آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-07:17م

أدب وثقافة


بطاقة معايدة من عدن إلى فلسطين المحتلة

الثلاثاء - 29 يوليه 2014 - 02:11 ص بتوقيت عدن

بطاقة معايدة من عدن إلى فلسطين المحتلة
غلاف ديوان الى الفدائيين الفلسطيننن - لطفي جعفر أمان.

عدن((عدن الغد))خاص:

 

عبارةٌ صريحةْ

منائرُ القدسِ على رقابنا ذبيحة 

 

بهذه الجملة ختم الشاعر العدني الراحل لطفي جعفر أمان ( بطاقة العيد )التي يرفضها إخوة الجرح في فلسطين متسائلاً : أيُّ عيد ؟ وأنتم يا أخوتي في فلسطين وسط النار والحديد . الديوان الشعري (إلى الفدائيين في فلسطين ) الصادر عن دار الجماهير بعدن في مايو 1969 احتوى 4 قصائد للشاعر لطفي جعفر أمان هي "اللاجئون","بطاقة العيد","الفارس المدحور","الموت لي .. ولكم الخلود".

 

في قصيدة الفارس المدحور يقول لطفي :


الفارس المدحور ماتْ
الفارس المدحور مات !!
فهبت الحياةْ
تهز في قبائنا 
نسائم الضياءْ
تشق جبهة الجفاف بالربيع والرواءْ
تجيش في البروق..والرعود.. والأنواءْ
تحمل من يافا لنا 
زيتونةً صغيرةْ
زيتونة من زرعنا ريانة نضيرةْ
تضيءُ في بسمتها الشيقة المثيرةْ
آمالنا الكبيرةْ
كرومنا..ديارنا
تاريخنا الجديد
على شعاع فجرنا الوليدْ
كفاحنا الموتور في ثورتنا الملتهبةْ
إصرارنا
لنستعيد أرضنا المغتصبةْ..!
..فاندفع النضالُ
والعنادُ
والفداءْ..
ويضيف في قصيدة اللاجئون :
كتائب الفداء هبت
فاحضني بشراهْ
وعطري دماه
ياقدسُ .. يا ابنة الاله ..


أما في قصيدة بطاقة العيد فيقول :


شكراً على بطاقة التهاني :


(( عيدٌ سعيدْ ))
لكنني - والحقُ يا إخواني - 
أكرهُها
لأنها باردة المعاني
بيضاء كالجليدْ
ميتة .. لا نبضة فيها ولا حرارةْ
حروفها تقتلها مطابع التجارةْ
تلفظها في بؤرة الأسواق 
في حقارةْ .!
ميتة .. يا إخوتي ..
لا نبضة فيها ولا حرارةْ
لأنكم لم تكتبوها
لم تبثوا في حناياها ولا شرارةْ
لأنها ما نبعت منكم ..
من المشاعر الصادقة الفوارةْ
لأنها 
بيتٌ من التاريخ الأجرة .. بالإعارةْ !
ميتة .. يا إخوتي ..
لا نبضة فيها ولا حرارة .!!


*     *     *

يا إخوتي 
لا يبسم النعش لأن بسمة
تطفلت .. وداعبت زهورهْ
لا يصدح الهزار في مقبرة مهجورةْ
والفن لا يجدد الحياة
أو يعيشُ في قياثر مأسورةْ
والشاعر النبي 
لا تحمله أجنحة مكسورةْ
والليل لا يفتح النجوم للفيالق المقهورةْ
والوطن الكبير
من خليجه إلى المحيط 
الوطن الكبير في زنزانة كبيرةْ
زنزانة كبيرةْ
جدرانها هزيمة مصبوغة بعارْ
حراسها الخوذاتُ
والنعالُ
والدولارْ!!
..فلتعذروني 
إن أنا رددتها بطاقة احتقارْ
فلم أزل 
أشم من بلادنا المقهورة الحدودْ
رائحة البارودْ
رائحة الدمار..والفداء والصمودْ
رائحة القدس التي دنسها اليهود!!!


*     *     *

فلتعذروني
 إن أنا رددتها بطاقة حقيرةْ
أو فانبذوا أشعاري الأولى مع الأخيرةْ
لكنني 
أريد أن لا تهملوا 
من كل ما كتبتُ من قصائدي الجريحةْ
عبارةً صريحةْ :
منائرُ القدس على رقابنا ذبيحةْ !!!


ما أشبه الليلة بالبارحة فعار 1967 هو عار الخذلان لما يجري لإخوتنا في غزة وعموم فلسطين , رحم الله الشاعر لطفي جعفر أمان ورحم شهداء فلسطين وتقبلهم !

 

من: أنس خالد