسة بالعربية وعليه عمل المعادلة باللغة الإنجليزية فقضى هناك عامين ونصف العام وعاد إلى سيئون متوجاً بإكليل الغار وحمل معه اعترافات من احدى الجامعات البريطانية بجدارته القانونية وعمل مساعدا للمسؤول الإداري في سكرتاريا الدولة بسيئون .

 

الكاف الرحال إلى عدن :

غادر محمد عمر الكاف حضرموت في طريقة إلى عدن في مايو 1968م بناء على طلب من وزير العدل للعمل في مكتب المدعي العام للجمهورية وصعد الكاف وبجدارة سلم وزارة العدل والادعاء العام , حيث عمل مستشار قانوني فمستشارا قانونيا أول فمدعيا عاما بالوكالة عام 1970م .

 

عمل الكاف رئيسا للمكتب الجنائي والمدني ثم رئيسا لمكتب الصياغة والمشورة القانونية حتى عام 1969م ثم عين نائباً للمدعي العام للجمهورية بدرجة نائب وزير حتى عام 1982م .

 

الكاف في رحاب الجامعة العربية :

أعير محمد عمر الكاف للعمل في الجامعة العربية عام 1982م , واختير من قبل مجلس وزراء الداخلية " امينا عاما مساعداً " وشغل هذا المنصب اعتبارا من 16 ديسمبر 1982م حتى 31 مايو 1986م , حيث لم يأنس للبقاء بعد احداث يناير 1986م المؤسفة .

 

أ[وظبي للكاف : حللت أهلاً ونزلت سهلاً ابا عدنان :

سلم محمد عمر الكاف جواز سفره الدبلوماسي لسفارة اليمن الديمقراطية الشعبية بدمشق واستبدله بجواز سفر عادي وشد الرحال بعد ذلك إلى " ابوظبي " حاضرت دولة الأمارات العربية , مفراق عن شقيقة عبدالله .

 

فتحفت وزارة العدل الإماراتية ذراعيها لاحتضان القامة القانونية القادمة إليها وصدر قرار وزاري بتعيينه مستشاراً قانونيا في ديوان الوزارة ومارس مهام عمله حتى عام 1991م .

 

عدن للكاف : وداعاً أبا عدنان :

عاد عمر الكاف إلى أرض الوطن عام 1991م حاملاً معه الآمال الجسام بعد قيام دولة الوحدة في 22 مايو 1990م برؤية وطن موحد يتقاسم فيه ابناؤه فرص الثورة والعمل وحقوق المواطنة وواجباتها .

 

فتح الكاف مكتبا خاصاً فيه مهنه المحاماة وكان مكتبا خاصاً مارس فيه مهنة المحاماة وكان أحد فرسانها ووظف خبرته ووجاهته من اجل خدمة المستخدمين فيها وقوته الصلب إلى جانب حقوق الكاف من اجل بناء حديقة حافون متنفساً لأطفالهم بدلاً من المتاجرة بأراضي تحت مسمى الاستثمار وتجشم عن التحرك إلى مراكز الشرطة دفاعا عن مظلومين في مواجهة اقوياء .

 

وفي 20 أبريل 1996 رحل السياسي المخضرم والقانوني الجليل محمد عمر الكاف عن عمر ناهز ال (62) عاما وشاءت الأقدار ان يموت الكاف وهو يحضر لمشروع قانوني للمنطقة الحرة وجاء بعده ولده م . عدنان ليدير " يمن فست " التابعة لأولاد بن محفوظ لتشغيل المنطقة الحرة بعدن .

رحم الله الرحل الاستثنائي محمد عمر الكاف والذي رحل عن دنيانا في زمن غير استثنائي .

