آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-03:31ص

ملفات وتحقيقات


لماذا يطالب الجنوبيون بالانفصال عن الشمال !!

الثلاثاء - 19 أغسطس 2014 - 11:37 ص بتوقيت عدن

لماذا يطالب الجنوبيون بالانفصال عن الشمال !!
خريطة الجنوب

عدن (عدن الغد) كتب / عدنان يسلم:

لقد انفجر الوضع بالجنوب في عام 2007 وحتى اليوم ,وفجر الشعب الجنوبي ثورة تبنت النضال السلمي بالمسيرات والمظاهرات والمهرجانات التي تطالب بمطالب حقوقية للعسكريين والمدنيين الجنوبيين الذين تم تسريحهم بعد حرب التي قضت على الوحدة وتم اغتيالها عن طريق الدبابات والطائرات والجيوش الجرارة  ,, ورغم سلمية الثورة الجنوبية الا انها تعرضت لقمع وحشي فقتل وجرح الالاف من ابناء الجنوب وزج بمثلهم في السجون وتعذيبهم بصور بشعة ,, وليس هذا فحسب بل حوصرت عدة مدن منها عدن التي حوصرت أكثر من مرة ومنع الدخول والخروج منها ومدن في الضالع التي تعرضت منازل العديد من الاهالي فيها الى القصف حتى استوت بالارض وليس هذا ولا ننسى مجزرة اللواء 33 البشعة التي راح ضحيتها أكثر من 27 مدنيا كانوا يقومون بعزاء في احد مدارس المدينة هذا اللواء الذي يقوده السنحاني ضبعان .. وهناك شبوة  ولحج التي حوصرت بالدبابات والانتشار العسكري وتحولت الى ثكنات عسكرية مدججة بالسلاح والجنود مما تسبب بحالة هلع لدى الاهالي .. .

 

ومنذ العام 94 والجنوب يعيش على هذا الوضع كوضع احتلال فكل أنواع الإذلال نالوها من سلطات صنعاء العسكرية ,, وما ان تاكدت صنعاء من انتصارها على الجنوبيين الا وباشرت باعمال السلب والنهب للممتلكات العامة والخاصة ومنحها لاقارب القوى النافذة بصنعاء عسكرية دينية قبلية "كعائلة الاحمر وقبيلة سنحان  الذين نالوا حصة الاسد من ثروات الجنوب أما  بستيلأهم على الأرضي  الجنوبية  بحجة استثمارت  وأهميهة  في عدن,حضرموت وشبوة  او الثروة السمكية التي باعوها لدول مجاورة بملايين الدولارت  تاركين الجنوبي الفقير يهم قوت يومه او الثروة النفطية التي نهبوها منذ عام 1994 والتي يعتمد عليها اقتصادنا بشكل رائيسي , تاركين شباب وشابات الجنوب دون عمل او تعليم جيد او حتى  منح دراسية للمتوفوقين, بل ان هناك بعض المتنفذين الشماليين  يتم صرف  اكثر من منحة دراسية لأولادهم في امريكا وبريطانيا بينما يتم توقيف منح الطلاب الجنوبيبن في الهند والسودان , ولم يكتفي المتنفذين في صنعاء بهذا الاعمال الحقيرة بل باشروا بوضع خطة دموية وتم تصفية المئات من الكوادر العسكرية والأمنية والمدنية  ولا تزال تلك العمليات مستمرة حتى هذا اللحظة , لكي تسهل تلك العمليات لصنعاء سهولة السيطرة على الجنوب والتحكم في ثرواته ويدار من صنعاء .. بل ان ممارسات صنعاء العبثية بحق كل ما هو جنوبي تتوسع فهي سعت ولا تزال تسعى لطمس الهوية الجنوبية فقامت بتغيير مسميات العديد من المعالم الاثرية التي تمثل حالة رمزية للجنوب وقامت بتغيير أسماء الشوارع والمدارس والمستشفيات في مسعى حقودي منها لأنهى كل ما يمت للجنوب بصلة باعتبارها ان الجنوب فرع عاد للأصل أي ان الجنوب تابع لصنعاء  .. اضافة الى العملية الممنهجة التي تقودها عصابات لتدمير التعليم في الجنوب من اجل خلق جيل جاهل فاشل لا يعرف الكثير عن الجنوب , فرئينا كيف قامت بتغيير المنهج الذي كان يدرس بمدارس الجنوب وقامت بتدمير الجامعات الجنوبية اهمها جامعة عدن والعديد من المعاهد العلمية والمهنية التي كانت تنتج كوادر شبابية مثقفة قادرة ,واعية وفعالة في المجتمع ,, اليوم من ياتي الى عدن وينظر للحال الذي وصلت له تلك المعاهد والعملية التعليمية بشكل عام وكان اخر تلك المهزلة ما رئينا من اكبر عملية غش بامتحانات وزارية لهذا العام الدراسي الجاري 2014م  على مستوى العالم ولعل ما يؤكد على حقيقة تدمير فقد وزير التربية والتعليم بحكومة الوفاق الحالية الدكتور محمد الاشول الذي اكد لصحيفة الايام اليومية ان الجنوب يشهد عملية تدمير ممنهجة للعملية التعليمية من العام 1994 م وهذا اكبر دليل وواضح على صحة ما نقوله هنا وهذا الشهادة فيض من غيض ..

