آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-06:53م

مجتمع مدني


إشادة بالفدرالية واستبعادها كحل في قضايا اليمن بختام الأمسيات الرمضانية للمعهد الديمقراطي بعدن

الجمعة - 25 يوليه 2014 - 09:46 م بتوقيت عدن

إشادة بالفدرالية واستبعادها كحل في قضايا اليمن بختام الأمسيات الرمضانية للمعهد الديمقراطي بعدن
جانب من المشاركين / ات في الأمسية الختامية للمعهد الديمقراطي

عدن ((عدن الغد)) خاص:

أشاد مشاركون في الأمسية الرمضانية الختامية للمعهد الديمقراطي مساء يوم الخميس بالفدرالية كنظرية طبقت في عدد من الدول الديمقراطية بأوروبا وأميركا، لكن كثيرين منهم استبعدوا إمكانية تنفيذها في اليمن كحل لقضاياه السياسية وعلى رأسها القضية الجنوبية.

 

وأدار الندوة الكاتب نجيب يابلي، مفتتحاً حديثه بالإشارة إلى تجربة الاتحاد الفدرالي الجنوبي في الخمسينات وحتى العام 1967 حين أطاحت الجبهة القومية بنظام الحكم الاتحادي بالتزامن مع خروج الاستعمار البريطاني.

 

وقال يابلي إن "تجربة الاتحاد في الجنوب تجربة راقية سبقت دول المنطقة كلها، كان هناك السلطان ولكن كان هناك نظام حداثي، هناك نائب يقوم بتصريف الأمور"، ودعا إلى قراءة "إيجابيات التجربة وسلبياتها".

 

وفي أولى المداخلات قال الأستاذ الأكاديمي "د. جعفر الشلالي" إن "دخول الوحدة عام 1990 كان خطئاً، كانت هناك مثالية، ولكن كيف الوصول للخروج من هذا النفق؟"، مضيفاً "نحن بحاجة لأن نبني وطن".

 

وأشار الشلالي إلى ورقة قدمها في مؤتمر القاهرة عام 2011، تضمنت مقترحاً بدولة فدرالية من إقليمين، بحيث يتضمن كل إقليم برلمان ورئيس برلمان وحكومة ورئيس حكومة مع المناصفة في المراكز وتوزيع الثروة بنسبة متفاوتة بين الولاية والإقليم والدولة، وجعل الرئاسة دورية بين الجنوب والشمال، ثم يقرر الشعب في الجنوب بعد خمس سنوات ماذا يريد".

 

من جانبه اعتبر الناشط والكاتب عبدالله ناجي مقبل أن "الحديث في الوقت الراهن عن الفدرالية كحل هو أمر متأخر"، مضيفاً "علينا أن نفرق بين الفدرالية في الوضع الطبيعي والفدرالية في الوضع غير الطبيعي، وإن لم تكن قد حدثت حرب 1994 كان من الممكن البحث بطريقة هادئة"، معللاً ذلك بأن "القضية الجنوبية فيها نوع من المحاذير والتخوف وعدم الثقة، وذلك لأن الطرف الآخر أنزل الثقة إلى الصفر"، داعياً إلى "العمل السياسي التدريجي، والعقلانية"، مؤكداً أنه "لابد من عمل سياسي احترافي جمعي، وأمامنا فرصة هي مخرجات الحوار التي فيها الحد الأدنى، والفدرالية مع الشمال طريق آمن إذا مارس الجنوبيون السياسة بالشكل الصحيح، فهناك شيء نبني عليه".

 

في المقابل اعتبرت الناشطة في الحراك الجنوبي "عائشة طالب" أن "الفدرالية حسب النظرية لا تمت بصلة لما يحاول نظام الاحتلال أن يفرضه علينا، حتى الحدود خلطوا فيها، باب المندب ذهب لتعز، وأضافوا مناطق شمالية إلى الجنوب، وهذا دليل على تبييت النية لتغيير الخارطة الديموغرافية في الجنوب"، وأشارت إلى أنه "تم إغراق الجنوب في مستنقع القاعدة، ولن يعطونا الفدرالية كطريق آمن للاستقلال"، ودعت "المجتمع الدولي لتبني الإرادة الجمعية في الجنوب، ونقل آمن ومستقر للدولة المستقلة في الجنوب".

 

وفي الأمسية قال الناشط الشاب "حافظ نديم" إن "الفدرالية نظام إداري متقدم لا يمكن رفضه، لكن القضية استحقاق سياسي، والدولة في الشمال يعاد تركيب مؤسساتها السياسية والعسكرية والاقتصادية بعد تفكيكها باتفاق الدول العشر"، معتبراً أن "الفدرالية لا يمكن أن تقام على واقع حرب 1994"، وأشار إلى تجربة حلف قبائل حضرموت الذي قال إنه "رفع مطالباً حقوقية، لكن مراكز النفوذ رفضت هذه الحقوق لأنها مسيطرة على كل شيء وهناك ألوية عسكرية عددها 17 تحكم السيطرة علي الجنوب"، مضيفاً أنه "لا يمكن بناء فدرالية في ظل هذا الحكم العسكري"، وقال إن "العالم يتحدث عن تأمين المصالح الحيوية الملاحية والنفطية وهذه موجودة في الجنوب".

