آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-11:36م

أخبار وتقارير


تحذيرات من صراع «دموي مرعب» في اليمن

الثلاثاء - 10 يونيو 2014 - 01:39 م بتوقيت عدن

تحذيرات من صراع «دموي مرعب» في اليمن
دبابة دمرت بمواجهات بين الجيش اليمني والحوثيين قرب عمران (رويترز)

صنعاء(عدن الغد)خاص:

حذر سياسيون ومراقبون من اندلاع صراع «دموي مرعب» في اليمن، في ظل استمرار التمدد المسلح لجماعة «الحوثيين» الشيعية نحو العاصمة صنعاء، وسط تفاؤل حذر بأن يسهم قرار الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، بإقالة حاكم محافظة عمران «شمال» المحسوب سياسياً على حزب «الإصلاح»، في إنهاء التوتر المسلح المستمر في شمال البلاد منذ بداية العام الجاري.

 

وأصدر هادي، الليلة قبل الماضية، مرسوماً رئاسياً بتعيين اللواء محمد صالح شملان، وهو وزير سابق في حكومة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، محافظاً لعمران خلفاً للقيادي في حزب «الإصلاح»، محمد حسن دماج الذي تم تعيينه عضواً في مجلس الشورى. كما أصدر مرسوماً آخر قضى بتعيين القاضي يحيى محمد الإرياني، محافظاً لمحافظة إب التي شهدت توتراً طائفياً وسياسياً على خلفية صراع مذهبي ومطالب شعبية بتنحية المحافظ السابق القاضي أحمد الحجري، وهو صهر الرئيس السابق، الذي تم تعيينه عضواً في مجلس الشورى.

 

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن «السلطة المحلية في عمران تبارك قرار الرئيس، وتعلن استعدادها التعاون مع المحافظ» شملان الذي كان وزيراً للثروة السمكية خلال الفترة ما بين 2008 و2011، بعد أن ظل لسنوات محافظاً لمحافظة الحديدة «غرب».

 

ورحب نائب محافظ عمران أحمد البكري، وهو قيادي محلي في حزب «الإصلاح»، بتعيين شملان الذي ينتمي إلى حزب الرئيس السابق، خلفاً لدماج.

 

وأضاف البكري في تصريحات نشرتها صحيفة «الاتحاد» الاماراتية التي اوردت التقرير «نأمل أن يكون شملان أحد الأسباب التي تؤدي إلى إنهاء التوتر في عمران» التي شهدت أواخر مايو وبداية يونيو معارك عنيفة بين الجيش والحوثيين، على خلفية ضغوط تقودها الجماعة المذهبية لإقالة دماج ومسؤولين عسكريين وأمنيين لقربهم من حزب «الإصلاح».

 

ودعا المسؤول المحلي إلى «معالجات أخرى» لإنهاء التوتر في عمران، وذكر منها تعيين نواب لمحافظ عمران من جميع الأطراف السياسية بما فيها جماعة «الحوثيين» المتمردة في محافظة صعدة الشمالية منذ 2004، وتنامى نفوذها بشكل كبير بعد إطاحة الرئيس السابق مطلع 2012.

 

وأقر البكري بوجود مخاوف شعبية من تجدد الصراع المسلح في ظل استمرار الحوثيين بتوسيع نفوذهم المسلح باتجاه العاصمة صنعاء، وقال إن لجنة المراقبة أبلغت الجماعة المذهبية اعتراضها على استمرار حشودها المسلحة في مناطق بلدة «همدان»، شمال العاصمة.

 

وأضاف «يتم بشكل يومي إبلاغ الرئيس هادي بالتطورات الحاصلة على الأرض»، متمنياً من جميع الأطراف العمل على تثبت اتفاق وقف إطلاق النار بين المسلحين الحوثيين وقوات اللواء 310 مدرع المرابط جنوب عمران ومسنود بمليشيات محلية موالية لحزب «الإصلاح».

 

وأبلغ مسؤول محلي آخر في عمران صحيفة «الاتحاد» بأن فرق تابعة لجمعية الهلال الأحمر اليمني انتشلت الاثنين ، جثث 6 مقاتلين حوثيين و5 جنود قتلوا في المعارك التي دارت مؤخراً في محيط مدينة عمران وأوقعت 345 قتيلاً، بينهم عشرات الجنود ومدنيين.