 

عبدالله فاضل فارع الجهبذ الموسوعي الذي ترجم رباعيات الخيام

عبدالله فاضل فارع من مواليد الفيحاء الشيخ عثمان ( عدن ) في 15 ديسمبر 1926م . تلقى دراسته الابتدائية في الشيخ عثمان وانهاها عام 1937م وانهى دراسته الثانوية بحصوله على شهادة كيمبردج العالية عام 1946م وغادر بعد ذلك إلى قاهرة المعز والتحقت بالجامعة الأمريكية وحصل على البكالوريوس في العلوم الاجتماعية " الأدب المقارن " عام 1952م واكتسب هناك اللغات اللاتينية والفارسية واكتسب في مرحلة لاحقة اللغات التركية والفرنسية والإسبانية اضافة إلى اللغة الإنجليزية وآدابها وترجم في العام 1950م رباعيات الخيام فتراً فيما ترجمها ابراهيم عبدالقادر المازني شهراً عن النص الإنجليزي بترجمة فيتزجيرالد , أما احمد رامي وابراهيم العريضي فقد ترجماها عن الفارسية مباشرة ونشر الأستاذ عبدالله الترجمة في صحيفة " المستقبل " العدنية .

 

التحق الأستاذ عبدالله فاضل بعد عودته من القاهرة بسلك التدريس وعين استاذاً في كلية عدن بعد افتتاحها في نفس عام تخرجه وغادر عدن إلى الكويت لظروف معينة وعمل هناك خلال الفترة 1955م-1958م وعمل في مجال التدريس والتفتيش ( التوجيه الفني حالياً ) وعاد في إلى العام 1959م عدن ليعمل مدرساً في ثانوية عدن ( سيكندري سكول ) ثانوية غانم حاليا ثم قائما بأعمال الوكيل الدائم للتربية عام 1963م وغادر بعد ذلك إلى بريطانيا لمواصلة دراساته العليا في جامعة عدن وحصل على دبلوم ما بعد التخرج .عمل مسؤولية الاعداد للتعليم العالي بدرجة مدير عام واصبح أول عميد لكلية التربية العليا وعين بعد ذلك وزيرا حقوقنا في سفارة اليمن الديمقراطية بتونس خلال الفترة 1983م – 1987م ثم مندوبا لليمن الديمقراطية في المنظمة العربية للثقافة والعلوم خلال الفترة 89 واسمر بعد الوحدة في منصبه متى العام 1993م .

 

بعد عودته إلى الوطن عام 1994م عمل مستشارا لرئيس جامعة عدن للشؤون الثقافية وهو المنصب الذي كان قد شغله عام 1988م ثم استاذ للترجمة بمركز الدراسات الإنجليزية والترجمة , متخصصا في الترجمة التطبيقية وعلم المصطلحات الإنجليزية واستمر يعمل في هذا المنصب حتى وفاته يوم الأثنين 14 أبريل 2008 .

 

الأستاذ عبدالله صاحب بصمات بارزة في عدد من الأعمال منها انه كان أحد مؤسسي نادي الشباب الثقافي في الشيخ عثمان في 12 ديسمبر 1947م ومن مؤسسي مؤتمر الخريجين في عدن في العام 1962م بالإضافة إلى مسؤولياته في نقابة المعلمين ..

 

عمل مع عمر الجاوي وادباء جنوبيين مع نظرا فهم في الشعر الشمالي في عقد المؤتمر التأسيسي لأتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عام 1970م وكان احد المشاركين في اصدار جمله الحكمة في 15 أبريل 1971م واول امين عام للاتحاد في العام 1972م , ومن الفاعلين في عقد المؤتمر العام الأول للاتحاد بقاءه المهاتما غاندي في  عدن خلال 25 و 26 فبراير 1974 .

 

شكل الأستاذ عبدالله فاضل فارع مع الراحلين الكبيرين محمد سعيد جرادة وعبده سعيد صوفي مثلثاً فاعلاً في برامج اذاعية في اللغة والأدب في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ولو افرغت ورقيا لأضيف هذا الجهد خلال كتاب في اجزاء مرجعية لغوية وادبية جاءت بها ثقافات الفرسان الثلاثة .

