آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-04:28م

رياضة


الجولة الأولى من الدوري الإيطالي.. قسوة روما وثورة إنزاجي

الإثنين - 01 سبتمبر 2014 - 06:08 م بتوقيت عدن

الجولة الأولى من الدوري الإيطالي.. قسوة روما وثورة إنزاجي
لاعبو ميلان الإيطالي يحتفلون بتسجيل أحد الأهداف

العربي((عدن الغد))

انطلق الدوري الإيطالي أخيراً وانطلق مثلما انتهى في الموسم الماضي، أي في أي يوفنتوس وروما يقصان شريط الافتتاح، والانطلاقة مع فريق أليجري الذي تابع بنفس النص وبنفس تركيبة كونتي في الموسم الماضي، ليحقق فوزاً على كييفو المتواضع ولولا القائم والعارضة لتلقى عدداً كبيراً من الاهداف.

 

في اللقاء الافتتاحي للموسم، ظهر يوفنتوس بنفس الأداء والحضور كما كان مع كونتي تقريباً، وضعف الخصم ساهم في جعل مباراة أليجري سهلة وهذا الشيء لا غبار عليه، ولكن الفوز في أول جولة من الدوري لطالما كانت مهمة صعبة وصعبة جداً بالنسبة لمدرب كالياري السابق، وكل من تابع مسيرة المدرب يدرك صعوباته الكبيرة في العثور على المعادلة المثالية للفريق في بداية الحملة الموسمية. إذاً علامة جيدة لماسيميليانو في مباراته الأولى في انتظار امتحانات أصعب لتقييمه.

 

في المقابل رد روما على يوفنتوس في ملعب "الأولمبيكو"، وكان جاهزاً وحصد فوزاً مقنعاً على فيورنتينا، خصوصاً في الشوط الأول الذي شهد حضور فريق واحد فقط على أرضية الملعب، باستحواذ على الكرة بشكل مستمر ولفترات طويلة وبدون استعجال، في وقت يحبذ فيورنتينا الاستحواذ على الكرة أيضاً، ولكن بدون سلاحه المفضل ظل بدون أي روح أو ردة فعل تذكر لأكثر من ساعة، وشكل خطورة فقط عندما تدهورت اللياقة البدنية لروما. 

 

ومثل العام الماضي وبنفس القسوة والواقعية عندما يهاجم الخصم روما يستغل المساحات بفضل السهم جيرفينيو، الذي حسم المباراة منذ دقيقتها الأولى، لذلك فاز "اليوفي" وروما، لكن أبرز ما حصل في الجولة الأولى هو ما شهده ملعب "سان سيرو" الذي استضاف المباراة الرسمية الأولى لفيليبو إنزاجي كمدرب للميلان وأول خروج رسمي للاتسيو بيولي بعد أفضل سوق انتقالات للرئيس لوتيتو.

 

وبحضور الأركان العليا للميلان في "سان سيرو"، ظهر ميلان إنزاجي بتركيبة تبدو هجومية فقط على الورق بثلاثي في خط المقدمة، بينما في الواقع لعب الفريق بتكتل في الخطوط الخلفية، من أجل الانطلاق عبر الهجمات المرتدة مستغلاً سرعة الشعراوي، الوحيد القادر على استغلال بطء دفاع لاتسيو خصوصاً الهولندي دي فري، بينما الشفاف مينيز غرق أغلب الاحيان في محاولات فردية عنيدة وبدون جدوى.

 

وتأثر فريق بيولي معنوياً بعد هدف هوندا، ليعود وينظم صفوفه مستغلاً الازدحام في خط المناورات والتفوق العددي في خط الوسط؛ للضغط على الميلان الذي لعب مندفعاً وبخطوط متقاربة تاركاً للاتسيو عرضيات بدون أي خطورة، وتسديدات من بعيد لم تشكل أي خطر على مرمى لوبيز الذي ظهر بثقة وشخصية في المناسبات المعدودة التي أجبر فيها على التدخل في الشوط الأول.

 

في الشوط الثاني بدا ميلان صلباً ومنظماً بخطوطه الثلاثة، وبتواضع انتظر لاتسيو الذي بدا منهكاً وبدون إبداع إنما يطبق تحركات وتعليمات واضحة لكن بدون إبداع، وبدون أي فاعلية وبهجوم مرتد استغل سوء تغطية الوسط، خصوصاً في الرواق الأيسر الذي ظل مكشوفاً أمام أباتي.

 

 

ولعب ميلان بواقعية حسب الإمكانات ونسخة بعيدة عن الوهم الذي كان يعيشه مع سيدورف، الذي كان يطلب أشياء لا يمكن للميلان الحالي تطبيقها، وبعد الهدف الثالث إثر ركلة جزاء ترجمها مينيز كانت للاتسيو ردة فعل الكبرياء، ورمى بكل ثقله لكن بدون تركيز في أغلب الأحيان، باستثناء هدف الشرف وخلق بلبلة أمام مرمى لوبيز بالركنيات والكرات الثابتة لم تثمر ما كان يتمناه بيولي، أي العودة في النتيجة والضغط بشكل منظم ومقنع.

