كتب: شيماء باسيد
الساعة تشير الى الثانية ظهرا في حوطة لحج لم استطع حتى الساعة إحصاء عدد المرات التي انقطعت فيها الكهرباء منذ فجر اليوم . مساء الجمعة قرأت خبر عن اتفاقية أبرمها وزير الكهرباء الجديد مع تركيا ستتكفل بخطة رئيسية لمد اليمن بالكهرباء لستين سنة قادمة , (ستين سنة حتة وحدة...يا رااااجل) خليها فقط لشهر واحد ورمضان كريم عليك .
ضحكت من كل قلبي ساعتها ضحكت أكثر عندما نشرت الخبر على موقع ( عدن الغد) فقشت ضحك حين سمعته مجددا في نفس اليوم على الراديو ..مت من الضحك أكثر وأكثر حينما كان الخبر حاضرا وبقوة في نشرة الأخبار المحلية مساءا .
الساعة تشير الى الثانية والنصف من ظهر اليوم الأحد ثاني أيام شهر رمضان الكريم , اعتادت قطتي أن تلتصق بباب الغرفة تنام على سجادة صغيرة , يأتيها هواء المكيف البارد من تحت الباب وبهكذا أصبح هذا المكان المفضل لها منذ أشهر .
في ظهر اليوم أو بالأحرى منذ اول يوم في شهر رمضان قامت الكهرباء بتعذيبنا على نحو مريع , استطعت فقط احصاء مرات انقطاعها حوالي ( عشر مرات) نهارا لم اتمكن من متابعة العد حتى نهاية اليوم ليست المشكلة فينا ..اعتدنا الصبر والتحمل وأشياء أخرى كثيرة , المشكلة في ( قطتي) التي قطعت قلبي وهي تلتصق بباب الغرفة ( مكانها المفضل) لاهثة باحثة عن هواء بارد ولا من مجيب !
قطتي فقدت وعيها لدقائق اعتقدتها نائمة لكنها لم تكن حاولت إنقاذها بماء بارد لكنها لم تشرب ,خفت كثيرا من أن تكون لقت نحبها..حاولت تحريكها لم تتحرك , حاولت ان أجعلها تشرب ..رفضت ربما صامت مثلنا , أو رفضت الشرب احتجاجا على حجم العبث و اللاحياة التي نعيشها نحن بإمتياز كبشر واستنكرها الحيوان .
الساعة الثالثة بالضبط ..لبرهة تعود الكهرباء أهرع لفتح المكيف من أجل قطتي ..لعل نسمات هواء بارد تنعشها ,تنقذها من حر اليوم ثلاث دقائق فقط وتعود للإنقطاع مجددا , أتذكر خبر الإتفاقية مع تركيا ..أضحك مجددا من كل قلبي محملة المسؤولية الكاملة لكل ما سيجرى لقطتي المسكينة وزير الكهرباء والحكومة ورئيس الجمهورية !
