آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-07:55م

أخبار وتقارير


اليمن: تحركات حاشدة للحوثيين في صنعاء تذكي مشاعر انفصال وسط البلاد

الأحد - 24 أغسطس 2014 - 05:02 م بتوقيت عدن

اليمن: تحركات حاشدة للحوثيين في صنعاء تذكي مشاعر انفصال وسط البلاد
المئات من الجنديين في تظاهرة حاشدة في اب ابريل الماضي - عن صفحة الاقليم على الفيس بوك

من صالح أبوعوذل

 القت التوترات السياسية والعسكرية التي تشهدها العاصمة اليمنية صنعاء منذ ايام بظلالها على محافظات يمنية تقع في الوسط او ما بات يعرف بمحافظات اقليم الجند , حيث خرجت على مدى الايام القلية الماضية تظاهرات في اقليم الجند وهي تظاهرات  مناوئة لحركة الحوثي الشيعية في شمال اليمني التي تتبنى هي تظاهرات مناوئة للحكومة اليمنية على خلفية رفع الدعم عن المشتقات النفطية , بعد ان هدأت المواجهات المسلحة بين الحوثيين والاخوان المسلمين في محافظات الجوف ومأرب.

 

الاسبوع الماضي كان حافلا بالكثير من المتغيرات , حيث خرجت تظاهرة شهدتها مدينة تعز كبرى مدن اقليم الجند تقدمها مسئولون في السلطة المحلية الحاكمة وجماهير غفيرة , ورفعت في التظاهرة لافتات جددت رفضهم لما قالوا انها مساعي أيرانية لتمكين الشيعة الموالين لها من حكم البلاد.

 

وتسببت تلك الدعوات في عملية ارباك للسلطات الحكومية في صنعاء مما نتج عن ذلك فشل مفاوضات كانت الحكومة اليمنية تجريها مع جماعة الحوثي بهدف ايقاف تمددهم ناحية العاصمة صنعاء واسقاطها كما تقول وسائل الاعلام الرسمية.

 

وطالب المتظاهرون في تعز  بشكل صريح فصل اقليم الجند عن صنعاء لكي يتجنبوا الصراعات المذهبية التي يشهدها شمال اليمن  منذ عقود زمنية .

 

ناشطون يمنيون من اليمن الاسفل قالوا  ان الحشد الحوثي في صعدة اذكى في اليمن الاسفل (اب وتعز) مشاعر الانفصال عن صنعاء , خصوصا  وانه لم يتم وضع اي معالجات للقضايا العالقة هناك.

 

ويرى سياسيون يمنيون ان عدم حل قضية الحرب الاهلية التي وقعت في الثمانيات او ما عرف بحرب المناطق الوسطى قد تسببت في تنامي مشاعر الانفصال عن الاكثرية الزيدية التي يقولون  انها تتحكم في البلاد منذ زمن الحكم الملكي حين ذاك.

 

لكن يبدو ان الحشد الحوثي لأسقاط صنعاء ليس سببا في تنامي دعوات انفصال اليمن الاسفل بل ان هناك دعوات سابقة ولكنها لم تخرج الى النور بشكل جدي.

 

يقول محمد البعداني  من أب ان " الشوافع في اليمن الشمالي تعرضوا لاضطهاد ومورس بحقهم ابشع انواع التنكيل والقتل والحرمان".. موضحا في حديث لـ(عدن الغد) ان حروب المنطقة الوسطى واعمال القتل الوحشية التي كانت ترتكب بحق ابناء تعز واب لا يمكن بأي حال من الاحوال ان ننساها او ننسى اهلنا الذين ذهبوا نتيجة صراعات الزيود".

 

وعرفت حرب المناطق الوسطى  على انها حرب بالوكالة قامت في الجمهورية العربية اليمنية , وكانت في المناطق الوسطى في اليمن ( تعز - إب - البيضاء - ذمار - ريمة وغيرها).

وذكر مؤرخون ان "  تدهور الظروف المعيشية وتفشي الظلم وحرمان الناس من خدمات الثورة والجمهورية من أهم الأسباب التي دفعت المواطنين للإنضمام للجبهة".

 

 وبالرغم من أن بعض الكتابات ترجع البدايات الأولى لأحداث المناطق الوسطى إلى فترة الستينيات. إلا أن المرحلة الأهم في نشاط الجبهة كانت في الفترة التي أعقبت مقتل الرئيس إبراهيم الحمدي، ومع تولي علي عبد الله صالح الحكم في 17 يوليو 1978، وقد امتد نشاطها الملتهب نحو خمس سنوات.

 

يذكر البعداني ان دعوات استقلال اقليم الجند كانت قد بدأت عقب سقوط نظام علي عبدالله صالح , وان دعوات جدية لكنها مغيبة اعلاميا ,  تهدف لاستقلال دولة اليمن الاسفل او دولة اقليم الجند.

