آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-08:26ص

أخبار وتقارير


للتاريخ ليس إلا : (صنعاء )هذه الليلة تشبه عدن قبل 20 عاما

الخميس - 21 أغسطس 2014 - 08:36 م بتوقيت عدن

للتاريخ ليس إلا : (صنعاء )هذه الليلة تشبه عدن قبل 20 عاما
أسر جنوبية نزحت من القصف الذي كانت تمطر به قوات الشمال العسكرية مدينة عدن في صيف 94م - ارشيف

صنعاء(عدن الغد)خاص:

على طول طريق مزدحمة يسير الآلاف من المتظاهرين عصر يوم الأربعاء وسط العاصمة اليمنية صنعاء وذلك قبل يومين من موعد أخير وضعه زعيم جماعة الحوثي في اليمن السيد "عبدالملك الحوثي" للحكومة اليمنية وطالب فيها بإقالة الحكومة وإلغاء رفع حكومي للدعم عن المشتقات النفطية .

وعلى طول الشارع ذاته يراقب المئات من الناس سير هذه التظاهرات في حين يبادر العشرات من مالكي محال تجارية إلى إغلاق أبوابها والوقوف على حافة الرصيف.


يرفع المتظاهرون في هذه التظاهرات شعارات متعددة بينها شعارات جماعة الحوثي واعلام فلسطينية لكن قليلون منهم من يرفع إعلام وطنية يمنية.
مع حلول مساء يوم الخميس باتت الحالة الانسانية في صنعاء على اشدها يشبه الأمر إلى حد كبير مدينة عدن قبل 20 عاما حينما حاصرت قوات من الجيش الشمالي مدينة عدن في الـ 6 يوليو وبات يدرك أهالي المدينة ان مدينتهم قد لاتصمد ساعات اضافية.


بالقرب من نقيل "جبل يسلح" يراقب عشرات الجنود عشرات السيارات المارة في طريقها إلى صنعاء واخرى في طريقها مغادرة المدينة على عجل .


في الـ 6 من يوليو 1994 حبس عشرات الالاف من أهالي مدينة عدن انفاسهم وهم بانتظار دخول الالاف من جنود جيش اليمن الشمالي إلى مدينتهم .


عاش أهالي هذه المدينة ساعات انتظار مؤلمة في انتظار دخول هذه القوات ومع صبيحة الـ 7 يوليو كانت القوات الشمالية تجوب شوارع مدينة عدن وحينها باشر الالاف من جنود الجيش الشمالي نهب مدينة عدن ومؤسساتها ومنازل المسئولين ولم يتركوا كل شيء.
على بعد كيلو مترات قليلة من العاصمة اليمنية صنعاء يرابط الالاف من الحوثيين ورجال القبائل من شمال اليمن من اتباع جماعة الحوثي في انتظار لحظة الانقضاض على المدينة التي لطالما حوت في وضمت عشرات المسئولين والشخصيات القبلية التي نهبت الشمال والجنوب على حد سواء .

 

مساء الـسادس من يوليو 1994 قضى عدد من المسئولين الجنوبيين ليلتهم وهم يجهزون امتعتهم استعدادا للرحيل عن المدينة وتخوفا وترقبا مما سيحدث في الـ 7 من يوليو وبمثل هذه التفاصيل يعيش عشرات المسئولين المحسوبين على نظام الرئيس اليمني السابق "علي صالح" وعلي محسن الاحمر" وحزب الاصلاح وقيادات كثيرة ليلتهم مساء يوم الـ 21 أغسطس 2014 .
مساء الـ سادس من يوليو 1994 اغلقت عشرات المحال التجارية بمدينة عدن الساحلية استعدادا لدخول القوات الشمالية إلى المدينة ومساء الـ 21 أغسطس 2014 اغلقت مئات المحال التجارية على عجل في العاصمة اليمنية صنعاء .. ذات المشهد يتكرر ولكن بعد 20 عام بالتمام والكمال.

الكعك الكعك
على صفحته بالفيس بوك ناشد القيادي الشاب في جماعة الحوثي "علي البخيتي" كافة الاسر صناعة كميات كثيرة من الكعك والحلويات لتقديمها إلى المعتصمين الذين قال أنهم سيدخلون صنعاء يوم الجمعة .
التاريخ يعيد نفسه قبل 20 عام من اليوم ناشدت قيادات موالية للواء علي محسن الاحمر وعلي عبدالله صالح كافة الاسر في الشمال تقديم يد العون وصناعة الكعك لتقديمه لافراد الجيش الذين كانوا يزحفون صوب عدن.

لاتظنوا ماعبر بايولي

 


في أغسطس من العام 1994 وقف شاعر شعبي من محافظة ابين خلال حفل زواج أمام العشرات من الشعراء الشعبيين في المحافظة والقى قصيدة شكى فيها حال الجنوب ومدينة عدن على وجه التحديد.
قال الشاعر في قصيدته يومها :" لاتظنوا ماعبر بايولي .. عادني راها تحمحم مخيلة .. بايظلي السلب والنهب داخل .. عاصمتكم عاصمة كل حيلة .


تنبى الرجل قبل 20 عام بان صنعاء سيؤل مصيرها إلى ذات المصير الذي قادوا مدينة عدن اليه .


يومها سخر الشعراء من هذا الشعر وردوا عليه مؤكدين ان صنعاء تبدو قوية ولايمكن لها الانكسار .
دارت الايام واعاد التاريخ نفسه ..

 


مساء صنعاء هذه الليلة يشبه مساء مدينة عدن قبل 20 عام .. تاريخ لايرحم