آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-11:55ص

اليمن في الصحافة


اليمن أصبحت فى حرب مفتوحة ضد تهديدات القاعدة ومنظمات التطرف التكفيرية

السبت - 26 يوليه 2014 - 02:48 م بتوقيت عدن

اليمن أصبحت فى حرب مفتوحة ضد تهديدات القاعدة ومنظمات التطرف التكفيرية
الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى

(عدن الغد) متابعات::

قال الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى إن بلاده باتت "فى حرب مفتوحة مع القاعدة "، وتعهد باجتثاث القاعدة وعملائها من أراضى اليمن وأن يوسع الجيش اليمنى من عملياته ضد عناصر القاعدة الإرهابية فى شبوة وابين فى جنوب اليمن والتى تعد بحسب توصيف الخبراء أخطر معاقل ومناطق تمركز عناصر القاعدة هناك .. ويقول المراقبون إن الضربات الاستباقية والانتقامية التى تشنها القوات اليمنية ضد عناصر القاعدة تتم وفق منهج يفادى ارتداد اثار القتال سلبا على اقتصاد اليمن.

ويرى خبراء الأمن القومى الأمريكى أن تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية العامل فى اليمن هو الآن من أخطر التنظيمات الإرهابية فى منطقة الشرق الأوسط على المصالح الأمريكية لا سيما بعد استهدافه قبل عدة أعوام لطائرات ركاب أمريكية ، وتتخذ السفارة الأمريكية فى صنعاء إجراءات استثنائية لحماية موظفيها ودبلوماسيها باعتبارهم جميعا موضع استهداف من جانب مسلحى القاعدة .

تجدر الإشارة فى هذا الصدد إلى أن ضابطين فى السفارة الأمريكية فى صنعاء قد تعرضا فى الرابع والعشرين من ابريل الماضى لمحاولة اغتيال وكانا عند مصفف الشعر واشتبكت حراستهما المرافقة مع المهاجمين فاردت اثنين منهما قتلى وتبين أنهما من عناصر القاعدة ، وكشفت "النيويورك تايمز" انذاك عن أن أحد الضابطين هو مسئول فى الاستخبارات المركزية الأمريكية فى اليمن ، أما الآخر فكان ضابطا فى قوة العمليات الخاصة المشتركة التابعة لمشاة البحرية الأمريكية .

وخلال الانتفاضة الشعبية التى شهدتها اليمن فى العام 2011 والتى أطاحت بحكم رئيس البلاد السابق على عبد الله صالح استغلت القاعدة حالة الفراغ الأمنى لتعزيز تواجدها فى جنوب اليمن واعتبارا من العام 2012 بدأ الجيش اليمنى فى ملاحقة عناصر القاعدة وتطهير المناطق التى خضعت لسيطرتهم فى خضم حالة الفراع الأمنى إبان الانتفاضة الشعبية التى شهدتها اليمن ضد حكم رئيسها السابق، و كانت الولايات المتحدة داعمة للتحرك العسكرى اليمنى ضد عناصر القاعدة حيث شاركت طائرات أمريكية بدون طيار فى عمليات الاستهداف والتعقب والاستطلاع لعناصر القاعدة ومراكز تجمعات مقاتليها فى جنوب اليمن .

لكن الحرب بين الجيش اليمنى وعناصر القاعدة باتت سجالا ، ففى منتصف مايو الماضى اشتبكت قوات الجيش اليمنى مع عناصر للقاعدة فى منطقتى شبوة وعزان بجنوب البلاد فى معارك عنيفة أدت إلى مصرع 30 من عناصر القاعدة وعلى الجانب الآخر استشهد 8 من الجنود اليمنيين ، وتبين أن من بين عناصر القاعدة الذين لقوا مصرعهم أعضاء فى تنظيمى أنصار الشريعة الذى يتبنى أفكارا تكفيرية تماثل تلك التى يعتنقها القاعديون .

وكان زعيم القاعدة فى شبه جزيرة العرب ويدعى على بن الاقرع الكاظمى العولقى /والملقب كوديا بالاسم ابو مريم/ قد لقى مصرعه فى العشرين من شهر ابريل الماضى بضربة جوية استهدفته من طائرة أمريكية بدون طيار فى منطقة ابين فى اليمن .

ويقول المراقبون إن استهداف العولقى كان ردا على عملية قامت بها عناصر القاعدة فى شبه جزيرة العرب فى 13 فبراير الماضى ضد السجن المركزى فى العاصمة اليمنية صنعاء أسفرت عن تحرير 29 من عناصر القاعدة الخطرين المحتجزين فيه لصلتهم بالإرهاب، وقام مهاجمون انتحاريون من القاعدة بتنفيذ العملية مستخدمين سيارات مفخخة تم تفجيرها بصورة متعاقبة فى محيط مجمع السجون المركزية فى العاصمة اليمنية صنعاء وأسفر ذلك عن مصرع 7 من حراس السجن وإصابة العشرات من العسكريين والمدنيين .

