آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:09م

اليمن في الصحافة


شارع الجمال.. وبائعة " اللحوح "

الخميس - 17 أبريل 2014 - 12:23 ص بتوقيت عدن

شارع الجمال.. وبائعة " اللحوح "
شارع الجمال، شارع هاشم علي الذي عمل فيه الشباب ليل نهار ليعكسوا جمال تعز على جدرانها بريشة الفنان المرحوم هاشم علي.

تعز((عدن الغد))هنا صوتك :

 

 كلما مرّرت بشارع الجمال، شارع هاشم علي الذي عمل فيه الشباب ليل نهار ليعكسوا جمال تعز على جدرانها بريشة الفنان المرحوم هاشم علي، كلما مررت بذلك الشارع يلتفت قلبي قبل عيني لأرى واقعنا البسيط وقد انعكس آية من الجمال ليخبر العالم عن بساطة الشعب اليمني وعفويته وكفاحه وبحثه عن رزقه بالحلال.

 

مررت بالشارع فرأيت اللوحات مكسوة الوجوه بالسواد، امتدت إليها أيادٍ أرهبها الجمال، أرهبها كفاح الإنسان، وهذه هي المرة الثانية التي تُشوّه فيها لوحات جدارية الفنان «هاشم علي».  ماذا صنع بهم بائع السمك والراعية والصياد وأنا والشمس وصاحبة الدُبية والصبرية وصاحب الدف وبائعة الخضرة، وماذا صنعت بهم بائعة اللحوح التي تفترش الجدار لتبيع لهم خبز الحياة، وتفترش منطقتها المعروفة هناك في سوق الصميل وفي الباب الكبير وأمام مستشفى الثورة وفي جولة القصر، تفترش الأرض بعزّة نفسها لتبيع خبز الحياة، وتحيا بكرامة..؟!.

 

هل آلمهم منظرها، هل أشعرهم بالعار أنها تعمل لتأكل، وأنها تكدح لتعيش كريمة، هل آلمهم أنها امرأة، وأن جيرانها الصياد وصاحب الدف والراعي يشدّون على يديها بالعمل؛ لأنهم ببساطة جميعهم يعملون بشرف..؟!. هذا الواقع الذي عكسه الفنان «هاشم علي» بريشته الجميلة بصدق، بحب، بإحساس الإنسان بواقعه ومعاناته، فما الذي أرهبهم؛ هل أرهبتهم رجولتهم الخالية من الإحساس بالواقع، هل رفضت بائعة اللحوح أن تبيع لهم خبز الحياة بأبخس ثمن..؟!.

 

هل أرهبتهم عزّتها وجبروت إرادتها في وجوههم، وأنها تعمل لتأكل بالحلال ولم تبحث عن طريق آخر تبيع فيه الهوى لتأكل، هل رفض بائع السمك أن يعطيهم ما تعب به بعرقه بلا مقابل، وهل، وهل..؟!. ما الذي يرهبهم بأن تعكس جدارية «هاشم علي» واقعنا وتراثنا ومعالم حياتنا، ما الذي أرهبهم في ريشةِ ولوحةٍ وجمال إن عبّر عن شيء فهو يعبّر عن الإبداع، لماذا يقتلون كل جميل..؟!. إن كنّا نقول تعز مُستقصدة، تعز يتآمر عليها المتآمرون من خارجها لأنها مدينة الثقافة والعلم، ويخافون من ارتقاء أبنائها وتقدّمهم على غيرهم بالعلم فقط، فماذا نقول الآن وأنتم تشوّهون الجمال بأيديكم، ولماذا جدارية «هاشم علي» ماذا صنعت بكم، بمَ أزعجتكم، بمَ استفزّت مشاعركم..؟!.

 

 ربماالجمع الشعبي والدعم الإعلامي الذي صاحبها من قبل الشباب هو ما أزعجكم، هل أزعجكم نجاح الشباب، وهل تشويه جدارية «هاشم علي» يعد انتقاماً من نجاح الشباب، هل تشويهها يعد تعبيراً عن الحقد من التفاعل الشعبي الذي صاحب هذه الجدارية دوناً عن غيرها من الجداريات التي حظيت بالاهتمام؛ لكن ليس بذاك الاهتمام والنجاح الذي عكسته جدارية هاشم علي..؟!.

 

 ربما نظام العمل وترتيبه وتوزيع الأدوار الذي أتقنته أسرة «تعز ألوان الحياة» وربما تعبير اللوحات عن واقع الحياة هو ما شدّ حولها كل ذلك النجاح، نريد مبرّراً لرفض الجمال وتشويهه، قولوا ما لديكم واطرحوه للنقاش إن كنتم تفقهون، فجدارية «هاشم علي» ليست ملكاً لأحد، ولا لمن قام بالعمل فيها؛ ولكنها هويّة شعب ومعالم حياة.

 

أخيراً.. نداء إلى المختصّين  نحن بحاجة إلى كاميرات مراقبة في الشوارع؛ لأنها بالتأكيد ستقلّل من ارتفاع نسبة الجريمة بكل أشكالها، فهل ستجد كلماتي صدى عند من يهمهم الأمر..؟!.

 

من: بسمة عبدالفتاح