آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:41م

اليمن في الصحافة


تقرير : نذر الحرب الأهلية باليمن بتدخل إيراني

الجمعة - 22 أغسطس 2014 - 11:40 ص بتوقيت عدن

تقرير : نذر الحرب الأهلية باليمن بتدخل إيراني

صادق هزبر - صنعاء صحيفة مكة السعودية

تشهد اليمن حراكا كبيرا ومعقدا وتصعيدا للأزمة التي بدأت منذ ٢٠١١ إبان ثورة الشباب مما يهدد بتقويض عملية الحوار ومخرجاته المبنية على أسس المبادرة الخليجية ويدفع بانزلاق البلاد نحو الفوضى.
وبدأت جماعة الحوثي حصار صنعاء من اتجاهاتها الأربعة فضلا عن حفر الخنادق والمتاريس ونشر المسلحين على مشارف العاصمة ونصب الخيام في مداخلها وساحة التغيير للتعبير عن رفضهم لرفع أسعار المحروقات، مما حدا بالدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية لإدانة هذا التحريض المنحرف عن عملية الحوار.
ودعا سفراء الدول العشر المعتمدين في اليمن أمس عبدالملك الحوثي، زعيم الحوثيين أو من يسمون أنفسهم “أنصار الله” إلى احترام القانون وحفظ النظام، مؤكدين أنه “لن تقبل أي أفعال تهدف إلى التحريض أو إثارة الاضطرابات”.
وأعاد سفراء الدول العشر في رسالة موجهة إلى الحوثي تذكيره “بدعوة مجلس الأمن الصادرة بتاريخ 11 يوليو التي تطالب الحوثيين بالانسحاب من صنعاء والتخلي عن المناطق التي تم الاستيلاء عليها عن طريق القوة وتسليم السلاح والذخيرة المسلوبة من المنشآت العسكرية إلى سلطات الدولة”.
ويرى مراقبون أن استمرار مثل هذا التصعيد يحمل نذر حرب تلوح بالأفق.


مجلس الدفاع الوطني

وترأس الرئيس عبدربه منصور هادي أمس اجتماعا استثنائيا وطارئا للجنة الأمنية العليا ومجلس الدفاع الوطني في إطار متابعة المستجدات على الساحة وما تتعرض له البلاد من محاولات لإجهاض العملية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقراري مجلس الأمن في هذا الخصوص.
ودعا هادي إلى رفع درجة الاستعداد واليقظة من قبل القوات المسلحة والأمن لمواجهة كافة الاحتمالات.
وقال إن الدولة لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذا التهديد الخطير الذي يمس اليمن كله وليس العاصمة فقط على أساس أن صنعاء هي كل اليمن.
وكان هادي قد أكد بأن الخيار “الذي لن نحيد عنه هو الدفاع عن المكاسب الوطنية والمضي إلى الأمام من أجل بناء اليمن الجديد والوقوف بكل حزم عبر اصطفاف وطني عريض يحمي ثوابت الشعب في الحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة والنهج الديمقراطي وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل”.
وقال “لا يزال رهاننا اليوم على شعبنا اليقظ كما كان بالأمس والذي بمقدوره إسقاط كل الحجج والدعوات المشبوهة لخلخلة النسيج الوطني”.
وكان الرئيس قد التقى جميع قيادات الدولة واللجنة الأمنية والأحزاب والمنظمات الجماهيرية واتفق الجميع على ٨ بنود تمثلت في إدانة استخدام العنف بكافة أشكاله وصوره ورفض منهج الترهيب وسلوك القوة والاستيلاء على المدن بالقوة.
كما اتُفق على الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة الوطن وحماية نسيجه الاجتماعي وصيانة مكتسباته الوطنية وعدم السماح لأي طرف بجر البلاد نحو الاقتتال والفوضى والدمار.
ثالثا التأكيد على أن الجمهورية والوحدة والديمقراطية ومخرجات مؤتمر الحوار قواسم مشتركة لكافة أبناء الشعب وقواه السياسية والاجتماعية والمدنية.
رابعا فقد تم التأكيد على الالتزام بكافة متطلبات إنجاز التسوية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ولوثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الشامل وما يترتب على ذلك من استحقاقات في مقدمتها صياغة الدستور والاستفتاء عليه وإجراء الانتخابات والتهيئة لذلك.
وخامسا أكد اللقاء على ضرورة الاستمرار في إجراءات الإصلاح الاقتصادي والخدمة المدنية والدين العام والعمل على مكافحة الفساد وتعزيز الإيرادات النفطية وغير النفطية، كما يجب الالتزام بالإجراءات التقشفية التي تم تبنيها من قبل الحكومة.
سادسا دعا اللقاء إلى الابتعاد عن الاستغلال السياسي للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد واستغلال معاناة الناس لتحقيق مكاسب سياسية على الأرض، وضرورة التعامل بمسؤولية وطنية مع كافة الإجراءات التي تُتخذ لإنقاذ الاقتصاد الوطني من الانهيار.
وسابعا دعا اللقاء الأطراف الوطنية إلى تجاوز الخلافات وتحرير الخطاب السياسي والإعلامي من أية دعوات مناطقية أو مذهبية أو طائفية وتحريمها والعمل لنبذ ثقافة الكراهية وتعميق أواصر الوحدة الوطنية وتعزيز قيم التسامح.
وأخيرا أقر اللقاء تشكيل وفد وطني للتواصل واللقاء مع الحوثيين للتأكيد على هذه المبادئ والدعوة للشراكة الوطنية المسؤولة من خلال لغة الحوار والوفاق ونبذ العنف والتهديد والتصعيد وإغلاق الطرق.


