آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-04:37م

أدب وثقافة


شعر: مقطع من ذاكرة البحر

الخميس - 24 يوليه 2014 - 04:12 ص بتوقيت عدن

شعر: مقطع من ذاكرة البحر
صورة والد الشاعر فاروق السامعي أيام شبايه في عدن كما وصفه ابنه بإله الفحم .

تعز((عدن الغد))خاص:

 

إلى أين أمضي..

وبي شجن للحوافي

المباني

الشوارع والناس

وفي داخلي

ذكرايات أبي

وصوت الرفاق

وفكري اليساري

تمر الوجوه

الحوافلَ

والريح

وليس سوايََّ هنا واقفٌ والطريق

أحدقُ في ال..

لستُ أدري

بدهشة من صدمتهُ المدينة

أنا الجبليُ

الذي هادن الشوقُ اعرافهُ

فقادتهُ أحلامهُ للضياع الكبير

**

ياوجه البحر

وأحزاني الزرقاء

ليس سوانا الآن هنا

هل مرّ أبي..؟

أتأمل في الرملِ

أبحث عن قدميه

عن بصمات أصابعه المفتوحة للافق

أتسأل:

هل مر أبي يارمل..؟

هل تذكر شبشبهُ المطاطي

وشروخ كواحله

واظافره المكسورة

كل علائقه

بالأرض

بالأرصفة الناعمة

برائحة الأسمك

وبي

هل كان وحيداً مثلي الآن

أو مثل محبٍ

صلبتهُ مواعيد حبيبته

هل كان برايئاً

عكس المدِ

وعكس الريحِ

وعكس الظنِ

وعكس الحب المزعومِ

وعكسي

ما أقسى الصمت هنا

في حضنك

أو في حضن الجبل اليغسل قدميه بمائك

تستلقي علب الاسمنت

وتمدُّ سواحلها أرصفة الصيادين

وأحلام الفقراء

أتسكع في الاسواق

أدسُ عيوني

في الحافات

في المارين

في فوضى الأجناسِ

ملامحهم

وابي..

كان هنا

ذاك البولوليتاري

أتذكرهُ

أتذكر سحنته السمراء

وعروق يديه الضامرتين

كان هنا

يفترشُ الغربة والفقد

قبل قرار رفاق الامس

تاميم الأحلام

ومصادرة العودة للخلف

 

شعر : فاروق السامعي