للانتهاء من تابو "الپيريود" السخيف، مرة واحدة وللأبد، احتجت للبحث في مراجع عديدة عن أصل هذه السخافة. لو كان للأمر علاقة بالحياء لاحترمته، أما وأنا أشاهد الرجال يحتفلون "مراتي بتولد"، ولا يخجلون من ذكر كلمة "بتولد" بكل ما تحمله من معاني أكثر خدشاً للحياء المرهف من الحيض. فمثلاً في الولادة تتعرى المرأة أمام الطاقم الطبي، أو على الأقل أمام غيرها من النساء، وتنزف أربعين يوماً لا سبعة أيام، ويقال "نفسة" بشكل عادي جداً، وسط فرحة الأهل والأقارب باكتمال علاقتها مع زوجها التي أثمرت الموهوب الجميل، لا نخجل إذاً من الولادة ولا الدم، لماذا أصبح الحيض تابوها إذاً؟.
وهنا تحضرني أغنية "المصريين اهمه" فتش عن قدماء المصريين ستجدهم أصل كل شيء .. أصل العلم وأصل الخرافة ... فهل تعلم عزيزي المتشدق ب "إذا بليتم فاستتروا" أن أصل الخجل من الحيض، وإخفاؤه يعود لطقس وثني؟ برغم احترام قدماء المصريين للمرأة حد القداسة، وبرغم إيمانهم أن دم الحيض مقدس، ويحمل قوى خارقة حتى أنهم استخدموه للتداوي، إلا أن نقوش أحد معابد حتحور، تخبرنا أن إٍلهاً لم يكن يحب النساء وقت الحيض، ويمنعهن من دخول المعبد.
تخيل معي امرأة فقيرة تريد دخول المعبد كي تطعم أطفالها من القرابين، يجب عليها أن تتعلم إخفاء الحيض، وعندما تبلغ ابنتها، ستعلمها إخفاء مواعيد حيضها أيضاً! على اليهود إثم وافر في نشر ثقافة "الخجل من الحيض" فقد اعتبروه نجاسة وعاملوا الحائض معاملة المجذوم ونشروا ذلك بشكل واسع ..
أما اليونانيون، فكانت لديهم قناعة بأن المرأة وقت الحيض تملك قوىً خارقة، قوى قاتلة في الواقع، "إذا مرت الحائض بين رجُلين مات أحدهما" فكانوا يطلبون من العذراوات أن يطفن بالحقول عرايا وقت حيضهن، إيماناً منهم بأن الحيض سيقتل الآفات! سبب آخر يجعل الفتيات يخفين حيضهن!
سقطت الحضارات وبقيت الخرافة ..
من: مروة مأمون
