آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-11:17ص

ملفات وتحقيقات


إلى الحزب الإشتراكي اليمني : يكفي خذلان يا رفاق

الجمعة - 29 أغسطس 2014 - 12:02 ص بتوقيت عدن

إلى الحزب الإشتراكي اليمني : يكفي خذلان يا رفاق
حتى لا يصبح الحزب مختطفاً ومعطل الهيئات ومصادر القرار ومستلب الهوية ..لابد من ضرورة المبادرة والتصحيح الثوري.

تعز((عدن الغد))خاص:

 

كتب: فاروق السامعي

 

حتى لا يصبح الحزب مختطفاً ومعطل الهيئات ومصادر القرار ومستلب الهوية ..ضرورة المبادرة والتصحيح الثوري :



من منطلق حرصنا على الحزب الذي آمنا به كمنظومة فكرية عقائدية وإطار سياسي يمثل قيم الإنسانية ، ويعمل على نُشدان دولة مدنية تسودها حرية التعددية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية ، ويمثل طبقات وشرائح المجتمع ، ويلتزم بنضاله التاريخي وقضيته الأساسية المناصرة للعمال والفلاحين والطبقات المستلبة في حقوقها أو حقها الكامل بالمواطنة والحقوق ، حزب يعيش هموم الناس اليومية ويصبح صوت من لا صوت له ، وهو الأمر الذي تنصل منه الحزب و فُصل تماماً عنه وعن الأهداف التي ولد من رحمها ، وناضل في سبيل تحقيقها . 


يمر الحزب بحالة من النجاح السياسي على المشهد العام وفشل المنظومة السياسية الحاضنة ، على حين لعب العقل الفردي للأمين العام الدور الأساسي لذلك النجاح المجمع عليه من مجمل القوى السياسية وشرائح المجتمع المختلفة ، في حين شكل غياب العقل الجمعي والعمل المؤسسي حالة تغيِّب للهيئات والأعضاء ، أوصل الحزب إلى مرحلة فشل بنيوي عام ، وانفلات على كافة الأوضاع المنظومية ، وسد الباب أمام طلبات الانتساب الكبيرة للانضواء في عضويته .

 


لقد شكلت حالة التحول الحزبي من حزب عقائدي فكري مؤسسي إلى حزب جماهيري انتخابي انسداداً شبه تام للرؤية والهوية السياسية ، في ظل غياب التوافق التنظيمي على ذلك والانعدام التام للوعي المجتمعي الذي يمكن أن يكون حاضناً لذلك التحول وأرضية خصبة له ، وانعكس ذلك التحول والانسداد على تحول دوائر الحزب الرئيسية إلى مسميات شكلية مفرغة من وظائفها ، وصادر بموجبه الهوية والنهج والبرنامج ، وأوجد فجوة فكرية عميقة بين أعضائه القدامى من جهة والمنتسبين إليه من جهة أخرى ، والذي كان أبرز أسبابه تجميد نشاط الدائرة الثقافية والفكرية والإعلامية وتحويلها إلى دائرة شكلية غير منتجة ، وزج بشبابه في حالة توهان فكري وصراع مجايلة عدمي نتيجة لذلك الشرخ والتحول.

 


ومن الصعب إنكار ترسيخ النظام الداخلي للحزب حالة استبداد المركز والرأس في القيادة الهرمية للمنظومة وحافظ على مركزية القرار الفوقي وصادر الشراكة الحقيقية للهيئات والمنظمات الموازية لسلطة المركز في القرار الحزبي العام ، وهو الأمر الذي يحتاج لإعادة النظر فيه من أجل خلق ديمقراطية حقيقية تشارك فيه كل الأوضاع الحزبية ، وتحد من استفراد الرأس أو المركز بالقرار الحزبي.

 


ونكاد أن نشهد انهياراً وشيكاً للمنظومة نتيجة هذا الوضع الذي سهل لقوى انتهازية اختراقه أو العودة إليه من الباب الخلفي للثورة الأخيرة التي سطر ملامحها الرفاق ، ووصول بعض هذه القوى لمراكز هامة في القرار الحزبي ، مما جعل المشروع الوطني التقدمي _مشروع الإنسان والدولة المدنية التي كان يؤثث لها ويتمثلها الحزب_ مختطفاً ومعطل الهيئات ومصادر القرار ومستلب الهوية ، فيما الرفاق منشغلون بخوض صراعات الإنابة واستنساخ ولاءات زائفة لذواتهم المشروخة وتفصيل الحزب واستنساخ منظماته وفق مقاسات لا تليق إلا بهم.



