آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:01ص

حوارات


قال ان القيادات التاريخية ركبت الموجه وحرفت مسار الحراك.. الرئيس علي ناصر: صالح والبيض عرضوا علي العودة مشفوعة بالمناصب والامتيازات وقلت لهما إننا لا نبحث عن سكن بل نبحث عن وطن

الخميس - 07 أغسطس 2014 - 11:48 ص بتوقيت عدن

قال ان القيادات التاريخية ركبت الموجه وحرفت مسار الحراك.. الرئيس علي ناصر: صالح والبيض عرضوا علي العودة مشفوعة بالمناصب والامتيازات وقلت لهما إننا لا نبحث عن سكن بل نبحث عن وطن
رئيس اليمن الجنوبي السابق علي ناصر محمد - عدن الغد

القاهرة(عدن الغد)خاص:

 قال الرئيس الجنوبي الاسبق علي ناصر محمد ان " الاختلافات لاتنتهي بين الناس ولطالما فرقنا بين الاختلاف وبين الخلاف فمادمنا في إطار الاختلاف فلا بأس ، والمهم أن نتجاوز مسالة الخلاف الذي يسد الآفاق أمام الناس ويوصل الشعب إلى حيرة من أمره كما أشرت في سؤالك ، ونحن نرى أن الشعب ليس في حيرة من امره بل في حيرة من أمرنا، وأمرنا الإشكالي هذا سيأتي يوم ويتجاوزه شعبنا المناضل ولن يلقي له بالاً ، وهذا عين ما قلته في مقابلات سابقة محذرا مِن مَن سميتهم القيادات التاريخية ، بل ذهبت أبعد من هذا منادياً إلى تسليم مقاليد قيادة الحراك والنضال لأهله الحقيقيين وأصحابه الفعليين وهم الشباب اللّذين قادوا الحراك في غياب هذه القيادات التي فاقت من سباتها على اصوات الجماهير لتركب الموجه وتحرف مسار الحراك عن اهدافه وتمزقه، وأفضل أن أكرر هذه الدعوة أكثر من البحث عن جواب لسؤالك إلى متى الذي قد لا أجده وقد لا يأتي".

 

واضاف ناصر في مقابلة نشرته اسبوعية (الحقيقة) المحلية والصادر من عدن في معرض رده على سؤال حول " تحمل القيادات الجنوبية مسئولية ما آل اليه الوضع في الجنوب بما في ذلك الهيمنة العسكرية الشمالية على مفاصل الدولة الجنوبية؟ , (هناك مسؤولية تاريخية اعترفنا بها في وقت سابق من واقع مسؤوليتنا في حكم الجنوب لفترة زمنية معروفة ومشاركتنا في الثورة التي تلاها التأسيس للدولة الفتية وكان يسمى (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)".. موضحا " أما ما آل إليه الوضع في الجنوب حسب سؤالك فالجميع يعلم أننا لم نكن في الحكم عند تحقيق الوحدة في مايو 1990م بعد أن كنا قد وضعناها لسنوات على نار هادئة منذ توقيع أول اتفاقيه لها في القاهرة  ، ولم نكن في الحكم عندما اندلعت الحرب وبالرغم من ذلك كنت حاضرا في محطات عديدة تدعو لعدم تدهور الأوضاع ووصولها إلى ما آلت إليه بما في ذلك محطة توقيع وثيقة العهد والاتفاق قبل الحرب وقلت أن المنتصر في تلك الحرب مهزوم ، محذرا من ما ألت اليه الممارسات الاستعلائية وداعياً إلى المواطنة المتساوية وكان ذلك عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية وعبر رسائل خاصة عديده بعثتها إلى الرئيس السابق علي عبد الله صالح وبقية المسؤولين الاخرين".

 

وقال " أعتقد أن من كان مسؤولا مباشراً عن الأحداث التي أدت إلى هذا الواقع المرير قد بات خارج السلطة وعبر عن أسفه بشكل أو بآخر والمهم عدم تكرار الأخطاء وإفساح المجال للشباب الذي استفاد وسيستفيد من تجاربنا جميعاً ما صاب منها وما خاب ".

وحول التناقضات في خطابه السياسي وعلاقته بالرئيس اليمني السابق علي عبدالله " علينا أن نفرق وأن لا نخلط في مستويات العلاقة بين الشخصي والرسمي والخاص والعام، فعلاقتي بالرئيس السابق علي عبد الله صالح مرت بعدة منعرجات على المستوى الشخصي والرسمي , وعلى المستوى الرسمي كان موقفي من مواقف الرئيس صالح وقراراته وليس منه شخصياً ، ولذلك كانت مواقفي محاكية لمصلحة الشعب عموماً والشعب في الجنوب خاصة منذ 1994م وليس فقط منذ 2007م انطلاقة الحراك مزعجة له ولمنظومة الحكم ومراكز القوى التقليدية المعروفة التي دعمت سياساته وعملت معه بل كانت تقف في صناعة سياساته أحيانا وتباكت بعد ذلك على تلك السياسات ناسبة إياها له بمفرده وهذا عين التناقض وليست مواقفي هي المتناقضة كما أشرت في سؤالك".

