آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-03:31ص

ملفات وتحقيقات


تقرير : في كشكه العتيق بالمعلا.. الحاج علي إسماعيل يستعيد ذكريات الماضي

الأربعاء - 23 أبريل 2014 - 03:01 م بتوقيت عدن

تقرير : في كشكه العتيق بالمعلا.. الحاج علي إسماعيل يستعيد ذكريات الماضي
صورة للحاج علي اسماعيل حسن امام كشكه الصغير بالمعلا -عدن الغد

عدن(عدن الغد)خاص:

تقرير : عبدالقادر باراس

 

الحاج علي إسماعيل حسن (80 عاما) يستعيد ذكرياته وذكريات شارعه باعتباره صاحب أقدم كشك في المعلا منذ العام 1958م وربما على مستوى مدينة عدن، الذي لازال مبقيا على نكهته المميزة من عبق وسط المعلا، الكثيرين ممن عاشوا مراحل طفولتهم لا زالوا يمروا بجواره متذكرين شرائهم السكاكر "النعانع" والعلك وأكياس البطاطس "الشبس" والسجائر وحتى ألعاب الأطفال الخفيفة بشكل يومي من أمام كشكه، الذي لا يزال ماثلا في زاوية مركونة على الزقاق "الزغط" في شارع البصير بحي ردفان المطل بين شارعي رئيسيين "الصعيدي والسواعي" القريب من بناية مكتب أراضي عدن "وزارة الاسكان – سابقا" يروي لنا عن ذكريات حركة الشارع التي اتخذه الكثير من العمال مقرا لجلوسهم في الصباح لتناول الإفطار وجعلوه مركزا لانطلاقهم إلى أعمالهم.

 

وكشك العم علي إسماعيل حسن الذي كان بالنسبة للكثيرين من الصغار وحتى الكبار من المارين أحد أهم واجهات الشارع التي خدمتهم حينه وحلا طارئا للجالسين في المقهى، تذوقوا في صغرهم ومن يرى محتوى صندقته "كشكه" يتذكرون عندما كانوا يشترون منه النعانع والعلك والزماميط والالعاب الصغيرة مثل الكرات.

 

حدثتنا الحاج علي إسماعيل حسن عن بدايات حياته قائلا: " عملت في السابق مقوتا "بائع قات" مع جدي "ربيع" في كريتر بحافة حسين، ومن ثم امتلكت "صندقة" في العام 1958م فبحثت عن عمل أخر إلى جانب صندقتي عملت لفترة قليلة بشركة الباصات التابعة لسالم علي عبده كمحصل نقود، وبسبب سقوطي من الباص لم أواصل العمل، ولله الحمد شفيت وظللت أعمل في كشكي القريب من منزلي في هذا الشارع حتى يومنا هذا.

 

وعرج الحاج علي إسماعيل حديثه مرحلة الثورة في الستينيات عندما كان منخرطا في صفوف جبهات النضال في قسم المنشورات حتى قبضته السلطات البريطانية وسجنته بعدها أمرت بترحيله مع بقية من المجاميع المسجونة إلى فيتنام للعمل مع الجيش البريطاني هناك ، لكن تم الافراج عنه ولا زال يتذكر حسب قوله شاكرا من ساعدوه على إطلاق سراحه.

 

 ومضى يحكي عن ماضي شارعه وصندقته  "كشكه" القريب من منزله وكيف كانت حركة الحياة والمحلات فيها قديما، بدءاً من أشهر مقهى في المعلا  مقهى عبدالوهاب الشيباني المعروف بمقهى "الصوفي" حيث كثيرين من العمال يأتون إليها بسيارات مقاوليهم لتناول الإفطار يذكر منهم المقاولين: شرف فارع، محمد عثمان، السفاري، حسن إسماعيل خدابخش، هائل عبدالولي وباشنفر، وبعد الاستقلال ظلت الحركة باقية مستمرة لكن لعمال الميناء والكهرباء والمياه وغيره من مرافق الدولة كان كثيرين يستمعون من مذياع المقهى بصوت مرتفع لإذاعتي صوت العرب ولندن، ومن كثرة اقبال وتوافد العمال على هذا المقهى كان الكثيرين يفترشون على الأرض لاحتساء الشاي وتناول وجبة الإفطار.

 

ويواصل حديثه " يقابل كشكي فرن الهوبي لصاحبه منصور والذي لا يزال باقيا أمامي، وإلى جواري مبنى معهد 14 اكتوبر التابع للتربية والتعليم  منذ الستينيات كان عبارة عن كتاتيب أو كما يعرف بـ "المعلامة" فالبناية كانت في السابق تابعة لـ "معبد البينيان" الذي بناه المقاول أحمد محمد نعمان. ويقابل المبنى مكتبة شهيرة تعرف بمكتبة الشيباني ولا زالت. وهناك محلات أغلقت منها محل لبيع الحلاوة لصاحبه محمد علي عقلان، وكذا محل لتأجير وإصلاح الدراجات الهوائية "السياكل" والذي أصبح في أواخر الثمانينيات مكتبة النور.

 

ويروي الحاج علي إسماعيل طرفة لا زال يتذكرها عن امرأة قريبة من شارعه لا زالت تمر حتى يومنا هذا من أمامه ويقول عنها حينما كانت طفلة صغيرة تأتي إلى كشكه لشراء النعانع وكانت تغافله لتأخذ ما تريده دون يراها وهي تمازحه، كان الناس آنذاك يتسمون بالبساطة وروح المرح .

 

وأختتم حديثه معي عن أحواله قائلا: " الآن يا ولدي الحياة تصعبت وما اكسبه بالكاد يغطي أدنى متطلبات حياة معيشتي وكما تعرف الأوضاع متدهورة بسبب الفوضى خصوصا بعد 2011م.

 

صورة التقطت لكشك الحاج علي إسماعيل حسن بالمعلا في الثمانينات من القرن الماضي