 

وتم الاثنين في صنعاء في مراسم جنائزية عسكرية تشييع جثامين 13 جندياً قتلوا في المواجهات المسلحة الأخيرة في عمران وبهجوم نفذه متطرفون مزعومون من تنظيم القاعدة مؤخرا في محافظة شبوة الجنوبية.

 

وكتب ممثل الحوثيين في مفاوضات الحوار الوطني علي البخيتي «هل كنا بحاجة إلى هذه المعارك والدماء والدمار في عمران ليتم تغيير محافظ الإخوان محمد دماج».

 

 وأضاف «يا ترى كم سنحتاج من دماء حتى يتم نقل القشيبي ولوائه»، ومحافظي عدن (جنوب) والجوف (شرق) المحسوبين على حزب «الإصلاح».

 

ويمارس الحوثيون حالياً (بحسب الصحيفة) ضغوطاً لإقالة قائد اللواء 310 مدرع العميد حميد القشيبي، المقرب جداً من المستشار الرئاسي لشؤون الدفاع والأمن، الجنرال علي محسن الأحمر، السند العسكري والقبلي القوي لحزب «الإصلاح».

 

وحذر رئيس حزب «الإصلاح» محمد اليدومي، من تكرار سيناريو القتل والتدمير الحاصل في سوريا والعراق في بلدان عربية أخرى. وقال «إنه صراع دموي مرعب من أجل الوصول إلى السلطة أو الحفاظ عليها، التي يمكن الوصول إليها من خلال صناديق الاقتراع ومن خلال انتخابات شفافة وحرة ونزيهة»، مستدركاً «فهل من معتبر قبل فوات الأوان».

 

وحذر الكاتب والمحلل السياسي اليمني عارف أبو حاتم، من اندلاع «حرب شوارع» داخل العاصمة بعد أن أصبح الحوثيون «على بعد مرمى من المدينة».

 

واتهم أبو حاتم، في حديث لـ«الاتحاد»، الحوثيين بتنفيذ أجندة خارجية وضعتها الولايات المتحدة وإيران لإعادة رسم الخارطة السياسية في اليمن، حسب قوله.

 

واستنكر غض السلطات اليمنية الطرف عن تمدد الجماعة المسلحة التي خاضت في العقد الماضي ست جولات من القتال ضد القوات الحكومية، مؤكداً أن الحوثيين «سيقتحمون كل مدن البلاد وليس العاصمة صنعاء فحسب».

 

 وقال «شاهدت (الاثنين) مجاميع مسلحة للحوثيين وهم يتجولون في شوارع صنعاء»، معتبراً أن جماعة الحوثيين نجحت في إظهار صراعها المسلح في الشمال على أنه محصور ضد حزب «الإصلاح»، الذي تزعم الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس السابق.

 

ودان تكتل «اللقاء المشترك»، الذي يقود الحكومة الانتقالية ويهيمن عليه حزب «الإصلاح»، «إشعال الحروب الطائفية» في البلاد، ودعا في بيان أصدره مساء أمس الأول «أطراف الحرب في عمران إلى الالتزام بالهدنة المعلنة» في الرابع من الشهر الجاري. كما دعا قوى المجتمع اليمني كافة إلى «الاصطفاف الوطني ونبذ الخلافات، والعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل»، الذي اختتم أعماله نهاية يناير بإجماع على التحول إلى النظام الاتحادي الفيدرالي بعد عقود من هيمنة الدولة المركزية.

 

وقال رئيس هيئة أركان الجيش اليمني، اللواء الركن أحمد الأشول أمس، إن اليمن «يمر بمرحلة حساسة ومعقدة أفرزتها الأزمة السياسية وألقت بأعبائها على كاهل القوات المسلحة»، مؤكداً لدى زيارته معسكر اللواء 55 مدفعية صاروخية، جنوب العاصمة، أن الجيش يدرك جيداً «طبيعة الظروف الصعبة لهذه المرحلة وحجم التحديات التي تعترض الوطن».

 

ووجه اللواء الأشول برفع حالة التأهب واليقظة «لصد وإفشال أي محاولات عدائية»، بحسب موقع وزارة الدفاع.