آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-10:27ص

حوارات


الشاعر العراقي احمد المهاجر لـ عدن الغد : الوضع الأمني والاضطرابات السياسية في كل منطقة يؤدي إلى رحيل العديد من الشعراء والأدباء

الأحد - 17 أغسطس 2014 - 12:18 م بتوقيت عدن

الشاعر العراقي احمد المهاجر لـ عدن الغد : الوضع الأمني والاضطرابات السياسية في كل منطقة يؤدي إلى رحيل العديد من الشعراء والأدباء
الشاعر العراقي احمد المهاجر

العراق (عدن الغد) خاص :

أحمد علي جاسم الخزاعي (المهاجر) شاعر عراقي من مواليد  18/4/1985 بدء مشواره في  كتابة الشعر منذ أن كان طالبا وتطور في تأليف الشعر بفضل مساعدة أسرته وتشجيعها له .

 

ويقوم احمد على نشر قصائده على قناته الخاصة بموقع اليوتيوب وأيضا بمنتديات ستارتايمز التي كان مشرف عليها بوقت سابق ، حيث تلقى إعجاب العديد من المشتركين .

 

تحدث المهاجر لـ عدن الغد عن بداياته في كتابة الشعر وعن الأسباب التي أدت إلى اندثار الشعر العربي وعن تراجع المدن العربية التي اشتهرت بالأدب والشعر والفن .

 

حاوره : ماهر درهم

 

 

1_ متى اكتشفت أن لك ميول للشعر ؟


اكتشفت بأني أملك الموهبة لكتابة الشعر تحديدا ً كان في عام 2004 ولحد ألان أتذكر ذلك الموقف حيث كنت سهران من اجل المذاكرة للامتحانات وفجأة وأنا أتأمل أتت في بالي كلمات بسيطة وعملت منها بيت ابوذية ووقتها شعرت بسعادة كبيرة لأني اكتشفت انه ُ في مقدوري ان اكتب الشعر بدل أن أبقى أحفظه فقط .


2_لمن الفضل يعود في تشجيعك لكتابة الشعر وإلقائه في بداياتك ؟


بالحقيقة يعود الفضل في ذلك إلى عائلتي لأنهم جميعا ً يتذوقون الشعر وأمي بالأخص كانت تنشد الشعر في البيت مما جعلني في كل مره أنصت إليها واردد ماتقوله حتى استسغت ُ تلك المفردات وبت ابحث عن شعر جديد أحفظة وهكذا إلى أن بدأت بحفظ قصائد شعرية كثيرة منها الشعر الشعبي وأيضا الشعر الفصيح . مما جعلني أحظى بإذن موسيقية جيدة في الأوزان والقوافي وهذا ساعدني كثيرا ً في تأليفي للشعر والتنوع في القصائد التي كنت أحفظها مما أعطاني صور شعرية مختلفة استطيع أن أترجمها بإحساسي واكتساب خبرة أكثر في طرق كتابة فن القصيدة وهكذا .


3_ متى تكتب الشعر ؟


طبعا ً هذا السؤال مهم جدا ً لأنه بالوقت الحالي نجد اغلب الشعراء يكتب في اليوم الواحد أكثر من قصيدة مما يجعل المفردات متشابهة والأفكار نفسها والمضمون لا يحمل موضوع مهم لكن بالنسبة لــ أحمد المهاجر فأني أصوم فترة بين قصيدة وأخرى مايقارب شهر او شهرين والسبب أحب أن اكتب قصيدة حقيقية ومن موقف جاد وواقعي وليس خيال فقط .


لذلك اغلب قصائدي هي ترجمة حرفية لمواقف حقيقية . وإضافة إلى ذلك عندما أتوجه لتأليف الشعر أذهب إلى مكان أستسيغه ُ جدا ً وهادئ وهو متنزه عائلي بالقرب من منزلي  اجلس هناك اكتب قصيدتي  واستطرد في التفكير والحرص على قول مفردات ذات معنى ولكن سهلة للمقابل من حيث الفهم والمضمون ولكن على الأغلب مقدمات القصائد تأتيني على حين غره فأحفظها في ذاكرتي ومن ثم اذهب إلى المكان المنشود لأكملهن ، وأحيان أخرى ولكن بشكل قليل اكتب الشعر في حاسوبي الشخصي وكانت قصيدتي الأخيرة (شابع جروح) قد كتبتها كما ذكرت آنفا ً .

