آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:36ص

أدب وثقافة


الرسم الإنكليزي في القرن 18 مرّ عبر إيطاليا

الأربعاء - 16 أبريل 2014 - 12:06 م بتوقيت عدن

الرسم الإنكليزي في القرن 18 مرّ عبر إيطاليا
أكاديمية الفنون الملكية أسست في العام 1768 فقط.

روما((عدن الغد)) أ.ف .ب:

 

في القرن الثامن عشر عندما كانت بريطانيا تهيمن على العالم سياسياً واقتصادياً وبحرياً، أسست مدرسة إنكليزية لفن الرسم في حركة فنية مرت عبر إيطاليا ونزعتها الكلاسيكية، كما يظهر معرض مقام في روما. يحمل المعرض عنوان «هوغارث، رينولدز، تيرنر: فن الرسم الإنكليزي نحو الحداثة»، وهو يقترح رحلة عبر هذه المدرسة الإنكليزية التي تسعى إلى تحقيق هويتها الخاصة ولغة مشتركة لتجسيد هذه «الحداثة» التي توصلت إليها بريطانيا رائدة الثورة الصناعية.

 

في القرن الثامن عشر وبفضل تضافر عوامل عدة منها «قيام ملكية دستورية وعقلية بروتستانية مواتية للمبادرة الفردية والتوسع الجغرافي»، احتلت لندن موقعاً مهماً جداً في العالم، كما تقول إحدى مفوضات المعرض كارولينا بوركس. وأصبحت العاصمة البريطانية نموذجاً لمدينة مترامية الأطراف مع 700 ألف نسمة تزامناً مع اكتشاف جيمس كوك الجزر الجنوبية واختراع الصناعي العصامي ريتشارد أركرايت آلة الحياكة الهيدروليكية. وتقول المفوضة العليا المكلفة الشؤون الثقافية في بلدية روما، جانييلا بورو: «شهدت تلك الفترة قيام أمة على الأصعدة الاقتصادية والبحرية والسياسية، وقد سار الفن على هذه الخطى»، مشيرة إلى أن 47 متحفاً ومؤسسة ومجموعات خاصة أعارت الأعمال المئة تقريباً المشاركة في المعرض.

 

وأتى الرسامون الإنكليز بعد بقية أوروبا، إذ إن أكاديمية الفنون الملكية أسست في العام 1768 فقط، إلا أن هذه الإرادة لإقامة «مدرســة إنكليزية» مجبولة بالحداثة ستساعد في ظهور المدرسة الانطباعية، كما يؤكد فالتر كــورزي، أحد مــفوضي المعرض أيضاً. وكان التحدي الكبير أمامهم «عكس صورة وطنية شاملة قادرة على التعبير عن قيم المواطنة والحرية» التي كانت بريطانيا تسعى إلى الارتقاء بها.

 

وفي سبيل ذلك، تلقى هوغارث ورينولدز وتيرنر، فضلاً عن ريتشارد نلسون ورايت أوف دربي و «هم جميعاً مسافرون كبار» تدريباً بغالبيتهم في روما التي كانت محطة إلزامية لكل فناني تلك الفترة في «مسعى للحصول على اعتراف من المدرسة الكلاسيكية» ، كما تقول بروك. وقال كورزي: «وعلى رغم أنهم فشلوا في محاولة تشكيل مدرسة فنية تاريخية خاصة بهم، فإنهم أبدعوا في مشاهدهم الطبيعية والبورتريهات».

 

ويفرد المعرض حيزاً كبيراً للمناظر الطبيعية في الريف الإنكليزي ولندن ونهر التايمز، فضلاً عن شخصيات هذه النخبة البورجوازية الجديدة التي كانت في أساس أوروبا الحديثة من صناعيين وعلماء ومستكشفين وكتاب وموسيقيين. ويستمر معرض «هوغارث، رينولدز، تيرنر: فن الرسم الإنكليزي نحو الحداثة» في قصر كيارا حتى 20 تموز (يوليو) المقبل.