لماذا المبادرة الثورية :


بعيداً عن تقديم تفاصيل جذور أزمة الحزب التي يدركها كثير من الرفاق ، وتحتاج لها حلقات نقاش مستفيضة وحوار داخلي يشارك فيه الجميع ، ويكون هذا الحوار العام بملازمة فعلية لحراك ثوري داخلي حقيقي يستعيد به أعضاء الحزب ومناصريه هوية حزبهم اليساري وهيئاته المعطلة وقراره المصادر ودوره الطليعي وبرنامجه الغائب وقطاعات شعبية مغيبة عنه ، ولكننا هنا نذكر بعض النتائج الراهنة لتلك الأزمة ومنها :


• غياب الهوية الحقيقية والمسار الواضح للحزب . 
• التحول غير المدروس من حزب عقائدي فكري وأداة سياسية إلى حزب جماهيري انتخابي في ظل انعدم الأرضية الذاتية والوعي الشعبوي لذلك التحول ، جعل من الحزب مجرد استمارة انتساب وبطائق عضوية وطوابير تتذكر انتماءها عندما تجد مصلحة في ذلك ، مما أفقد الحزب العضو المؤدلج الذي يمتلك الهوية والوعي ويتسلح بالأيديولوجية ، وهذا التحول جاء بملازمة تعطيل دوائر الثقافة والفكر والإعلام ومحاربة المبادرات الممكنة لسد ذلك الفراغ ، ونتج عن كل ذلك صراع هوية بين أجيال الحزب وبروز الفساد القائم على انتماء المصالح وتغوُّل قوى انتهازية فيه عادت إلىه من الباب الخلفي للثورة .
• تغييب الهيئات عن ممارسة مهامها المقررة ، وجعل القرارات والمواقف المصيرية للحزب تتخذ بصورة فردية أو توافقية بين بعض القيادات وحسب أمزجة أفراد جعلوا من أنفسهم أوصياء على الحزب وفوق كل هيئاته ومنظماته.
• وصول الحزب كجسد تنظيمي ومنظومة مؤسساتية إلى حالة موات حقيقي بسبب شيخوخة الرأس وفساد الوسط رغم فتوة القاعدة والتوسع الكبير لمساحة المناصرين والمطالبين الدخول في عضويته.
• استنساخ وتصدير المشاكل الفوقية والصراعات لكل هيئات الحزب ومنظماته وخلق ولاءات خاصة وقائمة على المصلحة في أُطر القيادات الوسطى واستبدل الولاء والانتماء الحزبي بتشكيل شلل وعصبويات تُكِنُ لبعض القيادات الولاء بدلاً عن الفكر والحزب ، مما جعل تلك الهيئات والمنظمات غارقة في صراعات مستنسخة أو بالإنابة عن تلك القيادات الفوقية المتصارعة والمتحكمة في كل قرارات الحزب ، وهو الأمر الذي غيب كل منظومة الحزب عن أدراك الإنفلاش في كل الأوضاع ، وجعل من تلك الانقسامات والصراعات سبباً لبقاء الأوضاع كما هي ومبرراً لبقاء تلك القيادات واستمراراً لتحكم مزاجها الفردي في قرارات الحزب وتوجهاته.
• فقدان شرعية الاستمرارية والبقاء لمعظم الهيئات والأوضاع الحزبية ووصولها إلى وضع المنحلة شرعياً بحسب النظام الداخلي وغياب نصابها القانوني بشكل دائم منذ أكثر من ست سنوات 
• الغياب الكامل للهيئات والمنظمات الحزبية وانفلاش مجمل الأوضاع الحزبية أعاق تماماً عملية التنسيب والاستقطاب للحزب وجعل مصير تلك الطلبات الكبيرة والتي تتزايد يوما بعد أخر منذ بداية الثورة الشبابية تغرق في المجهول وتكاد أن تتحول للمضاد.
• عدم القدرة على معالجة مشاكل أعضاء الحزب المسرحين من وظائفهم المدنية والعسكرية والمخفيين قسرياً والمصادرة أملاكهم ، أو تلك الناتجة للثورة الشبابية والشراكة السياسية وحكومة الوفاق الوطني.
• غياب الشفافية الحزبية والمصارحة وتعطيل النظام الداخلي ومصادرة القرار الحزبي الديمقراطي الصادر عن الهيئات الشرعية أو التي كانت كذلك ، كل ذلك جعل من أعضاء الحزب أدوات بيد القوى الأخرى أو تحت رحمتها ، وجعل من رفاقنا وقود حرب إنابة تدار بين تلك القوى.
• عدم تصدر الحزب للقضية الجنوبية وتمثيلها بوضوح كونه الحامل التاريخي لها وجذره الذي لا يستطيع الانسلاخ عنه أفقده ثقة الجنوبيين به وبرر للكثير من رفاقنا التمرد عليه ومقاطعة مؤتمراته واجتماعاته ، وهو الأمر الذي أنعكس على تعطيل الهيئات العليا وشل نصابها بشكل دائم.
• غياب الرؤية السياسية الواضحة مما أفقد الحزب هويته السياسية اليسارية وأوجد فجوةً وشرخاً كبير بينه وبين الفئات التي كان يمثلها.