 

عبدالناصر الشيخ، الناشط في الحراك الجنوبي تساءل "كيف (نتفدرل) وأنت لا تملك شيئاً أصلاً، لا جيش، لا أمن، لا أرض تسيطر عليها، ثم كيف يمكن أن تتفق مع الطرف الآخر الذي تحايل على الحكم واسع الصلاحيات وجاء بمحافظ معين ثم أعاد تعيين محافظ آخر رغم أن النظرية كانت تتحدث عن انتخاب محافظين، المجرب لا يجرب".

 

من جانبه شدد الدكتور خالد بامدهف على أن الحل للقضية الجنوبية ليس في الفدرالية، مشيراً إلى وجود "أزمة بين الشمال والجنوب، وحل الأزمة في إيجاد وعي مجتمعي في الشمال والجنوب، وهذا غير ممكن مع النمطية القبلية في الشمال التي تقوم على فكرة الملكية (ملكية الشيخ للقبيلة)".

 

 

واعتبر بامدهف أن "مخرجات الحوار هي ابتعاد كلي وهروب وحلول غير موضوعية، وبالتالي استمرار حالة الصدام بين الشمال والجنوب"، مضيفاً "نحن أمام مشروع تأسيس أقاليم إدارية وليس أقاليم سياسية".

 

وفي الأمسية دعا المهندس جمال مطلق إلى الحديث عن الفدرالية كمفهوم وليس كحل لقضية، في حين قال الدكتور فضل الربيعي إن "الفدرالية نظام عصري جاء في بلدان ديمقراطية استطاعت إلى حد ما أن تقضي على رواسب التخلف والفساد وبالتالي جاءت في وقت لاحق للدولة المركزية في ظل وجود نظام وقانون وديمقراطية"، معتبراً أنه "بناءً على ذلك يستحيل تطبيق فدرالية في البلدان المتخلفة مثل اليمن والعراق وسوريا"، وأن "تحديات الحروب السابقة والحالية وغياب العدالة الانتقالية، والأحزاب السياسية ذات الخلفيات الأيديولوجية الشمولية، ومراكز القوى التي استحوذت على المقدرات، تستحيل تطبيق نظام فدرالية وتجعل الحديث عنها عبث".

 

وأكد أنه "يستحيل أن نحل مشكلة الجنوب، والشمال يتصارع في انفلات شبه الدولة"، لكنه قال إن "في الشمال قوى قادرة على مسك زمام الأمور وفي الجنوب البديل هو داعش اليمن".

 

وفي السياق اعتبر رجل الأعمال "علي عاطف" أن "الفدرالية الافتراضية حلم، لكن الواقع مختلف، والدولة لم تقم في الشمال ولا في الجنوب"، مضيفاً أن "في الشمال الآن صراع بين مراكز قوى، هم الآن يبحثون عن الانفصال، يريدون استعادة الدولة الزيدية الثانية، وهذا ما يحصل، فالسيد والشيخ يتصارعان الآن على الجمهورية العربية اليمنية (الشمال) وبالنسبة لهم الجنوب انتهى أمره، هذا أمر مبشر، لكن علينا أن نبحث عن آليات للاستمرارية، علينا أن نسيطر على المؤسسات الحيوية كالميناء والمطار ونحافظ عليها بعيداً عن الشعارات، ولا نقول لا يعنينا، يجب أن نسيطر على منشآتنا بدون صخب وبدون عنف، أما حكاية الوحدة انسوها، ولا يمكن أن تقوم وحدة أو دولة مدنية في الشمال".

 

ودعت الناشطة الحزبية حواء الهندي إلى التفكير بتعقل لأن الدولة الاتحادية قادمة، وعلينا أن نفكر كيف نتعامل معها، وكيف نخلق رؤية سياسية واحدة وقيادة سياسية متفق عليها.

 

كما ألقيت مداخلتان أخريان من الناشط صالح ذيبان والناشطة المجتمعية ضياء حسن، وكان مسؤول البرامج في المعهد الديمقراطي بمنطقة الجنوب "محمد باشراحيل" قد قال في افتتاح الأمسية إن المعهد لا يفرض آراءً أو اتجاهات، وهو يتيح المجال للجميع لمناقشة أفكارهم ورؤاهم دون قيود.

 

وهذه هي الأمسية الرابعة والختامية التي ينظمها المعهد الوطني الديمقراطي في مدينة عدن لمناقشة قضايا اجتماعية وسياسية ضمن أنشطته وفعالياته خلال شهر رمضان.

 

*من أنيس البارق