آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-10:24ص

أدب وثقافة


قصص قصيرة جدا /78 مقال الجرف المنهار

الجمعة - 29 أغسطس 2014 - 01:12 م بتوقيت عدن

قصص قصيرة جدا /78  مقال الجرف المنهار

((عدن الغد)) كتب / يوسف فضل :

مبني للمجهول

أيقظوا من بلغ من الْكِبَرِ عِتِيًّا .تناول طعامه وعلاجاته . أنغام الموسيقى رافقت جلسة تدليكه . شاهد على الشاشة ما نسب له من   إصدار قرارات حكيمة. أطلق آهة النشوة . استفسر :" كيف  حال الرعية؟ . عاد إلى ساحة نضاله.

 

قدر

حاد بسيارته مسرعا إلى رصيف المشاة . صدم احدهم . ترجل السائق يصرخ:-

 

- أنت مشاة ؟!

- أنا المستقبل الذي لا تراه لكنه أمامك !

 

هروب من الضجر

في ظل إيقاع فوضى بانورامية سريعة  اشتهر بالتنقل سارقا وقاتلا وتعيسا. استمرأ طعم الحياة الجديدة البعيدة عن الروتين في رد الاعتبار لكرامته كمَخرج فردي من بين الجموع . عاقبته الزوجة برفض قبول ما يجلب لها من غنائم . قتل نفسه لشعوره بواقعية إهانتها تلاحقه أينما حل .

 

اجتهاد

من مظنة مغالاته في العدل، أوصى  وهو على فراش الموت  بثلث تركته للضعيف من ورثته . طغى بهم الطرب في صراع الأقوى في الضعف.

 

غرور

قبل الزواج لقبها الأستاذة( على حق ) . بعد الزوج أدرك أنها الأستاذة (على حق دائما)

 

كيد

تعارفا على بعض في الجامعة . اعلمها انه الوريث الوحيد لعمه الغني . تخرجا . اختلفا وافترقا. التقى بها كزوجة عمه .

 

حافز

جاء في مذكرات السكرتير أن مديره كان مخلصا وسخيا بالوقت والمال .كان يطلب منه النوم معه في السرير بدوام إضافي .

 

الجرف المنهار

ظهرت كتابات تتعامل مع النصر والهزيمة في حرب العصف المأكول بلغة الأرقام المجردة . بعض الكتاب كان دافعهم الغيرة والألم على شهدائنا والآخر ولج إلى هذا الباب بغرض التخذيل والتقليل من شأن المقاومة الفلسطينية متناسين عمدا أن الحرب وسيلة لتحقيق أهداف سياسية .

 

إذا سلمنا بان الحرب هي لغة أرقام فقط فان إسرائيل هي المنتصرة . وهل الحرب هي معدات وقتلى فقط؟ من المعلوم أن القتلى في الجانب المدني في أي حرب هم الأكثر تعرضا للوحشية لأنهم هدفا سهلا ويمكن استغلالهم للضغط على الجانب المقاتل . وهذا ما قامت به إسرائيل في إلحاق اكبر الخسائر المادية والجسدية في الجانب الفلسطيني.

 

لكن هل إسرائيل تمارس القتل ضد الشعب الفلسطيني فقط في الحرب ؟ هل معاهدات السلام معها ردعها عن القتل والاعتقالات والتنغيص على حياة الشعب الفلسطيني ؟ ألم تكن المقاومة الفلسطينية في غزة المحاصرة برا وجوا وبحرا لمدة 8 سنوات من القريب قبل البعيد في حالة دفاع عن النفس . بوركت سواعد المقاومة التي صنعت السلاح وأنجزت ما لم تنجزه جيوش عربية هزمت في 6 أيام بل الحقيقة في 6 ساعات فضلا عن الخسائر المادية والشهداء المدنيين في بلادهم وجرجرت الجنود الأسرى مثل قطيع الأغنام وأعدمت ا لكثير منهم ميدانيا .