 

ولفت الناشط البعداني الى ان ناشطين من أب كانوا قد انشأوا صفحات رسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تدعو  علانية الى  استقلال اقليم الجند ولعل من بين تلك الصفحات التي تضم عشرات المناصرين صفحة (إقليم إب اليمنية كلنا واحدمن أجل التحرير والإستقلال) , حيث تزين حائط الصفحة اعلام الاقليم الخضراء وعبارات تندد بالمناصرين لحكومة صنعاء من ابناء اب.. مؤكدين انهم سيناضلون حتى استقلالها عن صنعاء واقامة حكمها الذاتي .

 

وكتب القائمون على الصفحة بالقول " أكبر ظلم واكبر خطيئة وأكبر خيانة للوطن وللمواطن وللحقوق والكرامات في ضياع حقوقنا أصحاب إب و تجرعنا ألام وظلم وتهميش (الوحدة المشؤمة)  واليوم نتجرعها مره اخرى باسم العدل وباسم الحوار".

 

وتساءلوا "  الي متى ونحن نتعرض للظلم والتهميش والاقصاء مرة اخرى ولكنها هذه المرة من نوع ثقيل أصحابها تفننوا في طبختها وفي الظلم والاقصاء والتهميش وبرعاية داخلية شمالية وجنوبية وخارجية , ناس باعوا ضميرهم وناس باعوا ا أخلاقهم وناس باعوا أمانتهم ليبنوا  (يمن جديد) سهل  التدمير والانحطاط والهدم مهما دام صموده لأنه بني على باطل وظلم وقهر وقتل وتهميش وحقد وكراهية".

وقالوا انه " بني  من اجل اشخاص لهم نفوذهم ومواقعهم ومصالحهم الضيقة وليس على اسس العدل والمساوة والحرية والكرامة وطن للجميع وليس لفئة المصالح الشخصية والنفوذ لذلك مابني على باطل فهو باطل مهما دام صموده , انظروا الى حال (الوحدة اليمنية المشؤمة) بنيت على باطل فانتهت.. نعم لأنها بنيت على ظلمنا وتهميشنا".

 

وقالوا ان " يوم الـ 25  من يناير  يوم انتهاء جلسات مؤتمر الحوار اليمني  كان أخر يوم في حياة الوحدة اليمنية المشئومة".

 

وكتبت الناشطة اشواق البعداني قصيدة شعرية تنبأت فيها بتحرير بلادها من الاحتلال الزيدي كما تقول.

وقالت :

بضع على راسي علم بلادي وقول يارب

فرج علينا فانت يا ربي عالم بخافي الحال

أشكي عليك يارب ظلم الاعادي

وشكي متى العبيد تصحي والانذال

والله ما قد ملك همي غير بلادي

والله ما بايفرحني الا سرور الاحول

وقول بايجي يوم وتتحرر بلادي

ويجازي الله اعدائنا بخيب الآمال

 

وكتب مشرف الصفحة عن الوحدة اليمنية والاحتفال الاخير بها قائلا " اليوم وجه لنا سؤال من اخواننا الاول من أبناء الجنوب والثاني من أبناء الشمال ,  فقال الجنوبي انتم من أبناء العربية اليمنية لماذا لم تحتفلون  بعيد الوحدة اليمنية  , مثل المحافظات الشمالية الاخرى ,  وقال الشمالي يا أصحاب إب لماذا لم تحتفلون مثلنا بهذا اليوم أوقد كم جنوبيين مؤدين لهم , فكان ردنا عليهما "

 

 

  كان في دينها العاب نارية سرقوها الصوص تبعكم لجيوبهم فسكت فجوابنا لهم خافوا الله يا ظالمين الله ينتقم منكم يا جنوب ويا شمال اذا توحدتم توحدتم على دمائنا وإذا اختلفتم كمان على حساب دمائنا الله لا سامحكم بتقتلوا  القتيل وعم تمشوا في جنازته الله ينتقم منكم".

 ويتهم الجنديون نظام صنعاء بقتل الآلاف من ابناء ابن وتعز لعل ابرزهم كما قالوا الرئيس ابراهيم الحمدي والقيادي الاشتراكي جار الله عمر ".

 

ويقول مراقبون للوضع في اليمن ان " الظلم والاضطهاد الذي يمارسه الزيود على سكان الشوافع في أب وتعز يعزز من دعوات الاستقلال , مما يعني ان اليمن الذي توحد في عام 1990 بين العربية اليمنية واليمن الديمقراطية في طريقة الى التقسم الى عدة دول لعل في الابرز هو استقلال دولة اليمن الجنوبي  السابقة واستقلال تهامة اليمنية والجند في حين ان الزيود سيتمكنون من السيطرة على صنعاء  والمحافظات الأخرى التي تخضع لسيطرتهم المذهبية".