 

وهناك بيت شعري يعجبني كثيرا ً ودائما ً أردده ُ على لساني قبل أن اكتب الشعر لاستلهم منه ُ عاطفتي وبوح قريرتي (ألا ياطائر الفردوس إن الشعر وجدان ٌ) حيث يريحني كثيرا ً هذا البيت قبل أن اكتب لأنه ُ يذكرني دائما ً بأن الشعر ماهو إلا ترجمة للوجدان والأحاسيس والمشاعر لذلك يجب ان يكون جميل وعلى قدر كافي من الحنكة الشعرية والصور الجميلة والمحتوى المؤثر في قلوب الناس . فجمهورك هو سر نجاحك . لذلك قبل أن تفكر بنفسك كشاعر واجب أن تحرص على التفكير بالناس في قبولهم لما تكتب وهذا مهم جدا ً ونحن في زمن تتذوق فيه الناس الشعر بشكل كبير جدا ً وبالأخص في العلاقات العاطفية والحزن . وسأستطرد لكم عن الحزن في الإجابة عن السؤال التالي .

 


4_ ماهي القصيدة التي تشعر أنها المميزة من بين كل القصائد التي كتبتها ؟ ولماذا ؟


شكرا ً على رقي هذا السؤال . فعلا ً هناك قصيدة تلامس قلبي بمجرد التفكير بها ودائما ً لو أحببت أن اردد كلمات قصائدي أول قصيدة أبدأ بها هي قصيدة (توادعينة) التي كانت ولازالت من قصائدي المفضلة . حيث كتبتها عن قصة حقيقية فيها فراق وحزن ودموع والشعر الحزين هو الأقرب دائما على القلب والأكثر شيوعا ً لدى الناس . حيث لكل منا قصة حزينة تلامس قلبه وتعصره ُ بقوة والمنفذ الوحيد لزفير تلك الحسرات هو سماع كلمات حزينة تجعلك تأخذ نفس عميق وتتأمل في كل مافاتك وتحن إليه . فنحن بطبيعتنا (نحن إلى الماضي لأننا لانستطيع تغييره) . سأكتب لكم بعض كلمات قصيدة توادعينة وهي موجودة على اليوتيوب في قناتي هناك.

،
توادعينه وبقت بس الذكريات
تأخذني لهواك وانتفض سكته
تهل دموع عيني من أريد أنساك
بس هواي صعبه وجرحي صبرته
صدگ ما ألومك من يصح عتاب
مو طبعي الملامه وطبعي جربته
بس إحساس عاشگ عندي چان وياك
خلص كل حياته وبيك سالفته
چنك وي غيري واني مو وياك
چن عينك بعينه وشفتك بشفته
اعذرني لشكوكي واني مو معصوم
بس فراگ شخصك ماتحملته

 

 

5_ من هو شاعرك المفضل ؟


بصراحة هناك الكثير من الشعراء المفضلين لدي ومنهم على المستوى الشعبي . كريم العراقي . كاظم إسماعيل الگاطع . كاظم السعدي . سمير صبيح . جبار رشيد . أما فيما يخص الفصيح . فأعشق عباس بن الأحنف وأمرؤ القيس . وعنتر بن شداد وايضا قيس بن الملوح .


