تمثل المعركة المسلحة التي اندلعت يوم الثلاثاء بين قوات من الجيش اليمني وعناصر من القاعدة بمحافظة شبوة معركة فاصلة في العلاقة بين الطرفين حيث ان الطرف الذي سيتمكن من تحقيق مكاسب عسكرية على الأرض سيملك القدرة على تحديد امور مستقبلية كثيرة .
شنت قوات الجيش اليمني حملتها العسكرية بعد عدة أيام على ضربة جوية نفذتها طائرات أمريكية واستهدفت تجمعا لعناصر القاعدة بمديرية المحفد محافظة أبين وقتلت العشرات من عناصر التنظيم .
مثلت هذه الغارة الجوية ضربة قوية لجهود الجماعة في إعادة ترتيب أوضاعها ودفعت قيادة الجيش إلى اتخاذ قرار بتنفيذ هجوم واسع النطاق ضد معاقل عناصر القاعدة في مناطق متعددة بمديريات محافظتي أبين وشبوة .
استندت قيادة الجيش في هجمتها المسلحة ضد عناصر القاعدة إلى حجم الضرر الذي أحدثته الغارة الجوية الامريكية الأخيرة التي وصفت بأنها الاعنف منذ سنوات .
يسعى الجيش اليمني عبر الحملة العسكرية إلى استغلال حالة الارتباك التي سادت صفوف عناصر جماعة القاعدة عقب الغارة الجوية وعبر ذلك تحقيق مكاسب عسكرية اضافية على الأرض واخضاع مناطق قبلية متعددة تقع بمحافظتي أبين وشبوة لسيطرة الحكومة التي غابت عن المكان منذ سنوات .
يمثل انتصار الجيش في هذه المعركة تحول نوعي يمكن للحكومة اليمنية استغلاله لفترة طويلة حيث انه وفي حال انتصار الجيش في معركته هذه فانه سيكون بمثابة الضربة الثانية التي تتلقاها جماعة القاعدة في مناطق أبين وشبوة .
على الجانب الأخر تمثل هذه المعركة معركة فاصلة لتنظيم القاعدة حيث انه سيسعى خلال هذه المعركة لرفع معنويات عناصر عقب إيقاف زحف الجيش ووقف تقدمه وفي حال تمكن التنظيم من وقف تقدم الجيش فانه سيتمكن من رفع معنويات عناصره عقب الضربات التي تلقاها التنظيم مؤخرا .
سيحقق التنظيم في حال تمكنه من وقف تقدم قوات الجيش عدد من المكاسب بينها التأكيد الأول لعناصره بان الضربات الأخيرة التي تلقتها الجماعة لم تكن مؤثرة بدليل ان الجماعة تمكنت من وقف تقدم الجيش لكن في حال تم الجيش من التقدم فانه بالمقابل سيوجه ضربة قوية أخرى للجيش.
هذه المعركة بالنسبة لجميع الأطراف فاصلة ومحورية وقد تكون بمثابة معركة كسر العظم بين الطرفين .
