آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-12:58ص

ملفات وتحقيقات


بلدة المحفد (غرفة عمليات التنظيم) .. هل كشفت (وثائق القاعدة) اوراق التنظيم في اليمن؟

الإثنين - 12 مايو 2014 - 12:26 م بتوقيت عدن

بلدة المحفد (غرفة عمليات التنظيم) .. هل كشفت (وثائق القاعدة) اوراق التنظيم في اليمن؟
بقايا موقع تجهيز السيارات المفخخة بالمحفد - صورة التقطت يوم السبت 11 مايو 2014 -عدن الغد

صنعاء(عدن الغد)خاص:

كشفت الحرب على القاعدة في اليمن الكثير من الاوراق لعل ابرزها اكتشاف الكثير من الخلايا والتنظيمات السرية التي تتبع التنظيم ، حيث كشف مسئول يمني ان “الضربات التي وجهها الجيش للقاعدة في عدد من المدن اليمنية اتى بعد ايام من اكتشاف غرفة عمليات التنظيم في اليمن والتي عثر عليها الجيش في بلدة المحفد بأبين”.. موضحاً “ان على الرغم من اكتشاف وضبط الكثير من الخلايا ، لكن لا تزال الاجهزة الأمنية تتعقب الكثير من العناصر القيادية التي تختفي في بعض المدن اليمنية”.

 

ويوم الأحد حصلت صحيفة (عدن الغد) على صور خاصة بالموقع الذي كانت تستخدمه الجماعات المسلحة بمنطقة المحفد لتجهيز السيارات المفخخة والتي قالت الحكومة اليمنية إنها استخدمت في عدة هجمات خلفت قتلى وجرحى.

 

وقال موفد الصحيفة إلى المنطقة ان “المصنع الذي كان يتم استخدامه من قبل عناصر القاعدة كان عبارة عن غرفة صغيرة تعرضت للتدمير لاحقا يتم إدخال السيارة المراد تفخيخها إلى داخلها”.. موضحا ان المصنع تم إنشاؤه بمنطقة جبلية وعرة تمتاز بوجود كثيف للأشجار، وبعد أيام من حملة عسكرية شنتها قوات الجيش اليمني قبل أيام لم يتبق من المصنع الصغير إلا غرفة صغيرة مدمرة وبقايا اسطوانات حديدية ودوائر كهرباء وصواعق تفجير “.. مشيراً الى ان “بقايا كميات من مادة (tnt) لاتزال متناثرة في المكان”.

 

وقال سكان محليون بالمنطقة لموفد الصحيفة ان “المسلحين أنشؤوا هذا المصنع قبل حوالي عام وكانوا يمنعون الأهالي من الاقتراب منه ويحذرونهم من ذلك”. وأوضح أحد اهالي المحفد ان “السيارات التي كانت تصل إلى المكان كانت تظل في الوادي فترة تقارب الأيام الثلاثة قبل خروجها منه إلى جهة غير معلومة”.. مؤكدا انه “شاهد بأحد الأيام سيارة (باص صغير) دخلت المنطقة رغم وعورتها“.. موضحا انه “بعد خروج السيارة بأيام قرأ في الصحف أن السيارة انفجرت بإدارة الأمن العام بمدينة عدن”.

 

وقال مصدر عسكري يمني لـ(عدن الغد) ان “غرفة العمليات التي كان يستخدمها التنظيم لتنفيذ عمليات قد عثرت القوات العسكرية بداخلها على خرائط ووثائق مهمة كانت كفيلة بكشف اوراق التنظيم واماكن تمركزه وتحركات عناصره في بعض المدن اليمنية والجنوبية”.. مشيراً الى ان “تلك الوثائق بحوزة المخابرات اليمنية، بعد أن تم تسليمها للواء ناصر منصور هادي وكيل جهاز الأمن السياسي في محافظات (عدن - لحج - أبين) الذي قام بزيارة الى البلدة بعد ساعات من اعلان العثور على غرفة العمليات التي تحتوي ايضاً على غرفة لتصنيع السيارات المفخخة”.