 

إسرائيل خاضت 14 حربا مع العرب وقتلت من المدنيين العرب الكثير ودمرت مدن عربية وكانت تفرض شروطها على المنهزمين العربان لكنها لم تفرض شروطها على المقاومة الفلسطينية مع أن الحرب كانت غير متكافئة ماديا بين الطرفين ، فدولة الصهاينة تتفوق عسكريا على سلاح المقاومة الفلسطينية . لكن الجانب النفسي والمعنوي وإرادة القتال كانت لصالح المقاومة الفلسطينية التي دخلت الحرب كضعيف ليس عنده ما يخسره فكان ظهرها إما للجدار أو البحر مع الثقة بعون الله . استحضر وصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما أوصى سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قائلاً له: أما بعد فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله عز وجل، فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراساً من المعاصي، فإنها أضر عليكم من عدوكم، وإنما تنصرون بمعصية عدوكم لله، فإن استويتم في المعصية كان لهم الفضل عليكم بالقوة.

 

افهم أن يكون الشعور بالألم على استشهاد المدنين بأن نساعد ونساند المقاومة لا أن نكون ضدها .لذا كشفت الحرب القناع عن المنافقين العربان باثين سموم الهزيمة بألسنتهم وأقلاهم ومأجوريهم الذين تربوا على التلذذ بالذل فيصعب عليها الاستمتاع ولو باليسير من عزة النفس.

 

 

سهل على الفاشلين أن ينتقدوا عملا لا يستطيعوا فعله . ولقد أرانا الله بدايات النصر أن المقاومة في غزة لم تكن تحارب إسرائيل وحلفاءها الغربيين بل العربان الذين أخزاهم الله .

 

بعد هذه الحرب، لم تعد إسرائيل- كما ذكر الكاتب ماجد كيالي- المكان الآمن ليهود العالم الذين اعتقدوا أنهم سيجدون العسل وإنما وجدوا القتل والانفاق والقلق والهروب من مكان إلى مكان . وظهرت حقيقة إسرائيل أنها دولة النازيين الجدد التي تسيطر بقوة جرائهما على الشعب الفلسطيني . لم تعد دولة الصهاينة قوة ردع وأن جيشها المزود بأحدث الأسلحة لا يقهر قد قهر ، إذ حاول الكثير منهم إما الانتحار أو إحداث إصابات جسديه لكي لا يحاربوا . ولم تعد إسرائيل قوة لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة وهي التي تساقطت عليها صواريخ المقاومة مع وجود أنظمة الباتريوت والقبة الحديدية . وانسحبت سابقا من طرف واحد من جنوب لبنان عام 2000 ومن غزة عام 2005.

 

هذا النصر لا يعني أن المقاومة الفلسطينية أصبحت قوة موازية للجيش الإسرائيلي أو أن غزة أصبحت قاعدة لوحدها لتحرير فلسطين لكن المعطيات دلت على أن كافة الحروب السابقة لم تحارب فيها الجيوش العربية وإنما هي لحفظ الأنظمة ومحاربة شعوبها كون الجيش العربي عفش زائد في حياة المواطن العربي وان الحرب الحالية أظهرت العجز العربي على المستوى الرسمي والشعبي الذي لا يحتاج إلى تأكيد .

 

الحرب مع إسرائيل لا تحتاج إلى جيوش وإنما إلى ميلشيا شعبية مسلحة ومدربة . المقاومة الفلسطينية لم تكن تخشى كسب الأعداء لكن الله رزقها بتعاطف كثير من الأصدقاء وان لم يكونوا من العربان .

 

لا زال الكثير أمام المقاومة الفلسطينية لتفعله وهي في تطور دائم على كافة المستويات لان السلام الحقيقي لا يكتمل في منطقتنا إلا بعدم وجود دولة الصهاينة وهي حقيقة نهاية الصراع معها .