 

عرفنا استاذنا الفاضل عبدالله فاضل فارع في مرحلة الدراسة الثانوية ومن زملاء الدراسة كان الزميل الألمعي / رياض صالح شمسان , ابن اخت التربوية الراحلة خولة معتوق قرينة الأستاذ عبدالله فاضل فارع والذي اعد واشراف على اصدار كتاب " اربعينية فقيد الوطن عبدالله فاضل فارع – رائد التنوير والشاعر الناقد " وكان الأستاذ الفاضل مرجعنا اذا تعصبت علينا بعض المسائل في الرياضيات أو الفيزياء أو الكيمياء وكان رحمه الله اذا عرضت علينا قطع للترجمة من الإنجليزية إلى العربية أو العكس كان يعرف مصدر هذه القطعة ويتحدث عن ملخص ذلك الكتاب سواء بالعربية أو بالإنجليزية واذا صادف في احد دروس الأدب وردوا اسم احد ارجال النهفثه مع احد كتبه البارزة , على سبيل المثال : يرد اسم ناصيف اليازجي وكتابه " مجتمع البحرين " فكان الأستاذ الفاضل يصطحب ذلك السفر الأدبي ويقرأ علينا نماذج منه .

 

كان رحمه الله يبذل جهدا كبيرا في توصيل المادة إلى الأذهان ويستخدم الطباشير الملونة للتوضيح ويحرص على مشاركة الطلاب من خلال اسئلة معينة يقدمها ووسائل مساعدة قد تكون كتابا وقد تكون صورا وقد تكون اشرطة غنائية لأحدى قصائد شوقي مغناة من محمد عبد الوهاب .

 

لم تكن هناك حواجز بين الأستاذ الفاضل وطلابه فينفرد بعدد من الطلاب ويوضح قضية أو سؤالا مثارا ويتحدث عن الخلفيات التاريخية والسياسية للقضية أو السؤال المثار وقد يكون ذلك على حساب وقته في الاستراحة أو بعد انتهاء الدوام ولا بأس ان يرافقوه في سيارته اذا كانوا من مدينة الشيخ عثمان .

 

كان الأستاذ الفاضل فاضلاً وفاعلاً في كل منعطف من منعطفات حياته داخلها ان قناة الجزيرة " العدنية نشتر تقريرا اخباريا في العام 1943م عن مناظرة فكرية في الشيخ عثمان طرفاها الاستاذ عبدالمجيد الأصنج والشيخ عثمان الأزهري ومحورها " الصلاح في من ؟ في الراعي أو الرعية ؟ وكان الشباب الثلاثة الذين نظموا للتقاعد واستقبال الضيوف هم : عبدالله فاضل فارع وحسين علي حبشي وعبدالباري قاسم صالح .

رحم الله استاذنا الفاضل عبدالله فاضل فارع .

 

محمد سعد عبدالله .. القمة التي رحلت مرفوعة الرأس

لم يفل محمد سعد عبدالله إلى الحياة الدنيا وفي فمه ملعقة ذهبية بل وجد نفسه وهو يواجه تكاليف الحياة فادحة على كاهل والدته التي كافحت من اجل صغيرها محمد الذي مات والده الفنان المعروف سعد عبدالله صالح اللحجي وهو في السابعة من العمر , واذ انه من مواليد 1938م في الحوطة , عاصمة السلطنة اللحجة العبدلية وانتقل إلى عدن بعد وفاة والده ليستقر في مدينة الشيخ عثمان ولم يكن معه من ترة والده إلا عدداً من الآلات الموسيقية وابن الوز عوام كما يقال وانتقلت موهبة الوالد وبقوة إلى والولد وساعده في ذلك حافظته الرهيبة والآلات التي لازالت معه البيت الصغير مع والدته .

 

تلقى محمد سعد عبدالله دروسه القرآنية الأولى في كتاب ( معلامة ) الفقي الخمس في قسم (A) في الشيخ عثمان المجاور لقسم (2) الذي عاش فيه محمد سعد عبدالله معظم حياته ( إن لم تكن كلها ) , إلا انه انتفع من مدرسة الشيخ صالح حسن تركي في قسم (2) ( والشيخ تركي هو جد الفنان اسكندر ثابت وشقيقه سعيد ثابت والد الفنان نجيب سعيد ثابت ) ومن هذه المدرسة انتفعت شخصيات معروفة منها : محمد مرشد ناجي ومحمد سعيد مسواط وسعد قعطبي وأحمد فضل القمندان .