 

وعلى الرغم من الضربات القوية التي وجهها الجيش اليمني للتنظيم إلا انه وجه ضربة موجعة للجيش (الأحد) إثر استهدافه لمبنى الشرطة العسكرية في حضرموت، وهو الحادث الذي خلف عشرات القتلى والجرحى بينهم قائد المعسكر”. وردت السلطات على ذلك بإعلان مقتل ثلاثة من ابرز قيادات التنظيم، بالإضافة الى اعلانها كشف خلايا للقاعدة في العاصمة اليمنية صنعاء. وقالت الأجهزة الأمنية في صنعاء انها ضبطت (15) خلية تابعة لتنظيم القاعدة في العاصمة اليمنية صنعاء، في حين تمكنت فرق مكافحة الارهاب من ضبط خمسة من عناصر التنظيم في صنعاء ينزلون في احد الفنادق الفخمة.

 

وقال مسئول أمني يمني لـ(عدن الغد) ان “الأجهزة الأمنية ضبطت (15) خلية وهناك الكثير من الخلايا التي سيتم ضبطها لاحقا بواسطة الأجهزة الأمنية” التي قال انها “تقوم حاليا بتعقبها بمساعدة من المواطنين في عدد من احياء العاصمة اليمنية”.. موضحاً ان “الأجهزة الأمنية نفذت عدة عمليات تحر في عدد من احياء العاصمة صنعاء انتهت بضبط (15) خلية في احياء تقع بالقرب من السفارة الأمريكية”.. مشيراً الى ان “الخلايا المضبوطة كانت عناصرها تستعد لتنفيذ هجمات ضد الجيش والأمن والمرافق الحكومية والقنصليات الاوروبية”. وأكد المسئول في حديثه لـ(عدن الغد) أن ”تنظيم القاعدة باتت اوراقه مكشوفة بعد ان اصبحت وثائقه بحوزة المخابرات اليمنية”.

 

وكشف المصدر عن “تورط قيادات بارزة في التجمع اليمني للإصلاح بدعم التنظيم وتسهيل تنقل عناصر بين المحافظات اليمنية، من بينها قيادات عسكرية بارزة قال المصدر انها تعمل في صفوف التنظيم من بينهم خبراء متفجرات والغام”.

 

وقال المسئول الذي فضل عدم نشر أسمه ان “تنظيم القاعدة اتخذ من بلدة المحفد بأبين مقرا لعملياته وقياداته باعتبار تلك البلدة ظلت لسنوات بعيدة عن سيطرة السلطات ابان حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح”.

 

وكان اللواء ناصر منصور هادي وكيل جهاز الأمن السياسي قد زار بلدة المحفد قبل ايام عقب اعلان الجيش دخول مركز بلدة المحفد. وبحسب مسئولين في السلطات اليمنية فإن تنظيم القاعدة والقوى الداعمة له اصبحت أوراقه مكشوفه، خصوصا بعد التصريحات المثيرة التي اطلقها رجال دين بارزون بينهم وزير العدل اليمني السابق عبدالوهاب الديلمي التي قال فيها انه ليس من الحكمة الدخول في حرب ضد تنظيم القاعدة، على اعتبار انها كما قال حرب قد تدخل البلاد في حروب اهلية.

 

وتسعى السلطات اليمنية التي يرأسها الرئيس عبدربه منصور الى القضاء على عناصر تنظيم القاعدة التي تقول السلطات انها تقف وراء عمليات الاغتيالات التي طالت عددا من المسئولين اليمنيين، وكذا استهداف الكثير من المرافق الحكومية لعل ابرزها استهداف مجمع وزارة الدفاع اليمنية ومديرية أمن عدن اواخر ديسمبر من العام الماضي.

 

ورغم كل ما تقوله السلطات اليمنية من انها حققت انتصارات على تنظيم القاعدة، لكن يبقى التنظيم قوة لا يستهان بها. اليمنيون اليوم يتساءلون هل باستطاعة الجيش اليمني القضاء على القاعدة ام ان القوى السياسية المتحكمة بها تحول دون ذلك؟

 

 

*من صالح أبوعوذل