آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-05:47م

ملفات وتحقيقات


مستشفى الثورة بتعز شبح الموت المتستر بجلباب الصحة..!!

الأحد - 20 أبريل 2014 - 11:32 ص بتوقيت عدن

مستشفى الثورة بتعز شبح الموت المتستر بجلباب الصحة..!!
مسنشفى الثورة بتعز

تعز((عدن الغد ))خاص:

عندما تصبح المستشفيات في اليمن أروقة فقط يتلقى فيه المواطن دون أن يعلم ما السبب.. بل دون أن يفكر هل حدث خطأ طبي أم أن هناك قصور.

 

هناك فقط وفي تلك المباني يصبح الموت شبحاً يتستر بجلباب الصحة كما يصفها "حمود رسام"، فقصة الطفل "إبراهيم حمود رسام" لخصها وكتبها لنا والده الذي فقد فلذة من كبده بخطأ طبي في مستشفى الثورة بتعز.

 

يقول أ/ حمود رسام وهو موظف يعمل بجامعة تعز أن وفاة ولده إبراهيم هذا "قدر الله ولا يرد" لكن الله قال أن نعمل بالأسباب والأسباب إن إبراهيم وجد في محافظة تمتلك مستشفى حكومي لا يملك التجهيزات التي كانت قادرة على عمل الإسعافات الأولية له."

 

ويبدأ الوالد حمود رسام إن مأساتي هذه أتمنى بل يجب ان لا تكرر على أحد من ابناء تعز واليمن بشكل عام

 

ؤإبراهيم والبداية

هناك يتوقف ليبدأ بسرد قصة إبراهيم قصتي أن ابني ابراهيم وعمره خمس سنوات كان معافى صحيح البدن يركض ويلعب ويتمتع بحياته – وكان به فتحة فوق سقف الحنك وهي خلقية – كنت قد أجريت له عمليتين الأولى في صنعاء على يد خاله أ.د. يحيى السياغي وكانت حينها كبيرة من بداية الفك إلى أعلى بقليل من فتحة البلعوم وتم في هذه العملية إغلاق جزء كبير منها وهو الجزء الأسفل وهو الأصعب حيث كان ابراهيم ابني يختنق لو أكل حتى ولو جزء بسيط من الأكل.

 

ويقول "بقى جزء بسيط قريب من فتحة الفم. وكانت تؤثر على مخارج بعض الحروف. إضافة إلى أنها كانت تضايقه عندما يأكل نتيجة بقايا الطعام التي كانت تبقى في هذه الفتحة."

 

يستطرد بقوله "أجريت له عملية ثانية في القاهرة للفتحة المتبقية حيث سافرت لمناقشة الماجستير هناك وعلى إثرها أجريت لإبراهيم العملية إلا أنها افتكت بعد أسبوع إلا أن إبراهيم لم يعاني من أي مضاعفات وخرج من المستشفى بعد يومين دون أي تعب يذكر."


رغم أن خاله أ.د. يحيى السياغي وعدني بإجرائها وكنت قررت أن أعملها في الإجارة الصيفية.

 

إبراهيم بين أيدي البعثة

 

وفي تلك الاثناء "سمعنا عن البعثة الألمانية التي تأتي إلى مستشفى الثورة بتعز، سجلنا فيها وكل ما سمعته أن جميع عمليات هذه البعثة ناجحة وقوية حيث أن كل من فيها ألمان."

 

يقول لنا "ذهبت وقابلت البعثة وأخبروني أنهم سيقومون بإجراء عمليات في البداية لأصحاب الشفاه الأرنبية التي تكون فوق الشفاه لأنها مؤثرة أكثر على الأطفال لكن إبراهيم سيكون في قائمة الانتظار وطرحت لهم رقم تلفون زوجتي لأن تلفون كنت قد فقدته في نفس اليوم التي قابلت فيها اللجنة."

 

ثم يأتي الفرج "بعد أسبوع تم الاتصال بزوجتي الساعة التاسعة والنصف يوم الأحد الموافق 13-4-2014م وطلبوا إحضار إبراهيم الساعة الحادية عشر والنصف. فعلاً أخذت إبراهيم وكان قد أكل قليل من البيض وشرب كأس حليب على أساس أنهم سيقولون الإجراءات للتجهيز للعملية."

 

وصلت إلى المستشفى وقابلت إثنين من الدكاترة المسئولين عن إجراء هذا النوع من العمليات.

 

قاموا بمعاينة الفتحة ومباشرة بدأ بأخذ إبراهيم نحو غرفة العمليات.

 

وبإصرار وقبل بدأ العملية قلت لأحد الأطباء إن " إبراهيم أكل وشرب قبل ساعتين من الآن فقال ماذا شرب قلت له كوب من الحليب وأكل قطعة صغيرة من الخبز مع البيض..

 

فقال أحد الاطباء: "لا يؤثر كثيراً."

ولكني قمت بمناداة المترجمة بعد أن اخذوا إبراهيم إلى غرفة العمليات، وقلت لها "أن تخبرهم أن ابراهيم قد أكل وشرب لعلهم لم يفهموا لغتي الإنجليزية ، وفعلاً أخبرتهم بذلك إلا أنهم قالوا لها نفس الكلام."