 

طرق أول ابواب الفن بمرافقة الفنان الراحل عوض عبدالله المسلمي والفنان الراحل محمد سعد الصنعاني والفنان الراحل أحمد عوض الجراش في الحفلات العامة والخاصة والمخادر واصبح بعد ذلك معتمداً على الحانه الخاصة .

 

انضم محمد سعد عبدالله إلى رابطة الأغنية العدنية التي تأسست بعد ندوة الموسيقى العدنية ولحن أولى أغانيه الرائعة وكانت من كلمات محمد عبده غانم وهي رائعته : ( محلى السمر جنبك ) وتلتها روائع مؤلفين أخرين : ( يا ظبي من شمسان فيك الجمال ألوان ) و ( يا هلي ليش زينت المنى والحب لي ) للطفي أمان .

 

دخل محمد سعد عبدالله الفصحى بقصيدة ( بنور جمالك يحلوا الغزل ) ليوسف مهيوب سلطان وقصيدة ( سل فؤادي الحزين ) لإدريس حنبلة ثم أغنية ( ماله كذا طبعك ) لعلي أمان..

 

عانى محمد سعد عبدالله كثيراً من تمزق النبرات جراء الأحمال الثقيلة على حنجرته وأثر داء السكر سلباً على حباله الصوتية وحنجرته وكانت اغانيه قد حققت انتشاراً واسعاً داخل اليمن وخارجه وخاصة في السعودية والخليج واقام بن سعد فترة هناك ويجددها بفترة أخرى وتقرب فنانون سعوديون وخليجيون ينشدون موافقته على منحهم حقوق الغناء لعدد من أغانيه بمقابل مادي يعينه على مواجهة تكاليف الحياة .

 

وفي 16 أبريل 2002م رحل محمد سعد عبدالله عن دنيانا عن عمر ناهز ال (64) عاما وقفى اعوامه الأخيرة في صراع مع المرض ولذلك أوصى أولاده بأنه إذا وافه الأجل أن يباشروا على الفور بإجراءات الغسل والتكفين والصلاة عليه في بيت من بيوت الله والا ينتظروا أحداً وسيجدون مشيعين في الطريق وتحولت جنازته إلى موكب كبير اندهش له الجميع وفي مقدمتهم أولاده وقد عزاه كبار المسؤولين وصغارهم وعلى المستوى الخارجي اهتزت الفنانة هيام يونس لوفاته ومن أغاني محمد سعد عبدالله الذي سكنت وجدان أهل عدن وغير عدن وخاصة مناطق الجنوب :

 

العشق معنى وفن – صباح الخير من بدري – ايش يفيد الدلع – يوم الأحد – انا ما طيف – اللي احبه راح – غيروك – مابه بديل – سلام الله يا قاسي – ردوا حبيبي وروحي – مع النسيم لو مر – بالغواني قلبي مولع – كلمة ولو جبر خاطر – أنا اقدر انساك – اعز الناس – ايش همني – بصراحة – انتهى الذي بيني وبينك – لهيب الشوق – انت غدار – الربان – سيد الملاح – سلموا لي على خللي كثير – حبك وباك – يا طير يذا المعلي – جدد أيام الصفا – حبك وباك .

رحم الله فناننا الكبير محمد سعد عبدالله .

 

معروف حداد .. اعلامي مكافح عاش كادحاً ومات كادحاً

معروف حداد من اسرة " الحداد " الكرترية العريقة ومن أبناء حافة القاضي العريقة العظيمة وهو من مواليد يوم السبت 25 أكتوبر 1947م بمدينة كرتير وجريا على ابناء المدينة التحق بكتاب ( معلامة ) الفقي زغير فيما تلقى دراسته النظامية في المدارس الحكومية بعدن .