دخول إيران على خط الأزمة

وقبيل أن تنتهي اليوم الجمعة المهلة الزمنية التي حددها الحوثيون لحكومة الوفاق للتراجع عن قرارها في الزيادة السعرية للمشتقات النفطية وبعد وساطة قادتها سلطنة عمان وبعض الدول الأخرى لدى إيران التي دخلت على خط الأزمة اليمنية هذه المرة بقوة ودون مواربة كما الحال سابقا.
وأدلت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم بأول تعليق إيراني رسمي على تطورات الأوضاع الجارية في اليمن.
وأكدت أفخم في مؤتمر صحفي أسبوعي في طهران أن بلادها تدعم الاتجاهات السياسية في اليمن، وفي ذات الوقت تأمل أن تستجيب الأطراف السياسية للمطالب المشروعة للشعب، في إشارة منها إلى المطالب التي أعلنت عنها جماعة الحوثي.
وأعربت عن أملها في أن يتم تشكيل مستقبل سياسي في اليمن على أساس الشراكة، ومشاركة جميع الفصائل والأحزاب السياسية، الأمر الذي عدّه مراقبون تصريحا يكشف عن هدف جماعة الحوثي من تصعيدهم الأخير، وهو استغلال عواطف الناس واستخدامهم سلما لتحقيق المزيد من المكاسب السياسية.
وكان عبدالملك الحوثي قد دعا في خطاب متلفز بثته قناة “المسيرة” مساء الأحد الماضي، اليمنيين إلى الخروج لإسقاط حكومة الوفاق.


الحوثي حليف مسلح

تقول تقارير إعلاميه إن ضغوطات كبيرة تمارسها أذرع طهران في اليمن لثني جماعة الحوثي من المشاركة في أي حكومة قادمة والتي يجري التشاور حولها بين مختلف القوى السياسية وإن طهران تريد أن يظل الحوثي جناحا مسلحا.
كما ذكرت مصادر أن دعوة عبدالملك الحوثي إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية، أثارت حفيظة تيارات محلية على علاقة مباشرة بإيران، وأن جبهة إنقاذ الثورة التي يرأسها البرلماني أحمد سيف حاشد دخلت في خلاف حاد مع جماعة الحوثي، بعد أن كانت تربطهما علاقة قوية منذ حملة 11 فبراير.


سيناريو حصار السبعين يوما

لقد جاء تطويق العاصمة بمجاميع مسلحة نصبت نقاطها في منطقة الصباحة غربا وهي طريق توصل العاصمة بالحديدة أهم منافذ الحركة التجارية، وتطل المنطقة على منزل الرئيس هادي أيضا.
كما توجد مجاميع مسلحة أخرى في المدخل الجنوبي للعاصمة ومن اتجاه الشرق للتحكم بطريق العاصمة المؤدي إلى حضرموت ومصادر النفط والغاز التي تزود العاصمة كما سيكون وجودها في مناطق قريبة مِنْ مطار صنعاء الذي سيكون من السهل استهدافه عبر التشكيلات المسلحة للحوثيين التي توجد في حي الجراف وغيره من أحياء العاصمة وضواحيها.
ويبدو المشهد كأنه سيناريو لنفس الحصار الذي واجهته صنعاء في أواخر 1967 وأوائل 1968 والشهير بحصار السبعين يوما بين قوى ثورة سبتمبر والقوى التابعة لأسرة بيت حميد الدين التي كانت حاكمة آنذاك.