آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:57ص

ملفات وتحقيقات


الأطفال العاملون بأرصفة الشيخ عثمان بعدن .. يحبون المال ويحلمون بشراء لباس العيد

الجمعة - 25 يوليه 2014 - 01:57 ص بتوقيت عدن

الأطفال العاملون بأرصفة الشيخ عثمان بعدن .. يحبون المال ويحلمون بشراء لباس العيد
صورة لاحد الأطفال يبسط بضاعته على الأرض لنيل لقمة العيش - عدن الغد

عدن ((عدن الغد)) خاص:

أن من أكثر المظاهر التي تجعل القلب ينفطر لها أن تلاحظ ثمة أطفال تركوا المقاعد الدراسية بحثا وراء لقمة العيش ،حينها تنظر إلى العديد منهم وتلاحظ أطفالا قد فارقت شفاههم ابتسامة الطفولة البريئة واحل محلها تجهم البحث وراء لقمة العيش، فتجد البعض منهم من ينظر بعين الحسد إلى أولئك الأطفال الذين يعيشون حياة طبيعية برسمه مستقبلهم وهدفهم أن يحلوا تلك المكانة المرموقة بين أوساط المجتمع وهذه أمنيات وأحلام سلطت في قلوبهم وسيحققونها عند كبرهم هذا هو حال الأغنياء، أما الفقراء فيلعنون الفقر الذي أوصلهم إلى هذه المنزلة وجعلهم يبحثون عن الأعمال الشاقة والمتعبة ووسط استعباد الأغنياء وأصحاب الأموال وعائشي الفلل الفارهة والمنتزهات الواسعة، فحياتهم أصبحت تتلذذ بالمعاناة الدائمة، فعمالة الأطفال هي الظاهرة التي استفحلت في محافظة عدن وخصوصا على أرصفة وشوارع الشيخ عثمان ويمتهنون أعمال عدة ،،، تفاصيل أكثر فالي التقرير التالي:

 

تقرير/محمد المسيحي

 

أطفال يتسابقون

وأنت في إحدى شوارع عدن  ومع اختفاء شمس المغرب فإذا بعدد من الأطفال منهم حاملين المناديل وآخرون أدوات للزينة فتجدهم يتسابقون إلى أصحاب السيارات أثناء ازدحام السير فهم يتخبطون من سيارة إلى أخرى ووسط زحمة السيارة لا يخافون من أي مصيبة تلحق بهم فحياتهم  مهددة بالخطر  لصغر السن ومفارقة الأسرة والعيش وسط تلك المعاناة التي أصبحت عليهم محملة بكل ألوان العذاب، فسعيا لجلب الأموال وسعادة أهاليهم تجدهم يخاطرون بحياتهم  حتى تكون لديهم مبالغ مالية لتكون أسرهم سعيدة بما جمّع أولادهم ،حتى أنهم يتركون التعليم لبحثا للحياة الكريمة.

 

عارضين بضاعتهم

تلاحظ الكثير منهم وعلى الأرصفة العامة بشارع الشيخ عثمان أن هناك أطفال قد عرضوا بضاعتهم والتي تتكون أما من الموز أو الحلويات فيبدوا بجلب الزبون إليهم أما عن طريق أن يقلل في السعر ليكون مناسب لزميلة الواقف بجانبه أو أنه عن طريق الأسلوب الخاص بكل طفل يتجول ببضاعته ومن ثم يتوسل للزبون بان يشتري منه في حينها يتم بيع البضاعة المتواجدة لدى الطفل رحمة لوقوفه لعدد من الساعات وعلى الأرصفة وفي وسط حر الشمس اللاسعة وزحمة المارة والسيارات ،فالكثير من تتلف عليه البضاعة هذا إذا كانت  خضروات  وغير قابلة للحر فهنا يخسر الطفل البيعة ويعود إلى السعي فيعود إلى السعي  في أعمال أخرى حتى يتمكن من الحصول على العمل  أما عن طريق الضمانة لدى تاجر البضاعة وبطريقة رجل معرّف ليكون الضمين في حين هروبه من التسليم.

 

يحلمون بلباس العيد

عندما ترتفع ظاهرة عمالة الأطفال  وتكون في ازدياد هائل وخصوصا في شهر رمضان ومع قرب العيد  وهذا يعتبر لديهم الفرصة لجني وجمع المال  من خلال  الولوج إلى عالم الشغل والعمالة المتعبة لدى كل طفل  وبكل إشكالها، وعند منتصف الشهر الكريم  الذي أصبح دائما  يصادف  فصل الصيف وحر الجو القاتل ورغم الحرارة ولساعتها فان وتيرة النشاطات والمهن لديهم ترتفع أكثر فأكثر، فما أن تقرب إلى  أطراف السوق بإحدى شوارع مدينة عدن والشيخ عثمان إلا تسمع حينها إلا أصوات الأطفال وهي تدعوك وتغريك بسلعها الغذائية المختلفة الأشكال بل تدغدغ أصواتهم  المتعالية مشاعرك حتى تشتري منهم ما يريدونه ومالا تحتاجه في ذلك الوقت إلا أرضا لهم وتعاونا لظروفهم الصعبة التي لحقت بهم، فهم يحلمون بلباس العيد لتكن حياتهم مشابه لكل الأغنياء الذين منحوا أولادهم كل ما يريدونه  من ملبس وحياة ملئه بكل الألوان ،فتجد أكثرهم لن يتجاوز سن العاشرة ويمتهن مهنة مشرفة ومحصولهم اليومي في البيع لا يتعدى الــــ 500 ريال  منها للمأكل والمشرب وأخرى تذهب للنوم في اللوكندات .

