آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:07ص

دولية وعالمية


لماذا يعتبر القديس مارجرجس بطلا فلسطينيا؟

الخميس - 24 أبريل 2014 - 11:44 ص بتوقيت عدن

لماذا يعتبر القديس مارجرجس بطلا فلسطينيا؟
لماذا يعتبر القديس مارجرجس بطلا فلسطينيا؟

((عدن االغد))bbc

في الوقت الذي تحتفل فيه إنجلترا بعيد القديس جورج (مارجرجس) ، القديس الراعي، يستعد أيضا كثير من الفلسطينيين للاحتفال بالشخصية التي ينظرون إليه باعتباره بطلا محليا.

ويرفرف علم مألوف فوق إحدى الكنائس الفلسطينية في قرية الخضر بالضفة الغربية، وهو علم القديس جورج منذ الحروب الصليبية، المكون من صليب أحمر وخلفية بيضاء.

 

هذا العلم نفسه هو العلم الوطني لإنجلترا والذي يستخدم كشعار في دول ومدن أخرى.

بيد أن الفلسطينيين لديهم أسباب خاصة لتبجيل تلك الشخصية إذ يعتبرونه بمثابة بطل محلي عارض اضطهاد المسيحيين الرفقاء له في الأرض المقدسة.

 

ويقول عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس "نعتقد أنه كان شهيدا عظيما لإيمانه، فقد دافع عن العقيدة والمبادئ المسيحية."

 

وأضاف حنا :"بتضحيته من أجل إيمانه أصبح قادرا على هزيمة الشر، ونحن نعتبر القديس جورج (مارجرجس) شفيعا للأحياء هنا، ونظرا لأنه ولد في فلسطين التاريخية، فنحن نصلي له كي يتذكرنا ويتذكر هذه الأرض المقدسة."

 

"قديس محلي"

كان القديس جورج جنديا رومانيا خلال القرن الثالث الميلادي أثناء حكم الإمبراطيور دقلديانوس، ويقال إنه عاش في وقت ما في قرية الخضر على مقربة من بيت لحم في أرض كانت تملكها أسرة والدته.

 

وفي الوقت الذي يعود فيه والد القديس إلى إقليم كاباكوديا، وهي منطقة تقع في تركيا الآن.

 

ويعتقد أن والدته فلسطينية من مدينة اللد وموقعها الآن ضمن الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

 

وهناك العديد من الكنائس في الضفة الغربية وإسرائيل تحمل اسم جورج في قرية الخضر واللد والجليل.

 

النحات أكرم أنستاس يصنع منحوتة حجرية تجسد القديس جورج

 

وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم الغربي في الثالث والعشرين من إبريل/نيسان بعيد القديس جورج، تحتفل المناطق الفلسطينية بنفس المناسبة في السادس من مايو/أيار وفقا لتقويم أقدم تستخدمه الكنائس الشرقية.

 

وتقام صلوات من أجل القديس في قرية الخضر، حيث يأتي المصلون من منطقة بيت لحم ومناطق أبعد لإضاءة الشموع وتأدية الصلوات.

 

ويُخبز نوع خاص من الخبز لهذه المناسبة يحمل صورته وهو يقتل تنينا.

 

وتزين هذه الصورة بعض الأبنية العامة ومنازل الكثير من المسيحيين الفلسطينيين، إذ يعتقد أن القديس يمنحها الحماية.

 

ويفسر النحات أكرم أنستاس قائلا :"إنه قديس محلي فعل الكثير من المعجزات. نحن نوقره كثيرا."

 

وأضاف :"هذه الصورة تقدمه كفارس للسلام والنعمة، يمتطي جواده ويحارب دائما الشر الممثل في صورة التنين. ونحن نكتب أسفل الصورة بالعربية (الرب يبارك بيتنا)".