 

يضيف "توكلت على الله ودخل ابراهيم العمليات الساعة  12 وربع، وجلسنا في الانتظار أنا وأمه ساعات وإبراهيم لم يخرج.."

 

بالرغم من خروج من دخلوا بعده..، وإبراهيم يقولوا لنا الان سوف يخرج الان سوف يخرج وظلينا على هذا الحال حتى الساعة السابعة والنصف مساءاً.."

 

هنا كانت المفأجاة والصاعقة "دخلنا ووجدنا إبراهيم تحت الأكسجين ويتنفس بشكل سريع جداً جداً ، سألنا عن السبب فقالوا أنه قد تقيأ "طرش" وبالتالي رجع هذا الطرش – القيء- إلى الرئتين وهذا الطرش مخلوط بحمض احرق شعيرات رئته."

 

فقط "طلبوا نقل إبراهيم إلى غرفة بها أكسجين ودكاترة البعثة يقولوا أنه سوف يتحسن، وظلينا على هذا الحال حتى منتصف الليل حيث أن أعضاء البعثة بعد الساعة 9 لا يخرجوا من سكنهم.

 

وهم يقومون بعمل العمليات – الأطباء الالمان - على أساس أن هناك يمنيين سوف يقومون بمتابعة كل الذين أجريت لهم عمليات.

 

يقول الوالد حمود "عندما وجدنا أن حالة إبراهيم تزداد سوء ولم يقبل أي شخص بعمل أي شيء له باستثناء الدكتورة انتصار التي طلبت بنقله إلى أي مستشفى خاص به عناية مركزة، ولكن دون إعطائنا أي مذكرة حيث أن هذه الحالة لا دخل لنا بها ."

 

يضيف "بعد محاولة عملت له بعض الاسعافات الأولية ، وهدأت حالة إبراهيم قليلاً وفي الصباح راجعنا الألمان وحكينا لهم ما يحدث وهم يقولوا لا تخاف حالة ابراهيم مستقرة."

 

آلم الفراق

وحتى المساء وقت الألم دائماً جاء دكتور يمني وقال إن "ابراهيم يجب أن يخرج إلى مستشفى خاص به عناية مركزة عندها عرفوا أن حالة ابراهيم سيئة وطلبوا منا الخروج إلى مستشفى السعيد الخاص."

 

فقط "أعطونا سيارة اسعاف وظلينا نتعارك على سيارة الاسعاف نصف ساعة وبعدها خرجنا ووصلنا المستشفى وعملوا الاسعافات الأولية."

 

وفي المستشفى الخاص "طلبوا دفع مبلغ يومي مائة الف ريال ودفع مبلغ مائة وخمسون الف ريال تحت الحساب. استطعت أن أدبر مائة الف ريال لكنهم لم يقبلوا.." وقالوا "تأتون إلينا بعد أن تكون الحالات على وشك الموت، وطلب منا الخروج وقال الطبيب المستلم أنه لا توجد غرفة في الوقت الذي كنا نتفاوض على المبلغ المقدم، لكنه تحجج بعدم وجود غرفة بعد أن عرف أنني لا أملك مائة وخمسون ألف ريال.."

 

يضيف والد الطفل "عندها أخذنا ابراهيم إلى مستشفى ابناء سيناء واستقبلونا جزاهم الله خيراً وظل ابراهيم في العناية المركزة التي لم تكن بمستوى العناية المركز في مستشفى السعيد.."

 

يتوقف حمود رسام عن الكلام ويقول لنا  "أن الألمان يعملون عمليات يشكرون عليها ، لكنهم لا يتابعون هذه العمليات مما يؤدي إلى تأثر الكثير من المرضى والوفاة لعدم وجود متابعة."

 

يختتم كلمات رسالته بقوله "كان من المفترض على البعثة الألمانية أن تبحث عن طريقة للتخلص من السوائل التي دخلت إلى رئة إبراهيم في نفس اللحظة باعتبارهم يعرفون المساوئ ، لكنهم تركوا إبراهيم للقدر، وظلوا يأكدوا أن ابراهيم بخير."


"أن المستشفيات الخاصة يجب أن تستقبل الحالة على أساس الضمير الإنساني وبعدها يتم البحث عن المادة." في الأخير أقول حسبي الله ونعم الوكيل على كل من قصر في اسعاف ابراهيم وعوضي على الله فيه وهو ابني الوحيد– إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

وهنا يظهر جلياً غياب دور الجهات المسؤولة عن الرقابة الصحية فأين دور وزارة الصحة للرقابة على المستشفيات وماهو الدور الفعلي لهذه الوزارة عندما يموت أبناء هذا البلاد لأسباب الإهمال والاخطاء، فقط يتوقف كل قلم عن الكتابة ويصمت كل شيء فإلى متى يظل هذا الإهمال، "إبراهيم" قصة طفل يمني تتكرر في كافة مستشفيات أقل ما توصف بأنها دكاكين لبيع الموت الجاهز لكل مواطن يمني..؟!

 

*من أحمد فوزي