ولا يعد هذا هو الاعتداء الأول من نوعه لعناصر القاعدة على السجون اليمنية ففى 20 سبتمبر 2013 هاجم انتحاريون منطقة سجون شبوة العسكرية بجنوب اليمن، وفى 30 سبتمبر 2013 هاجمت عناصر القاعدة منطقة المكلا العسكرية اليمنية بقيادة منطقة حضرموت واستولى مهاجمو القاعدة عليها بالكامل إلى أن شنت القوات اليمنية هجوما مضادا عليهم وأجلتهم عن مبنى قيادة المنطقة العسكرية ، وفى 18 اكتوبر 2013 هاجم مسلحو القاعدة فى شبه جزيرة العرب مركز تدريب عسكريا فى منطقة ابين بجنوب اليمن، وفى 31 ديسمبر 2013 هاجموا مبنى مديرية أمن مدينة عدن الساحلية بجنوب البلاد.

وفى مطلع العام الجارى لقى "على صالح العليان جورايام " والمعروف كوديا بالاسم "على جورايام" مصرعه جراء هجوم جوى نفذ بطائرة أمريكية بدون طيار ، ويقول المراقبون إن غارات طائرات بدون طيار التى تشنها الولايات المتحدة على اليمن عادة ما تستهدف الجهاديين الذين قاتلوا فى العراق ، ويعد على جورايام أحد العائدين من تنظيم القاعدة فى العراق، وقد أصاب صاروخين أمريكيين سيارة كانت تقله إلى منطقة "كالكا" فى محافظة الجوف ، ليلقى متشددون حتفهم فى هذا الهجوم كان "جورايام" أحدهم .

وفى الماضى كانت الحكومة اليمنية قد شجعت الشباب على القتال فى العراق ومن ثم العودة للقتال ضد الحوثيين وهى جماعة شيعية متمردة فى الشمال لكن السحر انقلب على الساحر ، ففى أوائل عام 2007 كشفت تقارير صحفية يمنية النقاب عن سفر أكثر من الف و800 شاب يمنى للجهاد فى العراق بل كشفت التقارير عن تدريب بعض هؤلاء الشباب على يد عسكريين يمنيين .

وتعد منطقة الجوف "ملاذا" معروفا لكبار قادة تنظيم القاعدة، وقد ضربت طائرات أمريكية بدون طيار أربع مرات تنظيم القاعدة فى شبه جزيرة العربية خاصة فى منطقة "الجوف" منذ بداية عام 2010 ، وقد شنت الضربة الأخيرة على المحافظة فى يونيو 2013 وقتل فى هذه الضربة الجوية قائد القاعدة فى شبه الجزيرة العربية المعروف باسم "حسن صالح جيردان" وشقيقه وأربعة مقاتلين آخرين ، وفى سبتمبر 2011 قتلت الولايات المتحدة قائد العمليات " أنور العولقى "، والأمريكى "سمير خان" ، مدير تحرير مجلة "Inspire " المتعاونة مع الجهاديين التكفيريين وتعد لسان حالهم فى ضربة جوية على المحافظة .. وفى يناير 2010 استهدف هجوم جوى " قاسم الريمى" القائد العسكرى لتنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية ، إلا أنه تمكن ، مع أحد كبار المسئولين فى التنظيم الإرهابى فى شبه الجزيرة من النجاة من الضربة الجوية .

وفى الثانى من مارس 2014 ، قتلت الطائرات الأمريكية بدون طيار " صالح جابر الشبوانى" واثنين من الجهاديين الآخرين فى غارة على سيارة فى محافظة "شبوة"، وكان الشبوانى على رأس قائمة تضم 25 عنصرا إرهابيا تلاحقهم الحكومة اليمنية ، وقد شنت الولايات المتحدة ثلاث ضربات أخرى فى اليمن فى يناير من هذا العام .

يذكر أنه و بصورة عامة انخفضت فيه وتيرة هجمات الطائرات بدون طيار فى اليمن فى العام الماضى إلى 26 ضربة مقابل 41 فى عام 2012 وذلك تنفيا لتوجهات كشفها خطاب الرئيس الأمريكى باراك اوباما فى جامعة الدفاع الوطنى فى مايو 2013 جاءت على اثر انتقادات دولية متزايدة لواشنطن لشنها هجمات جوية على اليمن وباكستان .