آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-02:10ص

ملفات وتحقيقات


تحليل : هادي ليس بحاجة إلى حرائق إضافية في ( الجنوب)

الجمعة - 29 أغسطس 2014 - 01:08 ص بتوقيت عدن

تحليل : هادي ليس بحاجة إلى حرائق إضافية في ( الجنوب)
اعمدة دخان تتصاعد من وسط شارع مدرم بالمعلا عقب احتجاجات يوم الخميس - عدن الغد

عدن ((عدن الغد)) خاص:

كانت الساعة قاربت الـعاشرة صباحا حينما تصاعدت سحب الدخان وسط مدينة المعلا وتعالت أصوات طلقات الرصاص وخلى الشارع الرئيسي في المدينة التي كانت مسرحا لأعمال احتجاجات غاضبة في العام 2011 عطلت الحياة فيها لقرابة العام .

بالقرب من أطقم أمنية ومدرعات كان العشرات من الأشخاص يتجمعون ويلوحون بأعلام وطنية فيما آخرين كانوا يقفون وسط الشارع الرئيسي في المدينة وهم يرددون هتافات غاضبة .

كان الجنود يجاهدون لأجل مطاردة محتجين جنوبيين كانوا يتظاهرون احتجاجا على تنظيم السلطات تظاهرة سياسية في المدينة التي شهدت اضطرابات واسعة النطاق خلال السنوات .

كان المتظاهرون التابعون للسلطة يتظاهرون استجابة لدعوة أطلقها مسئولون في السلطة المحلية لكنها في المقابل أشعلت احتجاجات شعبية مناوئة .

قال مسئولون في السلطة المحلية وأحزاب سياسية بينها حزبي المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح ان هذه التظاهرة تأتي دعما لجهود الرئيس هادي ورفضا لمشاريع جماعة الحوثي .

لسنوات طويلة ظلت مدينة عدن مسرحا لمصادمات عنيفة بين متظاهرين من حزب الإصلاح وآخرين من أهالي المدينة الذين يؤيدون حركة الاحتجاجات الوطنية المطالبة باستقلال الجنوب .

بخلاف السنوات الماضية كان العام 2014 الأكثر هدوء في مدينة عدن حيث انحسرت حركة الاحتجاجات والمصادمات بين قوات الأمن اليمنية والمحتجين الجنوبيين وتمكنت إصلاحات عدة قام بها الرئيس "هادي" في اجتذاب قطاع واسع من الجنوبيين وتأييدهم له .

في أغسطس من العام 2014 اندلعت أزمة سياسية بين حركة الحوثيين والرئيس هادي وكانت مدن كصنعاء وصعدة وعمران وتعز واب وذمار وهي بمجملها مدن شمالية مسرحا للصراع السياسي بين الطرفين .

في المقابل ظل الجنوب بعيدا عن هذه الصراعات وأكدت قيادات جنوبية عدة أنها لاتؤيد أي تحرك سياسي لجماعة الحوثي لكنها دعت في المقابل إلى تحييد الجنوب بعيدا عن الصراعات السياسية الدائرة في الشمال .

بحسبة سياسية بسيطة تمكنت جماعة الحوثي من التحرك بعدد من المدن الشمالية لكنها لم تتمكن من التحرك في الجنوب بسبب افتقادها إلى أي قاعدة شعبية أو حضور سياسي يمكنها من الحضور السياسي .

يمثل غياب أي حضور سياسي أو شعبي لجماعة الحوثي في الجنوب بمثابة انسداد سياسي لها وانحصار نشاطها في الشمال يعكس عدم قدرتها على ممارسة أي تأثير في الجنوب.

يرى كثيرون ان الدعوات التي أطلقها مسئولون حكوميون في الجنوب لتنظيم تظاهرات داعمة لهادي في الجنوب يمكن لها ان تجلب الكثير من المتاعب لإدارة الرئيس هادي يمكن تجاوزها بوقف الدعوة لأي تظاهرات سياسية في الجنوب .

بخلاف الشمال تتسبب أي دعوة للتظاهر المؤيدة لأطراف حكومية حالة من الاحتجاج المناوئة الأمر الذي يؤدي في الغالب إلى نشوب مصادمات ومن ثم قيام قوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين في الجنوب وقتلهم .

في الـ 28 أغسطس 2014 دعت السلطات في عدن إلى تظاهرات مؤيدة للرئيس "هادي" لكن هذه التظاهرات انتهت بمقتل شاب وإصابة آخرين

تحمل وتملك قوات الأمن اليمنية سجلا سيئا بخصوص التعامل مع المحتجين في الجنوب ففي حين تبدي حالة من ضبط النفس مع المحتجين في الشمال يسارع الجنود إلى إطلاق النار بكثافة صوب أي احتجاجات في الجنوب .

قد يواصل مسئولون حكوميون في الجنوب الدعوة لتظاهرات مؤيدة للرئيس هادي وقد تواصل قوات الأمن أعمال قمعها للمحتجين المناوئين وهذا الأمر سيدفع بتصاعد حدة احتجاجات مناوئة للرئيس هادي في الجنوب .

في الغالب ستحاول جماعة الحوثي واطراف سياسية يمنية شمالية أخرى إلى استغلال سقوط مدنيين جنوبيين في أعمال القمع هذه في مواجهة إدارة الرئيس هادي الذي يبدو انه يحارب على عدد من الجبهات .

بالـتأكيد مطلقا ليس من مصلحة الرئيس هادي إشعال حرائق إضافية في الجنوب وعلى خلاف ذلك يمكنه استغلال المكاسب السياسية التي تحققت له خلال الفترة الماضية وكسب ود الجنوبيين وهو يخوض معاركه ضد القوى السياسية في الشمال .

المحافظة على جنوب هادئ بعض الشيء في حين تخوض  إدارة الرئيس هادي صراعها في الشمال أمر أكثر من مهم .

مساء يوم الخميس 28 أغسطس 2014 كان الخبر الأبرز الذي بثته قناة فضائية تابعة لجماعة الحوثي هو مقتل شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الأمن اليمنية بمدينة عدن الجنوبية وقدمت القناة عدد من التقارير المتصلة بهذه الأوضاع

قالت القناة في تقريرها ان المتظاهرين الذين سقطوا برصاص قوات الأمن كانوا يوالون حركة احتجاجات مناهضة للحكومة .

قد المسئولون الحكوميون في عدن والذين دعوا إلى هذه الاحتجاجات فرصة ذهبية لجماعة الحوثي للحديث عما يحدث في الجنوب .

في حال ما استمرت دعوات التظاهر التي يطلقها مسئولون حكوميون في الجنوب تأييدا للرئيس هادي فأنهم يصرون على إشعال حرائق إضافية  قد يصعب على الرئيس هادي إطفائها في الجنوب .

تمنح أي اضطرابات جديدة واضافية في الجنوب الاطراف المناوئة للرئيس "هادي فرصة تشتيت جهوده واضعافها لذا فانه يجب على ادارة "هادي" السعي لاجل كسب ود الجنوبيين وليس دفع الأمور نحو مزيد من التأزيم

*من فتحي بن لزرق