 

وعن سلبيات وايجابيات حكمه كرئيس قال ناصر " هناك جيل عايش تلك المرحلة ويحمل ذكرياتها بحلوها ومرها ولاشك أن ينقل ذكرياته للأولاد والأحفاد، وأنا هنا أنتهز الفرصة لأشدد على الأساتذة المؤرخين والمهتمين بالتاريخ المعاصر أفرادا ومؤسسات أن يبذلوا مزيدا من الجهد للقيام بتوثيق الوقائع وجمع ما يمكن جمعه من معلومات وصور ووثائق مفيدة للأجيال التي يجب أن تعرف كل شيء عن السلبيات والايجابيات عن هذه الفترة دون استثناء منذ 30 نوفمبر 1967م وحتى 1990م, وأزعم اني فعلت الكثير في هذا الاتجاه في مذكراتي وفي كتابي عن عدن الحبيبة ( عدن التاريخ والحضارة)".. مؤكدا ان " اهم ما تحقق في هذه المرحلة التي تتحدث عنها هي الامن والاستقرار حيث كان بامكان المواطن أن ينام في بيته أمناً وينتقل من عدن الى المهرة في اقصى الجنوب بأمان اضافة الى تحسن مستوى معيشة المواطن والخدمات ناهيك عن المجمعات الاستهلاكية التي تقدم السلع باسعار مدعومة اضافة الى الانفراج السياسي بين عدن وصنعاء وكذلك العلاقة مع عُمان والسعودية وبقية دول الخليج والانفتاح على المستوى العربي والدولي لما فيه مصلحة الشعب في الجنوب والمنطقة، وهذا لا يعني أنه لا توجد سلبيات في تلك المرحلة التي شاركنا فيها جميعاً".

 

وردا تصريحات سابقة له تحدث فيها عن علاقته بالقيادات الجنوبية وحتى الشمالية بما فيهم شخصيات وقوى نفوذ ساهمت بقدر كبير في نهب مقدرات دولته السابقة , والتي قال فيها علاقة طيبة وانك على تواصل مستمر معهم وهناك احترام متبادل , مع من يختلف علي ناصر محمد ولماذا؟ اجاب " الدولة السابقة هي (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) التي قامت بنضال الجماهير وليست دولتي أو دولة أولادي كما اشرت في سؤالك! بل انا مواطن وتحملت مسؤولية قيادة الدولة مع كافة المسؤولين في الحزب والدولة، والعلاقة الطيبة مع القيادات الجنوبية هي ثمرة التصالح والتسامح الذي لطالما دعوت للاستفادة منه في الشمال بدلا من ان يبقى تجربة جنوبية معزولة بل ومحاربة من قبل السلطة  والعلاقة الطيبة مع القيادات الشمالية هي ثمرة التواصل المستمر لإيجاد حلول لمشكلات البلد عبر عقود كانوا ولايزالوا جزءا منها ولايمكن حلها دون الحوار مع الاطراف المعنية ، وليس على طريقة لا يعنينا !!!.. ثم ما يلبث أن يعنينا جداً !!!.. وأما مع من يختلف علي ناصر محمد فمع كل هؤلاء وغيرهم عندما يكون للاختلاف معنى وقيمة ولا يفسد للود قضية كما يقولون ".

 

 

وفي رده على سؤال حول انه كرئيس لدولة سابق للجنوب لم يورد في اي خطاب له مصطلح ان الجنوب واقع تحت احتلال  , كذلك لم يورد مصطلحات تحرير واستقلال دولة الجنوب ما تعليقك؟ , قال  " لكل سياسي قاموسه اللغوي وخطابه ومفرداته وقناعاته ، واستخدام المفردات التي ذكرتها كالاحتلال والاستقلال والتحرير والاستعمار لم يعد فتحاً ولا اختراعاً يستحق براءة بعد أن أصبحت متداولة على كل لسان حتى من اللذين ارتكبوا خطا في حق شعب الجنوب وينقلون بندقيتهم من كتف الى كتف واقلامهم من مسؤول الى مسؤول ، وتكرارها إمعان في محاكاة لغة الشارع ، وهنا تعبير عن قيادة الشارع للحراك الجنوبي وليس قيادة القادة للشارع وهذه معضلة مهمة في مسيرة نضال شعبنا".