تصور للحلول الممكنة
• الدعوة إلى حوار حزبي داخلي حقيقي في كل الأطر والأوضاع الحزبية كمقدمة جادة لتنقية الأجواء وتصفية الصراعات ، والوصول إلى هوية إيديولوجية واضحة للحزب وبرنامج وخطاب إعلامي واضح الهوية والهدف.
• وقف تمرير مشروع المجلس الحزبي "الكونفرنس" الذي دعت إليه بعض القيادات وشكلت لذلك لجان تحضيرية من الموالين لها لتحديد المعينين فيه وتقاسمه مبكراً ، وهو الأمر الذي يعني تأبيد هذه القيادات في مواقعها ووصايتها على ترقيع الشواغر والتعيينات المزعومة في إطار اللجنة المركزية والقيادات الوسطى ، متناسين أنهم جزء رئيس من مشكلة الحزب وأزمته ، وانفلات  أوضاعه ، وحالة الموات التي وصل إليها ، وأن حالة "الكونفرنس" قد فقدت شرعيتها كونها تأتي بين مؤتمرين اعتياديين وشرعية كاملة للهيئات تسمح بشغل الشواغر البسيطة في إطار تلك الهيئات ، وهو الأمر الذي سقط بمجرد انتهاء الزمن الشرعي بين مؤتمرين ، وخروج كامل الهيئات عن نطاق الشرعية وتعثرها المزعوم وغير المبرر في إقامة المؤتمر العام السادس وإيصال مجمل الأوضاع الحزبية إلى حالة افلاس كامل وتعطيل كل الهيئات واستحواذ مجموعة أفراد قرارات الحزب ، واعترافها الكامل بذلك وإقصاء الحزب عن المشهد السياسي المتسارع وحرمانه من فرصته التاريخية التي أتت إليه بفضل نضالات أعضائه في الثورة وحرمت القاعدة الشعبية الكبيرة التي أصبحت تراهن عليه من أحلامها في الحرية والعدالة والمدنية.
ومن العار أن تعيد تلك الهيئات غير الشرعية والتي أصبحت جزء مهم من أزمة الحزب استنساخ نفسها بواسطة هذا المشروع أو الارتهان لقراراتها في حل مشكلة هي التي شاركت في صنعها وتحاول إدارة الحزب بها وصولاً لتأبيد نفسها في واجهة الحزب عبر هكذا مشروع ، ونحن نستند على هذا الرفض من خلال النظام الداخلي الذي يفصل بيننا.
• الدعوة للمؤتمر العام السادس للحزب وتحديد موعده النهائي وإقامة مؤتمرات كافة المنظمات الحزبية سوءً تلك التي عقدت مؤتمراتها أو التي تعثرت ، كون البناء التنظيمي الحقيقي والصحيح لا يكون إلا من القاعدة وعبر مؤتمرات وليس عبر ترقيع فوقي وترميمات وتعينات شخصية.
• التوافق على تشكيل لجنة تحضيرية عليا للمؤتمر القادم من خارج إطار الهيئات القديمة والقائمة وتعميم ذلك على كل المنظومة المؤسسية للحزب.
• الاعتراف المبدئي بوجود فساد في الهيئات الحزبية وتفعيل دور الرقابة والمساءلة القانونية وفصلها عن الهيئات التنفيذية ، وتحويل من ثبت إدانتهم للرقابة الحزبية أو للسلطة القضائية العامة .
• تفعيل دور دائرة الثقافة والإعلام في الأمانة وفي كل المنظمات الحزبية ودعم الصحف والنشرات والمنشورات الحزبية والتوعوية في كل منظومات الحزب لمواجهة التحول الجماهيري والزخم الكبير لطلبات العضوية ، والعمل على إيجاد خطاب إعلامي واضح الهوية والتوجه.
• إعادة النظر في الشراكة السياسية والتحالفات القائمة وفق قراءة موضوعية لتاريخ تلك الشراكة ومنتوجاتها والمشاركة في حكومة الوفاق الوطني مع مراعاة رأي قواعد الحزب ومنظماته بحيث تحدد تلك القراءة والرؤى صيغ التحالفات السياسية الممكنة.
• التفعيل الحقيقي لدور الشباب والمرأة في اطر الحزب ومناصبه القيادية وإشراكهم في رسم هوية الحزب وصياغة النظام الداخلي وتحديث بنيانه التنظيمي.
• تقديم تصورات لنظام داخلي جديد للحزب ، يحمل رؤية سياسية يسارية واضحة ، ويفصل بين سلطات الحزب الثلاث التشريعية والتنفيذية والرقابية ، ويحظر ازدواجية المناصب القيادية والتنفيذية والرقابية ، ويحد من ديكتاتورية القيادة ، ويؤسس لفيدرالية الحزب ونزع الممكن من سلطة المركز ، ويعيد النظر في شروط عضوية مكتبه السياسي ، ويراعي الدور التاريخي المتمثل في الانتصار لقضايا العمال والفلاحين والفئات المسحوقة والمهمشة .