آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-07:27م

فن


العلاقة بين الفن والطعام في معرض باريسي

الأربعاء - 27 أغسطس 2014 - 06:46 م بتوقيت عدن

العلاقة بين الفن والطعام في معرض باريسي
يستضيف متحف «لا بوست» (البريد) الباريسي في داخل قاعات «لو بيتيه موزيه دو مونبارناس» (متحف مونبارناس الصغير) الذي يتوسط أحد أجمل أحياء العاصمة الفرنسية وأكثرها رواجاً بالأحداث الفنية منذ ثلاثينات القرن العشرين، معرضاًً ناجحاً يجذب إليه الباريسيين وغيرهم من ريفيين وسياح، تحت عنوان L’Art fait ventre «الفن يربي البطن».

باريس((عدن الغد))الحياة:

 

يستضيف متحف «لا بوست» (البريد) الباريسي في داخل قاعات «لو بيتيه موزيه دو مونبارناس» (متحف مونبارناس الصغير) الذي يتوسط أحد أجمل أحياء العاصمة الفرنسية وأكثرها رواجاً بالأحداث الفنية منذ ثلاثينات القرن العشرين، معرضاًً ناجحاً يجذب إليه الباريسيين وغيرهم من ريفيين وسياح، تحت عنوان L’Art fait ventre «الفن يربي البطن».

 

ويتمركز الحدث حول العلاقة الواضحة في بعض الأحيان أو غير الواضحة بتاتاً في مرات أخرى، بين الفن من رسم وتصوير فوتوغرافي أو سينمائي أو نحت بحسب الحالة، والطعام على أنواعه. والمقصود هنا كيفية إستخدام الوسائل الدعائية للفن بهدف الترويج لسلعة غذائية محددة سواء عن طريق تقديم هذه السلعة مباشرة في شكل صورة أو رسم، أو على العكس الإستناد إلى رمز معيّن مثل شخص سعيد أو طفل باكٍ يبتسم فجأة أو إمرأة متعبة من أشغال المنزل تشعر في ثوان بالراحة والإستجمام، إثر تناول هؤلاء جرعة من مشروب ما أو لقمة من منتج غذائي ما أيضاً.

 

وفي الحالة الأولى حيث تتم الإشارة إلى السلعة بوضوح تام، يتعرض الفنان المطلوب منه تنفيذ الصورة أو الرسم إلى قيد المبالغة في ما سينفذه، ذلك أن مُنتِج السلعة يرغب في فتح شهية المستهلك عليها ويشترط بالتالي أن يفوق مضمون الإعلان واقع السلعة إياها بمراحل، ما يدفع بالفنان إلى إستخدام ألف حيلة وحيلة لتحلية الطعام أو المشروب حال ما تلجأ الاستوديوات السينمائية إلى المكياج مثلاً أو إلى الوسائل التكنولوجية العديدة «رتوش» لإزالة العيوب من فوق وجه نجمة ما إذا شاركت في إعلان يخص منتجاً تجميلياً أو عطراً أو دار أزياء راقية. وإضافة الى تقديمه النماذج المتعددة والمختلفة المتوافرة أصلاً، في شأن توضيح الروابط الكامنة بين الفن والطعام، يضيف المعرض نقطة طريفة في حد ذاتها تتلخص في الطلب من فنانين إختارتهم اللجنة المنظمة للحدث، أن يتصوروا هذه الروابط على طريقتهم وأن يعبّروا عنها طبقاً لما يمليه عليهم خيالهم من دون أن يكونوا قد خضعوا أساساً إلى ضغط من قبل معلن ما يفرض على كل واحد منهم شروطه.

 

وبين هؤلاء بيلار ألباراسين وجيل باربييه وروزلين دولاكور وستيفان سولييه وبريجيت دومالو وغيرهم، وتأتي مبتكراتهم بمثابة تجميل حقيقي للأعمال المطروحة في المعرض، لما تتضمنه من كسر للصورة التقليدية التي تخص الإعلان المروّج للسلع الغذائية ومهما تميز هذا الأخير به من طرافة وغرابة وخروج عن المألوف. ولم يتردد الفنانون المعنيون للجوء إلى البشاعة مثلاً أو إلى سلع فاسدة من أجل تدعيم فكرة الحلاوة التي تتصف بها سلعة ثانية. كما لجأ بعضهم إلى تقديم رسم لحيوان ميت لفتح الشهية على منتج غذائي أساسه اللحم مثلاً.

 

وتستمر زيارة المعرض خارج جدران المتحف وفي عدة مطاعم صغيرة مجاورة له وافقت على المشاركة في الحدث عن طريق إبتكار وجبات طيبة ومتنوعة حاملة لأسماء اللوحات والصور المعلقة في المعرض، بخاصة تلك النابعة من خيال الفنانين وإذا بدت بشعة، مقدمة الدليل على أن الإعلان البشع قد يروّج لسلعة لذيذة وشهية على عكس ما هو مألوف عادة. والمعرض مستمر حتى 20 أيلول (سبتمبر) من الشهر المقبل.

 

من: نبيل مسعد