آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-11:51م

ملفات وتحقيقات


ميناء حضرموت..مشروع عملاق رهن التجاذبات والصفقات التجارية

الجمعة - 18 أبريل 2014 - 11:41 م بتوقيت عدن

ميناء حضرموت..مشروع عملاق رهن التجاذبات والصفقات التجارية
ميناء المكلا - صورة ارشيفية .

حضرموت((عدن الغد))خاص:

 

يبدو أن الفترة الزمنية المخصصة لدراسة ومراجعة التصاميم الخاصة بمشروع ميناء حضرموت الجديد من قبل الشركة الألمانية قد استكملت باختيار ساحل بروم لإقامة مشروع الميناء. وحددت لهذا المشروع مساحة قدرها 236 و11.888 متر مربع في البر، وكذا المساحة المائية المقابلة المخصصة للأرصفة وممرات الدخول. وقال خالد الوزير وزير النقل: إن المؤسسة اليمنية لموانئ البحر العربي ستوقع مع شركة "بيسيوم" الفرنسية المتخصصة على إنشاء الميناء الذي تبلغ تكلفته الإجمالية نحو 240 مليون دولار.

 
 
مؤكداً أن اختيار "منطقة بروم" جنوب غرب مدينة المكلا جاء من قبل شركة ألمانية ذات طبيعة اختصاصية في الموانئ عبر البنك الدولي بدلاً عن موقع "الضبة" شرق المكلا. وعزا كثيرون أسباب تأخير اختيار الموقع إلى تأثير عدد من البيوت التجارية ورجال الأعمال من أبناء حضرموت الذين يفضلون بل ويطمحون إلى اختيار موقع "الضبة" لاعتبارات تجارية صرفة لامتلاك بعض من رجال الأعمال المشهورين مساحات واسعة من الأراضي على امتداد الساحل من الريان وحتى ميناء الضبة النفطي!
 
 
إن ماكنة الضغط باستخدام النفوذ المالي ما زالت مؤثرة لتوجيه القرار، بل إن أمكن توبيخه طالما أنه يتعارض مع مصالح أسماء لامعة في سماء التجارة المحلية والإقليمية بعيداً عن المعايير العلمية والفنية والبحرية لإنشاء موانئ بمواصفات عالمية.إلى يومنا هذا لم تتحرك الجهود الرسمية كالبدء في تنفيذ العمل، واكتفت الحكومة بحجز المساحة، ومع ذلك لا شيء يوحي بالاطمئنان في ظل شكوك توحي بتحرك خفي للقوى التجارية التي راهنت على صفقات ومصالح تجارية بنقل المشروع إلى ساحل (ضبة) الشرقي.
 
 
خلال السنتين الماضيتين شهدت حضرموت مؤتمرين "صنع في اليمن" و"للاستثمار العقاري" أكدت التوصيات فيهما على ضرورة إنشاء ميناء تجاري في حضرموت، وأكد على ذلك الدكتور علي مجور رئيس مجلس الوزراء، وأخذت المطالب بين الشد والجذب حتى شهر يونيو 2008م بمصادقة الحكومة على حجز موقع ومساحة المشروع، ولكن السير في خطوات تنفيذ العمل لم تكن بالمستوى المطلوب بل تكاد تكون بطيئة.
 
 
مراقبون اقتصاديون يرون أن إقامة مشروع ميناء بهذا الحجم سيكون له تأثير عالٍ في رفع مستوى الحركة التجارية ليس على مستوى حضرموت فحسب، بل على محافظات مجاورة كالمهرة وشبوة مأرب، وسيتيح فرص عمل كثيرة للقوى البشرية العاملة أو لعدد أكبر من التجار المحليين، ومن المؤكد أن يرافق نشاط الميناء تصاعد الحركة العمرانية السكنية، وستحظى الشركات السمكية بقدر وافر من الحضور التجاري خصوصاً وأن مدينتي المكلا والشحر من أكبر المدن نشاطاً في قطاع الاصطياد، فالمشروع الذي يعتبره البعض وهماً أصبح حقيقةً إذا صدقت الحكومة في تنفيذه في زمانه ومكانه.
 
 
الأحداث المتسارعة في الداخل مثل الأزمة الاقتصادية والسياسية والاضطرابات المتصاعدة في الجنوب وآثار حرب صعدة وتراجع أسعار النفط، ربما تعيق الشروع في مشاريع استراتيجية عملاقة ذات تكاليف مالية مرتفعة.
 
 
ميناء حضرموت التجاري الذي كثر اللغط حوله تواجهه ظروف تحول دون أن يرى النور كما قال عبدالقادر هلال محافظ حضرموت الأسبق الذي كان يحمل هم إنجاز المشروع عندما وصفه بكلمة موثقة أمام رئيس الحكومة السابق عبدالقادر باجمال بالقول: "عدد من المشاريع الحيوية في حضرموت لم تر النور بسبب العقول المدحلة"! وذكرها بالاسم المنطقة الصناعية في الوديعة العبر، ميناء حضرموت الاستراتيجي.
 
 
من: عوض كشميم 
 
نشر في 26 يونيو 2009
 
((يعاد نشره المادة بناء على رغبة كاتبها))