فاثنا مروري بإحدى الشوارع بالشيخ عثمان فقد قابلت احد الأطفال واسمه علي عبده   صاحب الـــ 13 سنوات  ويمارس بيع ملابس أطفال ويتجول بهم كل الأزقة  وعلى كتفة وعندما سألته وهو يعرض سلعته علينا نحن المارين عن الدراسة ومنذ متى وهو يمارس هذه المهنة فأجابني  أنني من أبناء مدينة عدن ولكن الفقراء أصبح القاتل الذي لا يرحم  فبضاعتي أخذتها من أناس مقربون  من حافتي وعندي أخوان اصغر مني وأنا من اعو لهم  وأما عن الدراسة فانا لم التحق فالمدرسة قط حاولت مرارا وكنت انوي بان أحقق هدفي ولم استطع  عندما ألاحظ أخوتي  ينامون  بلا عشاء فهذا يحززني كثيرا رغم أن هناك أب لي ولكن  معوق ولم يستطع العمل  فانا اعتبر الأب لهم واعو لهم فاعمل في هذا المجال إلا أن أتحصل على عمل أخر وحينها سأبدأ بتعليم أخواني أما أنا  فقد صرت أسبح   وسط المعاناة وتكراره عليا يوميا وبهذا لن اقدر على مفارقة العمل وأتمنى أن أحقق هدفي بحصولي على عمل  ذو مراتب   أكثر وبعدها سيكون الفرحة فرحتين فرحة الراتب وفرحة تعليم جميع أخوتي.

 

السواك عمل أخر

آخرون من سعى للعمل في بيع المساويك وتجدهم من جميع المناطق الريفية والبائسة في عموم المديريات باليمن وللظروف القاسية جعلتهم  يسعون إلى تلك المهنة التي ينتظرون أمام بوابة المسجد أو مدخل الأسواق المزدحمة ويعرضون البضاعة ويبدون بالبيع والبعض الأخر من يتنقل إلى مناطق أخرى ومساجد في المحافظة أعينهم لم تستقر وأيدهم لن تقف عن القطع  جسدهم في حركة  دون توقف  وكل هذا  لا يجد أي فائدة  سوى التعب  والسهر والنوم في قلق  ويعودوا إلى أسرهم بلا أي جني محصول مالي ولكن الأقدار والفقر الذي غزا فيهم واستوطن وآبا عن الرحيل.

 

أطفال يفترشون الأرض

عندما يحل عليهم ظلم السماء تراهم يهرعون إلى أرصفة الشوارع وهنا اخترعوا وصفا أخر للنوم  لا ترى سوى الأرصفة هي من تحمي أجسادهم وهم حفاة عراء، وآخرين من يتخذ من أماكن النفايات مسكنا لهم لكي يأوون إليها ليحتموا من حر الشمس الحارقة، ففي هذه الحالة تراهم كبارا وصغارا لا يأبهون لما حولهم، تسألهم عن حالهم فتغرق عيونهم بالدموع الساخنة دون أن تتوقف عن النزول، أي حال هذا الذي لحق بهم، أنها لمشاهد يقشعر لها البدن، وتشعرك بالشفقة على أشخاص غدر بهم الزمن والنقمة على مجتمع لا مبالاة وحكام لن يهمهم سوى السلطة وجمع المال والعيش تحت مكيفات وفلل فارهة وسيارات متنوعة وخدم تحول وتجول.

 

هكذا حياتهم..!

هكذا أصبحت حياة الأطفال العاملون في جميع الشوارع وكذلك المشردون والمجانين فهم يعيشون حياة البؤس ويتجرعون أقسى أنواع المعاناة لا يعرفون سوى الإهمال ولا ينظر إلى وضعهم المزري ولا لحياتهم الصعبة لا من غريب ولا من قريب  فكم من أطفال يعانون البؤس وتلتهب أجسادهم من أشعة الشمس اللاسعة المحرقة رغم هذا فهم يبحثون عن لقمة العيش  لتملئ بطونهم  من الجوع، وأيضا هناك شيوخ أنهكتهم السنوات وهم لا زالوا يجوبون الشوارع في وسط الحر والبرودة القارسة أيام الشتاء فتلاحظه في أيام البرد يستجدون الناس طعاما دافئا أو أغطية تحميهم من ذلك البرد القارس، وهناك نساء ورجال اتفقوا جميعا في الملامح وعلامات الزمن تبدو على الوجه خطوطا وتجاعيد وهم أولئك الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وأصبحت الشوارع وطن لهم يقصدوه كل يوم وليلة.