6_ برأيك لماذا بدء الشعر العربي بالاندثار وهل سيعود إلى سابق عهده ؟


السبب هنا يعود لتذوق الناس للكلام الشعبي والإزلاف عن الشعر الفصيح . لان الشعر الفصيح يحتاج لغة قوية لمجاراته ُ وفهم مضمونة ومعانيه . إضافة إلى ذلك مدرسة الشعر الحر وروادها بدر شاكر السياب ونازك الملائكة قد فتحوا آفاق جديدة في مفهوم الأدب والشعر فباتت الناس تستلذ بالكلام الحر أو القصيدة الحرة لأنها قريبة إلى قلب لسهولتها بالإصغاء والتأليف إضافة إلى الشعر الشعبي الذي يعتبر من بطون المجتمع وطياته ُ لمناقشة أوضاعه ُ السياسية والأمنية وحتى فيما يخص الوجدان والحب والغزل والعتاب وأيضا ً الأسلوب الساخر في القصائد الشعبية مفهوم ومحبب للجميع فكل هذه الأسباب أدت إلى الابتعاد عن القصيدة العمودية الفصحى والبقاء بنسبة قليلة من متذوقيه ومحبيه مقارنة ً بالشعر الحر والشعبي . ولدي إضافة للجواب وهو الشعر النبطي الذي هو مستنبط من القصيدة العمودية الفصحى وهذا مايتميز به شعراء الخليج العربي .


7_ كانت مدينة عدن  قبلة الأدباء والكتاب والشعراء والفنانين العرب ففيها سكن الفنان اللبناني مرسيل خليفة والفنان العراقي جعفر حسن وغيرهم ، والان تغير كل شيء وصارت عدن مدينة الحب والفن والامن والسلام مدينة الانفلات الامني والفوضى ماهو تعليقك على هذا التحول ؟


قبل الدخول في الجواب مباشرة ً لدي حب كبير للبلد الشقيق اليمن وشعبه ُ وأهله ُ . فهناك كان الأصل للعرب حيث يعود نسب القبائل العربية الأصيلة دائما إلى اليمن وهذا شرف كبير جدا ً باعتبارها المنطلق للحضارة العربية . كيف لا وهي أول مدينة قامت بتشييد  سد عظيم ذكره ُ التأريخ ليومنا هذا وهو سد مأرب . إضافة إلى ذلك جمال طبيعتها وإرثها الحضاري العتيد . ونحن نعلم إن المدن العظيمة تجلب فضول الشعراء والفنانين والمواهب في استكشاف جمال هذه الطبيعة الخلابة والغوص في أحضان المجتمع للامتزاج به ِ والتأليف عن عاداته ِ وتقاليده . ومدينة عدن أعطت الكثير وأنجبت الكثير من فطاحل اللغة والأدب والشعر . . فيما يخص التحول .  فالوضع الأمني والاضطرابات السياسية في كل منطقة تكون هي السبب الرئيسي لنزوح الفئة التي تم ذكرها آنفا ً . حيث ان الشاعر او الكاتب او الروائي يحتاج إلى خيال ممزوج بالحقيقة غالبا ً وهذا الخيال يأتي من الفسحه الهادئة والشعور بالأمان في منطقة ما . ولكن الأوضاع الأخيرة في اليمن الشقيق كان لها سبب في إزلاف الفئة المنشودة بالسرد . وهذا حصل أيضا في بغداد بأيامنا هذه . حيث أبناء البلد نفسهم تركوها وهاجروا من فنانين وشعراء وأدباء وحتى على المستوى العلمي من أطباء ومهندسين وغيرهم . فكيف بالغريب الذي ياتي طالبا ً للعلم والمعرفة .. القصد هنا كل هذه المسميات تكون موجودة بوجود الأمن والأمان


8_ كلمة أخيرة توجهها لقراء صحيفة عدن الغد ؟


أحب أن أهديكم تحيه كبيرة جدا ً ومن لُبَّ قلبي فالأشخاص الذين يقرأون ويتابعون هم من سيشكلون الفارق . هم أصحاب التغيير . فالإنسان المثقف هو المفكر الذي يناقش أوضاع بلدهُ والعالم والبحث عن حلول وغيرها . فشكرا ً لكم على متابعتكم وهذا إن دلَّ على شيء فهو دلالة واضحة على رقي أفكاركم ونقاء قلوبكم . بالختام كل الشكر للغالي ماهر على هذه الاستضافة الجميلة والشكر موصول إلى كادر الصحيفة من الألف إلى الياء . ربي يسعدكم جميعا . تحياتي . الشاعر احمد المهاجر