 

عشق معروف حداد الصحافة في سنين شبابه الأولى وكانت تجربته الأولى في نشرة " التلال الملتهبة " التي كانت تصدرها اللجنة الإعلامية للجبهة القومية في عدن .

 

معروف مع الخطيب وفدعق والعطار وجميل :

التحق معروف حداد بإذاعة عدن عام 1969م وفي رحاب تلك الإذاعة ومناخها الصحي عمل معروف مع كوكبة لامعة تمثلت في جمال الخطيب وأحمد فدعق ومحمد عبدالقادر العطار وجميل محمد أحمد في برنامج المشهور الذي لا يزال يرن في الآذان ومسكونا في الوجدان وهو برنامج " أنباء وتقارير " .

 

معروف في فريق محمد ناصر محمد :

كان معروف حداد من المساهمين الأوائل في قيام " وكالة أنباء عدن " وكان محمد ناصر محمد رئيس تحرير صحيفة " الطريق " ( والد الزميل أيمن ناصر ) قائد فريق العمل الذي أسس الوكالة .

 

معروف في صحيفة 14 أكتوبر و Yemen Today :

انتقل معروف حداد إلى صحيفة 14 أكتوبر وتحمل مسؤولية عدد من الأقسام في الصحيفة وفي العام 1990م أصبح سكرتيرا لتحرير الصحيفة ثم اصبح مديرا لتحريرها خلال الفترة ( 1991/1994م ) وتفرغ خلال الفترة ( 1994/1995م) لصحيفة  Yemen Today الأسبوعية الناطقة بالإنجليزية والصادرة عن مؤسسة 14 أكتوبر .

 

عمل معروف بعد توقف الصحيفة المذكورة محللاً سياسياً ومستشاراً لرئيس التحرير حتى وفاته رحمه الله , لأن وظيفة مستشار في المجتمعات المتخلفة وفيها مجتمعنا تعتبر وظيفة شرطية في اطار المقولة المعروفة " المستشار الذي لا يستشار " .

 

معروف يدافع عن زملائه الموتى عبر " الأيام " :

كان معروف حداد رحمه الله يكتب في " الأيام " من حين لأخر وكتب ذات مرة في الصفحة الأخيرة منها موضوعاً في الفاتح من اغسطس 2001م وعنوانه ( إليهم مع التحية ) وجهه إلى وزير المالية علوي السلامي ووزير الأعلام حسين ضيف الله ورفع لهما تهنئة ساخرة على ذكائهما الخارق بابتداع نظام دفع الراتب بحضور المعني بالراتب أمام مندوب عن المالية وآخر عن الأعوام وفوجئ بأن رواتب معروف حداد والفقيدين محمد عبدالله فارع وأمين الحزمي .

 

أخرج معروف بطاقته لهما فاطلقا راتبه ولكن ماذا عن راتب الفقيدين وتمنى على والوزير أن يوفدا مندوبين متدربين على تحضير الأرواح , الا ان تلك العملية لم تكتب لها النجاح لأنها ظلمت قامات صحفية معروفة بصرف النظر عن الأرامل والأيتام الذين لا تغفلهم القوانين والأنظمة المعنية بالتأمينات .

 

معروف حداد في رحاب الخالدين :

مساء الأربعاء 26 ابريل 2006 نعى الناعي وفاة الزميل معروف حداد عن عمر ناهز الستين عاماً قضى شطراً منها في العمل والعناء وشطرا أخر بين الداء والدواء وشيع جثمانه رحمه الله إلى مستقرة الأخير بمقبرة القطيع بكريتر وهي مقبرة أبانه واجداده وشارك في تشييع الجثمان الأستاذ أحمد محمد الكحلاني محافظ عدن وعدد كبير من زملاء المهنة ومحبي الفقيد .

رحم الله زميلنا معروف حداد الإعلامي المكافح الذي عاش كادحاً ومات كادحاً !!