آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-07:17م

أدب وثقافة


الوجه الأخر للمملكة ..التغيير بالثقافة

الإثنين - 21 أبريل 2014 - 10:19 ص بتوقيت عدن

الوجه الأخر للمملكة ..التغيير  بالثقافة
غلاف مجلة الثقافة العربية.

عدن((عدن الغد))خاص:

 

قبل ايام شاهدت نسخة من كتاب قديم صادر عن وزارة المعارف السعودية في سبعينيات القرن الماضي بعنوان : الجهاد للمودودي ومحمد قطب شقيق السيد قطب ، ان لم تخني الذاكرة وهو كتاب مدرسي يدرس للطلاب في الجامعات السعودية وبعض البلادان التابعة ، ويحتوي على شحنة أيديولوجية عنفية هائلة مع ندرة ابستمولوجية فكرية و تربوية ثقافية مخيفة ، بل يكاد يخلو من كل ماله صلة بالعلم والتعليم والتربية والثقافة والتفكير والعقل والعقلانية والقيم الانسانية الجديرة بالرعاية والتنمية ، كان بما يحتويه من مواد وعظية ودعوية وتعبوية أشبه بمخزن ممتلى بالمواد الخطرة قوية الانفجار ! ربما يتذكره من درسوا في المملكة قبل بضع سنوات ؟! 

 

عصر اليوم ذهبت ابحث عن الجديد في المكتبة ، فوجدت العدد الأخير من مجلة الثقافة العربية عدد رقم ٤٤٩ ، مع كتاب ملحق رقم ٢١٠ ، بعنوان : المرجعية والمنهج ، دراسة تطبيقية ، د. احمد مرزاق . وذلك بعد انقطاع طويل ، اقصد انقطاع وغياب المجلة عن مكتابات مدينة عدن وهي مجلة صادرة عن المملكة العربية السعودية ، الرياض ، شارع المنفلوطي وقد حرصت. على متابعتها منذ صدورها قبل عدة سنوات ، لما تحتويه من مواد متنوعة جديرة بالقيمة والفائدة الثقافية علما وفنا وأدبا ، فضلا عن نهجها العقلاني وافقها الواسع ، واذكر انني حينما قراءتها لأول مرة منذ سنوات ، لم اصدق انها صادرة من الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية وكنت أعيد قراءت عنوانها بعد كل موضوع اقراءه فيها، في حالة من التعجب والاندهاش متسائلا : أيعقل انها صادرة من الرياض واتمتم لا لا لا غير ممكن ، ربما صدرت في بيروت ، نفسها بيروتي واضح ّّ!! الى ان قرأت كتاب الناقد السعودي عبدالله الغذامي .

 

حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية ، كتاب في جريدة ، قبل سنوات ، حتى بدأت أتفهم الامر واستوعب امكان صدور المجلة من الرياض ، وكان عدد اليوم من المجلة العربية مع الكتاب الملحق ، بما احتوياه من موضوعات متنوعة منهجية جادة وجيدة بمثابة الدليل القاطع والبرهان الدامغ بان ثمة وجه اخر بدأ يظهر للمملكة ، وجه يحاكي العصر الراهن ويتطلع بشغف الى المستقبل ، اما حينما يعرض كتاب، راس المال ، ل كارل ماركس في المعرض الدولي للكتاب في الرياض قبل أشهر ، فهذا معناه ان مياة كثيرة قد حفرت مجراها العميق في نهر تحديث ثقافة المملكة في طريق التنمية المستدامة ، بروح التسامح والانفتاح والقبول بالتعدد والتنوع والاختلاف والمغايرة . 

 

بقلم : د. قاسم المحبشي