 

 

 

ولا ننسى الفتاوى الدينية الصادرة عن كبار عملاء الدينار ,,عفواَ ! اقصد علماء  الدين لديهم كالديلمي وزير العدل في تلك الفترة والذي اصدر فتوة اباح من خلالها لقتل الجنوبيين باعتبارهم ملحدين واشتراكيين كفرة وليس هذا وحسب بل ان الفتوى اباحت قتل الاطفال والنساء بذريعة ان المقاتلين الجنوبيين يستخدمونهم دروعا بشرية اثناء المعارك وهذا ذريعة مجافية للحقيقة والواقع , وقد ادان كبار علماء الدين الإسلامي هذا الفتوى منهم الشيخ علي جمعة شيخ الأزهر في تلك الفترة الذي استنكر الفتوى وطالب بسحبها .. والى اللحظة لا تزال هذا الفتاوى كما هي فلم يسحب هذا الزنديق فتواه ولم يقدموا اعتذارا ولو خجولا للجنوبيين على هذا الفتوى وباقي جرائمهم ..

 أن دعوات ومطالبة الجنوبيين بالانفصال لم تاتي من فراغ فالجنوبيين هم من سعى للوحدة قبل الشماليين وهم من قدم التنازلات من اجل قيام الوحدة ليس لشي الا لان الوحدة تمثل طموح عربي وفريضة اسلامية , ومن اجلها   فقد تنازلنا عن العلم والعملة والدستور وعن منصب رئيس الدولة والعاصمة , لقد ضحى الجنوبيين بكل هذا قيادة وشعبا من اجل الوحدة لكن ما هي الا سنوات حتى ظهر غدر الغادرين ونذالة الشركاء والتي بدات تدريجيا من تهميش صلاحيات الجنوبيين في السلطة والثروة وإقصائهم وتهميشهم  , واستمر الوضع أربع سنوات على هذا الحال حتى ضاق الجنوبيين ذرعا وعاد علي سالم البيض الى عدن وماهي الا شهور حتى شنت صنعاء حربها على الجنوب وسيطرت علية سيطرة تماما وأعلنت انتصارها يوم 7 يوليو 1994 م .

 

وتأتي مطالبة الجنوبيين بالانفصال نظرا لعدم قدرتهم على تحمل اعباء الوضع القائم , فلا مأكل ولا مسكن ولا وضيفة ولا تعليم ولاصحة مجانيين التي كانت تتوفر ايام الدولة الجنوبية السابقة التي قضت عليها صنعاء ,,  فسرح الالاف من العسكريين والمدنيين ودمرت العديد من المؤسسات المدنية ,, وهجر مئات الالاف من ابناء الجنوب الى المهجر بحثا عن عمل لتوفير قوت عائلاتهم وعدم قدرتهم تحمل الممارسات والمعاملات العنصرية من قبل سلطات صنعاء بحق المواطنين الجنوبيين الذين يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية ,, اما القيادات الجنوبية العليا والوسطى والدنيا فقد شردت في بلدان عربية وأجنبية عدة حتى يومنا هذا , والتي لم يحالفها الحظ بالمغادرة  اما تم تصفيتها جسديا او انها اختفت من المشهد مع دخول قوات الشمال الى العاصمة عدن ولا احد يعلم مكانا لديكم صالح السيلي الذي كان محافظ لعدن اثناء تلك الحرب وغيره من القيادات  ..

 ومن اجل ايجاد عمل ثوري وسياسي جنوبي منظم فقد أنشى في  الداخل الجنوبي العديد من القوى الثورية فكان في صدارتها جمعية المتقاعدين العسكريين التي انشائها العميد ناصر النوبة ومعه الزعيم حسن باعوم ويعتبر  باعوم والنوبة من اوائل القيادات الجنوبية التي كسرت حاجز الخوف وخرجت امام الة القمع لسلطات صنعاء منذ العام 2007 بداية انطلاق الحراك الجنوبي السلمي .. وفي السنة 2009 انظم الى الحراك الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض الذي وقع على الوحدة في جولدمور  ,, وهناك العديد من القوى الشبابية التي انشئت واضافت دفعة قوية للزخم الثوري كاتحاد شباب الجنوب والحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب .. وبعد العام 2011 م تأسست العديد من القوى والتيارات الجنوبية المطالبة بالانفصال عن الشمال ..

 

خلاصة القول الجنوبيين اليوم يريدون الانفصال لتحسين اوضاعهم المعيشية والعيش بكرامة  لان الصبر فاض بهم من ممارسات صنعاء التي مورست ضدهم طيلة العقدين الماضية ,,, يسعون لخلق حياة كريمة وتحسين أحوالهم لا ان تزيد سوءا وهم يرون ويعتقدون  ان تحسين أحوالهم لن يحدث إلا بالانفصال . الجنوبيين يحنون لعودة الدولة الجنوبية السابقة التي كانت تحفظ لهم حقوقهم ’ لم يعد لدى الجنوبيين بعد سنوات الاذلال والتجويع أي تحمل للبقاء في ضل هذا الوحدة التي حولتها القوة في صنعاء الى غنيمة حرب بعد ان كانت طموح قومي لدى الشعب الجنوبي الذي تنازل عن العلم والعملة والدستور والعاصمة عدن قدم قيادتنا كل شيء لأجل الوحدة .

 

ان انفصال الجنوب عن الشمال لا يحتاج لعصى سحرية لكي يتحقق بل يحتاج الى استمرار المظاهرات السليمة, السلمية , السلمية  التي تضمن حقن دماء شباب وشابات الجنوب. ان نظام صنعاء اليائس يسعى بشتاء السبل الى استدراج شبابنا  الى  العنف والذي  سيأثر سلبياً على الرأي العام في الخارج و الداخل عن دعم القضية الجنوبية. فحذاري كل الحذار أيها  الشباب على اعطاء نظام  صنعاء مثل هذه الفرصة لكي يجهضوا  الثورة السلمية لأستقلال الجنوب.