 

واستطاع أنستاس طوال تاريخه المهني نحت آلاف المجسمات الحجرية للقديس جورج، وهو يبيعها إلى مشترين فلسطينيين وأناس من جميع أنحاء العالم.

 

وقال :"أحبه كثيرا. إنه صديق حميم لي، وجدته كثيرا في حياتي. إنه ملاكي الحارس."

 

اسم شائع

الكثير من عائلة ثلجية تتخذ من جورج اسما لها وهم يقفون خارج مقهى "أبو جورج"

 

وبفضل ما يرتبط بالقديس من شجاعة وبسالة وشرف، أصبح اسم جورج من أكثر الأسماء المسيحية شيوعا في الأراضي الفلسطينية.

 

في مقهى يقع في بيت لحم يحمل اسم (أبو جورج)، جلست مع أفراد عائلة (ثلجية) وجميعهم يتخذ من جورج اسما لهم.

 

وقال جورج إلياس سابا ثلجية :"ربما لدينا عشرة أشخاص يحملون اسم جورج حتى الان. وربما يصل العدد في المستقبل إلى مئة."

 

وأضاف :"هنا في بيت لحم، ليست عائلتي فقط، بل جميعنا نؤمن بأن القديس جورج سيساعدنا عندما نحتاج إليه. فعندما يحدث لك حادث فأول شئ تقوله (يا خضر)، وذلك يعني أننا ندعو القديس لمساعدتنا."

 

وأضاف جورج نبيل جورج ثلجية، المطرب المعروف :"أحب هذا الاسم، جدنا جورج، وأنا جورج وأولادي سيسمون أبنائهم جورج."

 

طقوس خاصة

وهناك تقاليد تصاحب الاحتفال بعيد القديس جورج، فأحيانا يطلب من أحد قساوسة اليونان الأورثوذكس إدخال مفتاح في فم أطفال يعانون من صعوبة الكلام، لـ "فك عقدة" لسانهم.

 

وهناك طقس يضع فيه زائرون سلسلة حول اعناقهم، ويمررونها على أجسادهم ثم يقبلونها ثلاث مرات، على اعتقاد بأنها تمنع الأمراض.

 

هذا إلى جانب رسائل تطلب من القديس جورج حل نزاعات عائلية توضع داخل كوب تغطيه أيقونته.

 

كما يتوسل الناس للقديس من أجل المساعدة في توفير خراف للكنيسة حتى تتمكن من توزيع اللحوم على الفقراء.

 

صور لأيقونة القديس جورج في شكل تماثيل وفسيفساء وحتى الخبز

 

ويمارس بعض المسلمين الفلسطينيين، لاسيما من قرية الخضر، هذه الطقوس أيضا.

 

ويقول الأب حنانيا:"ليس المسيحيون وحدهم من يوقرونه، بل يشعر المسلمون أيضا بقوة ومعجزات القديس."

 

وأضاف :"عندما شيدت الكنيسة (في العصر البيزنطي) كان الجيران مسيحيين. ولست أدري متى اعتنق المحليون الإسلام، لكن في ظل الدولة (العثمانية) التركية حمى الناس الدير وباتوا على مقربة منه."

 

وقالت لي سيدة كبيرة ترتدي حجابا إسلاميا :"جميعنا يعتقد في الخضر، حتى زوجي. نذرت أن أشعل شمعة في كنيسة الخضر."

 

ويعتقد كثير من علماء المسلمين أن أحد أولياء الله ممن ورد ذكرهم في القرآن كرفيق للنبي موسى، يشير إلى شخصية الخضر، الذي يعرف بالقديس جورج.

 

وربما ظهرت أسطورته كمنقذ للبتول من خلال قتل التنين في العصور الوسطى.

 

وعلى الرغم من أن الكثير من تفاصيل حياته مازالت غامضة، فإن الفلسطينيين يعتبرونه قدوة في مجال مساعدة المحتاجين ومثالا للصمود والتشبث بالمعتقدات.