 

وحول كيف يمكن للقيادات الجنوبية بالدرجة الرئيسية ترسيخ مبد التصالح والتسامح؟ أكد الرئيس ناصر ان "التصالح والتسامح أهم تجربة في تاريخ شعبنا وتأييد الشعب لهذه التجربة هو الأس والأساس ، وهذه التجربة التي أحدثت قطيعة مع ماضي الصراعات لن تكون فاتحة لصراعات جديدة مفتعلة وأن تكون ثمة أطراف متضررة كما ذكرت في سؤالك فالشعب بتصالحه وتسامحه سيقول لهم بأن التجربة الناجحة لا يضرها النجاح الإضافي فتعالوا نتصالح ونتسامح، وأكبر دليل على ذلك عندما انطلقت الفعالية الأولى للتصالح والتسامح من جمعية أبناء ردفان وشارك فيها كافة الاطراف وتشابكت الأيادي متجاوزة بذلك الصراعات التي مر بها الجنوب منذ عام 1967م وما قبله وما بعده".

 

وعن ما الذي يدور في اروقة بعض الدول العربية والاقليمية بشأن القضية الجنوبية  وما حقيقة الوساطة الخليجية لحل قضية شعبكم؟ قال " نحن نقدر جهود الأشقاء والأصدقاء في الدول العربية والإقليمية وخاصة مجلس التعاون الخليجي المعني مباشرة بالعملية السياسية في اليمن بعد اعتماد المبادرة الخليجية أساساً لحل المشكلة اليمنية 2011م والتي وقع عليها المؤتمر وحلفاؤه والمشترك وشركاؤه وغابت عنها القضية الجنوبية كقضية جوهرية وأساس موضوعي لماحدث عام 2011م فالحراك الجنوبي سبق مايسمى ثورات الربيع  بنضاله السلمي وقضيته العادلة".

 

 

 وتحدث الرئيس ناصر عن عودة الرئيس العطاس قائلا ان "عودة المهندس حيدر العطاس يمكن أن يتحدث عنها بنفسه بصورة أوفى في ظل توارد الشائعات والأخبار الصحفية التي تناقض بعضها ، وأما العودة كقيمة فنحن مع عودة جميع من في الخارج إلى وطنهم بمافي ذلك القيادات الشمالية المعارضة ولن أذكر أسماء فهم معروفين ولا يجب المساومة بها بأي شكل من الأشكال فهي حق طبيعي".. مضيفا " بالنسبة للعودة على المستوى الشخصي فقد ، قلتها مرارا بأنني لا أساوم في العودة كما لم أساوم بها من قبل حين عرضها علي كل من الرئيس علي صالح ونائبه علي سالم مشفوعة بالمناصب والامتيازات وقلت وها أنا أكرر : إننا لا نبحث عن سكن بل نبحث عن وطن , وبناء الوطن يحتاج إلى جهد وتضحيات جماعية وليس سكن وامتيازات شخصية".

 

وفي معرض رده على سؤال (عرف عن الرئيس ناصر هروبه من فشل الوحدة اليمنية , وقلت في تصريحات انك لم تكن طرف في توقيعها بل ان البيض طلب خروجك من اليمن من  اجل توقيعها ؟ من يتحمل فشل الوحدة وما موقفك انت بعد كل ما تعرض له شعبك على يد الغزاة ؟) أكد " أنا لم أوقع على وحدة 22 مايو 1990 بالطريقة والاتفاق الذي تم بين كل من الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني علي سالم البيض والرئيس علي عبد الله صالح وفق اتفاق نفق جولدمور, بل وقعت على أول اتفاقيات للوحدة في القاهرة 1972م وعملنا على وانهاء المظاهر المسلحة في المناطق الوسطى في الشمال وعملنا على انجاز الدستور وقيام المشاريع المشتركة وقيام المجلس اليمني، وتلك الخطوات المتدرجة كانت تستهدف تحقيق الوحدة على أسس سليمة ومرحلية بدأنا العمل على جزء منها ولم نستكمل حتى خروجنا من السلطة, وفشل الوحدة الذي تتحدث عنه قد أفصح عنه علي سالم البيض نائب الرئيس السابق في مقابلة أخيرة مع قناة بي بي سي قبل أيام وقال أنه أدرك الخطأ بعد توقيع الوحدة موضحاً الأمر من وجهة نظره كطرف معني ومسؤول عما حدث .. ولا معنى ولا قيمة اليوم بتقديري في مسالة تعليق الفشل على رقبة من؟ وشماعة من ؟ بل المهم كيف ننقذ شعبنا مما حل به بسبب ذلك الفشل وهذه مسؤولية الجميع ؟!".

*تم تحرير المادة في (عدن الغد) نقلا عن اسبوعية الحقيقة المحلية