آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-12:44ص

ملفات وتحقيقات


إزدهار تجارة البول في عدن

الخميس - 03 يوليه 2014 - 08:00 م بتوقيت عدن

إزدهار تجارة البول في عدن
سكان محليون من منطقة مصعبين خلال عملية بيع حليب الابل في منطقتهم - عدن الغد

عدن(عدن الغد)خاص:

 

بالقرب من طريق ترابية تمر بالأطراف الشمالية لمدينة عدن يقف محمد المصعبي وهو شاب في العشرينات من عمره عصر كل يوم على قارعة الطريق ليعرض بضاعته من حليب الإبل حيث يختزنها بوعاء معدني ضخم لكنه إلى جانب ذلك يحمل قنينات صغيرة تحتوي كميات من بول الابل .

 

في المدينة التي كانت رمزا لازدهار مستوى الرعاية الصحية بات الآلاف من أهالي هذه المدينة يلجئون إلى طرق بدائية لمعالجة مرضاهم .

 

يقف "المصعبي" كل يوم على قارعة الطريق بالقرب من قرية مصعبين الشهيرة بعدن ، وخلال دقائق قليلة يقوم ببيع بضاعته المختلفة من البول والحليب .

 

يقول المصعبي في حديث مقتضب لـ"عدن الغد" ان العشرات من الأشخاص يصلون إلى المكان كل يوم للحصول على كميات من البول وحليب الابل بهدف استخدامها للعلاج بحسب وصفات طبية شعبية للعلاج .

 

لسنوات طويلة ظلت منطقة "المصعبين" منطقة مجهولة وبعيدة عن الاضواء في عدن ولكنها وخلال السنوات الماضية تحولت إلى مايشبه المزار حيث باتت موقع يقصده طالبون الشفاء عبر شرب كميات من بول ولبن الابل .

 

مع تراجع دور المشافي الحكومية والخاصة بعدن ازدهرت طرق شعبية للعلاج بينها مراكز دينية واخرى شعبية يقوم عليها رجال طاعنون في السن توصف اعمالهم بأنها مزيج من الطب الشعبي و"الخرافة".

 

قبل سنوات من اليوم كانت قرية "مصعبين" مهددة  بالتدمير عقب أعمال بسط على الأراضي قام بها متنفذون من الشمال .

 

هددت أعمال البسط هذه وجود قطيع من المواشي والابل في المنطقة لكن ازدهار تجارة بول ولبن الابل ساهم في استعادة الأهالي للمبادرة واصرارهم على الحفاظ على هذه الثروة .

 

يقول احد سكان قرية مصعبين لـ"عدن الغد" ان الأهالي وبعد تزايد الطلب على لبن الابل وبولها قاموا بشراء الكثير من الابل من محافظات أخرى .

 

يقول الرجل عبر الهاتف :" الأمر صار مربحا للغاية ، بامكانك تملك ناقلة واحدة ومن ثم التعيش من كل ماتخلفه من بول وحليب.

 

في المدينة التي كانت تعرف لسنوات طويلة بمستوى جيد من الخدمات الطبيبة والتعليمية بات الآلاف من سكانها يلجئون إلى مراكز شعبية طلبا للعلاج .

 

ازدهرت خلال السنوات هذه المراكز حيث يتم العلاج بالكي والضرب والسماع لايات من القرأن الكريم من قبل أشخاص يتهمون في الغالب بأنهم يرتكبون تجاوزات .

يقول "محمد علي" وهو اسم مستعار لمواطن في العقد الخامس من عمره من حي عمر المختار بعدن لـ"عدن الغد" انه  أصيب بمرض في الكلى حيث ذهب إلى عدد من الأطباء الشعبيين الذين نصحوه بشرب كميات من بول الابل.

يؤكد "علي" ان تعاطيه لكميات هائلة من بول الابل تسبب باضرار بالغة له .

 

غادر الرجل اليمن إلى مدينة بومباي الهندي لتلقي العلاج حيث قال له الأطباء ان شرب كميات من البول اضرت كثيرا بحالته الصحية .

طوال كل أسبوع يتوافد المئات من أهالي مدينة عدن إلى الأطراف الشمالية الشرقية منها لشراء كميات من البول واللبن  على امل البحث عن الشفاء العاجل من امراض كثيرة .

 

تسكن القطن والكلاب مستشفيات حكومية عتيقة مثل مستشفى الصداقة والجمهورية بعدن حيث تراجع كل شيء .

 

يقود سائق سيارة اجرة سيارته وسط حي عتيق بالشيخ عثمان ويلتفت إلى محرر "عدن الغد" بعد عودتهما من منطقة "مصعبين" ويقول :" يا ابني ماكنا نصدق انه بيجي يوم يبيعون فيه البول .. لكن احنا في زمن مبوالة كله .

*من ماهر درهم – شارك في التغطية المصورة فهمي القعيطي