آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-09:40ص

أدب وثقافة


خاطرة: فلسفة التاريخ !

الإثنين - 14 يوليه 2014 - 05:00 ص بتوقيت عدن

خاطرة: فلسفة التاريخ !
التاريخ .. امتداد الكائن الحي في الزمكان !

صنعاء((عدن الغد))خاص:

 

 

كثيراً ما عُرضت عليّ أحاديث التاريخ ، وكثيراً ما وقفت أتفحصها بعين العقل ، وكثيراً ما وجدتُ زيف القول والفعل ، وكثيراً ما سألتُ ، وتساءلتُ عن حوادث التاريخ الإسلامي ..! لأجدها أحاديث استنزفتني ضحكاً ، ووجدتُها ركاماً من حكايات وبطولات خرافية قصص غريبة الأطوار .. خيالية الوقائع ، كأنها من ألف ليلة وليلة ، تارة أجد أحد الصالحين نام واقفا وهو يسبّح... و مشى ورجلاه لا تمس الأرض ؛ فأصيب بالجوع ؛ فنزل عليه عنقود عنب من السماء وقربة ماء .. ثم قام يحارب فصرخ قائلاً : " الله أكبر " فانهزم جيش الأعداء...

 

وتارة أخرى أجد الكفار يهزمون المسلمين شر هزيمة لأنهم لم يستعملوا فرشة الأسنان ، وآخر يقتل ابنه لانه يكتب باليد اليسرى ، ولم يتيمن كما فعل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بالرغم من أن النبي لم يكن يعرف القراءة والكتابة .!

 

هكذا لُوّنت صفحات ما أسموه تاريخاً إسلامياً صفحات مليئة بالخرافات ، و خوارق العادات استشربها عقل المسلم ؛ فتترك الأخذ بالأسباب لحساب انتظار المعجزات, وترك دراسة التاريخ للإستفادة من أخطاء السابقين لحساب إضفاء هالة من القداسة على ماضيه . فواصل السير في الخرافة ...و السباحة في السخافة ... والغير سبح في الإستكشاف ، وسعى في الأرض للإستخلاف .! فكبر هو ، وصغرنا نحن ، ندرس التاريخ لكيلا نكتشف الحقيقة ، بل لنبقى في الوهم المريح .. وهم الأفضلية ، الأحسنية ، الأقوياء ..

 

والحقيقة أنّ التاريخ الإسلامي فيه الجوانب المضيئة ، وفيه جوانب مظلمة، لكن الخطأ الذي ارتُكب بالأمس ، ويُرتكب اليوم هو العزوف عن تسليط الضوء على الجوانب المظلمة ؛ لاكتشاف مكامن الخلل فيها ، وتجنبها ، والإصرار على تغطيتها خوفا من الخروج من الوهم المريح .

 

فالتاريخ .. ليس حوادث فحسب بل هو تفسيرها ، والاهتداء إلى الروابط التي تجمع شتائها، جاعلة منها وحدة متماسكة الحلقات، متفاعلة الجزئيات، ممتدة مع الزمن والبيئة

التاريخ .. امتداد الكائن الحي في الزمكان !

 

بقلم : محمد علي البارع