 

لقد كانت مباراة أكثر من إيجابية لإنزاجي وميلان الذي لعب مباراة بعقلية الفريق الصغير وبواقعية كبيرة، ومن العوامل الإيجابية حتماً الحارس الإسباني لوبيز، الذي أنقذ النتيجة في الدقائق الأخيرة وتصدى لركلة جزاء كانت بمقدورها قلب النتيجة من جديد، وستيفان الشعراوي أحد عوامل الفوز والفوارق المؤثرة.

 

في المقابل يتحتم على بيولي عمل كبير لتعديل أوتار فريق مفكك تكتيكياً وذهنياً، يختفي من أرض الملعب، وفي بعض الأحيان تظل إيجابية ردة الفعل حتى وان كانت فوضوية، ولكنها لا تكفي لضمان موسم إيجابي كما يحلم به جمهور لاتسيو، خصوصاً أن هذا الموسم هو موسم الامتحانات والفرص الأخيرة، عنوان يجمع مادزاري وبينتيز، ولكل منهما مهمة يجب أن يحققها وإلا سيواجه غضب الرئيس وانتقادات الجمهور.

 

إنتر جديد؟ لا على الأقل في الشوط الأول الذي تميز بالبطء الشديد من قبل فريق مادزاري الذي عانى من تواجد عناصر بدنية في الوسط، لا تشارك من قريب ولا من بعيد في بناء الهجمة، وظل ينتظر تحرك الأظهرة لكي يتقدم ويشكل تفوقا عدديا، وهذا الشيء قام به فقط جوناثان، بينما لم يرافق دودو في الشوط الأول بشكل مقنع هجومياً ولم يغط على جوان الذي كان له حضور ذهني جيد لإغلاق المنافذ على الأقل في مناسبتين.

 

بينما لم يكن لهيرنانيس وكوفاتشيش تأثير يُذكر بسبب التفوق العددي لعناصر تورينو، حتى بسبب عدم القدرة على الحوار مع مفيلا وميديل بينما إيكاردي تحرك كثيراً بدون جدوى، وهنا يأتي غياب العنصر الوحيد القادر على التحرك من أجله، أي بالاسيو الذي كان بالفعل خسارة كبيرة.

 

في وقت افتقد تورينو لإيموبيلي وتشيرتشي وحتى باريتو، في ظل تشكيلة فقيرة فنياً قدم مباراة شجاعة في الشوط الأول، خصوصاً عن طريق كوالياريلا والقدوري اللذين تناوبا في خلق مشاكل للبطيء رانوكيا، واستغلال المنافذ التي تتركها الأظهرة في هجمات معاكسة سريعة أثمرت ركلة جزاء، تصدى لها هاندانوفيتش الذي يظل أحد النجوم القلائل في تشكيلة فريق الرئيس توهير.

 

في الشوط الثاني وبدخول أوسفالدو في مكان مفيلا، بدأ فريق مادزاري في استغلال أحد أسلحته أي الكرات العالية والطويلة وأصبح لدور الأظهرة معنى، لكن اللعب لم يرتقِ إلى مستوى معين أو ظهر بصورة واضحة بل ظلت العشوائية سيدة الموقف، وفي الدقائق الأخيرة التي تميزت بالملل الشديد كاد تورينو أن يخطف الفوز، ودائماً من جهة رانوكيا الذي عندما يترك لوحده على الرواق لا يمكنه مجاراة لاعب أسرع منه، ولكن لحسن حظ الإنتر العرضية الخطيرة لم تجد أحد.

 

وبدون أي شك كان الأداء متواضعاً في بعض الأحيان، وهزيل وميزانية تشهد فقط تصدي هاندانوفيتش كشيء إيجابي وتسديدة خطيرة وحيدة في الشوط الثاني، في أكثر من 97 دقيقة لعب حتماً، لا يمكن اعتبارها إيجابية لأنها تتضمن طردا صارما لفيديتش لأنه صفق للحكم.

 

وفي وقت لم يبتسم إنتر في مباراته مع تورينو، ابتسم نابولي الذي عاد من ملعب "فيراريس" بانتصار ثمين يرمم به جراحه ويرفع من معنوياته بعد الخروج الأوروبي المؤلم ضد أتليتيكو بيلباو، وبهذا الانتصار الذي أتى في الثواني الأخيرة بهدف من دي جوزمان (2 – 1). وأخيراً تحمل أول جولة من الدوري الإيطالي بين طياتها أحكام الموسم الماضي، يوفنتوس وروما ونابولي من جهة وبقية الأندية في جهة أخرى، هذه المرة المفاجأة السارة كان ميلان، الذي عاد وتألق على المستطيل الأخضر.