آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-11:43ص

أخبار وتقارير


تحليل : تعديل أسعار المشتقات النفطية في اليمن سيدفع بجماعة الحوثي إلى (الواجهة)

الثلاثاء - 02 سبتمبر 2014 - 12:22 م بتوقيت عدن

تحليل : تعديل أسعار المشتقات النفطية في اليمن سيدفع بجماعة الحوثي إلى (الواجهة)
زعيم جماعة الحوثيين في اليمن السيد عبدالملك الحوثي

القسم السياسي بصحيفة عدن الغد

يتبادل صباحا محمد عبدالسامعي وهو من محافظة تعز مع علي السعواني وهو من محافظة صنعاء حديثا صباحيا يوم الثلاثاء أمام كشك لبيع الصحف وسط ميدان التحرير بالعاصمة اليمنية صنعاء .

على واجهة عدد من الصحف المعلقة على حائط صغير يقع إلى جانب الكشك ارتسمت عدد من العناوين بينها عناوين تتحدث عن قبول الحكومة اليمنية بتعديل اسعار المشتقات النفطية عقب ضغوط مارستها جماعة الحوثي خلال الاسابيع الماضية .

يتشارك "السامعي" والسعواني" في الاشادة لدقائق بجهود جماعة الحوثي ويلهجون بالسنتهم بالدعا لزعيم هذه الجماعة .

يمثل تعديل اسعار المشتقات النفطية في اليمن والتي شهدت ارتفاعا خلال الاسابيع الماضية في حال تطبيقه وتشكيل حكومة كفاءات في اليمن انتصار هائلا ومدويا لجماعة الحوثي المسلحة التي ظلت لسنوات وحتى اليوم تعيش صراعا عسكريا مع الحكومة واطراف أخرى بينها حزب الاصلاح في اليمن .

سيمكن هذا الاتفاق في حال انجازه في تعزيز شعبية الجماعة المتصاعدة بقوة في شمال اليمن وسيدفع بها نحو تحقيق مكاسب كثيرة على الساحة السياسية خلال الفترة المقبلة .

في الـ30 من يوليو 2014 اتخذت الحكومة اليمنية قرارا يقضي برفع اسعار المشتقات بنسبة جاوزت الـ 60 % مقارنة بالاسعار السابقة الأمر الذي دفع باحتجاجات شعبية إلى الواجهة .

قابلت عدد من الاحزاب السياسية في اليمن قرار الحكومة بحالة من الصمت واعلنت احزاب سياسية مثل حزب التجمع اليمني للإصلاح تأييدها لقرار الحكومة الأمر الذي تسبب بحالة من الغضب الشعبية في مواجة هذا الحزب الذي تمكن من تصدر واجهة الاحتجاجات الشعبية المعارضة منذ العام 2011.

 

تسبب رفع اسعار المشتقات النفطية في اليمن بحالة من الغضب الشعبية والرفض لهذا القرار لكن هذه الاحتجاجات لم تجد قوة سياسية تقودها بالشكل الصحيح وظلت الاحتجاجات الشعبية المناوئة للقرار الحكومي مجرد احتجاجات متفرقة متشرذمة .

بدأ واضحا لاحقا ان جماعة الحوثي في مواجهة فرصة ذهبية لتسجيل حضور سياسي في العاصمة اليمنية صنعاء ولم تفوت الجماعة هذه الفرصة وتحرك زعيمها "عبدالملك الحوثي" ودعا عقب اسابيع من اقرار الجرعة إلى تنفيذ احتجاجات شعبية مناوئة للقرار الحكومي واضاف اليه مطالب اقالة الحكومة اليمنية الحالية بوصفها حكومة "فاشلة".

مثلت هذه الدعوة للالاف من المواطنين فرصة للخروج للتعبير عن الرفض الشعبي للقرار الحكومي لكن جماعة الحوثي وقياداتها كانت تدرك كل الادراك أنها قد ستحقق انجازات ضخمة في حال نجاحها في تعديل اسعار المشتقات النفطية .

في المقابل بدأ واضحا ان الاحزاب السياسية اليمنية عاجزة عن القيام باي تحرك لكن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده صالح كان أكثر ذكاء من حزب الاصلاح ودفع بالالاف من اعضائه للمشاركة في الاحتجاجات الشعبية التي دعت لها جماعة الحوثي ورفع أعضاء فيه اعلام المؤتمر في هذه الساحات لكن الحزب رسميا لم يعلن أي موقف مؤيد لهذه التظاهرات .

 

في مواجهة الاحتجاجات التي دعا لها الحوثي وشارك فيها عشرات الالاف من الاشخاص توجه حزب الاصلاح صوب دعوات تظاهر مماثلة لكن الحزب لجأ إلى تصوير احتجاجات الحوثي على أنها "طائفية" وتهدد وجود الاطياف الشعبية الأخرى من غير المذهب الزيدي في صنعاء .

دفع تركيز حزب الاصلاح واطراف حكومية أخرى على هذه الجزئية عشرات الالاف من المتظاهرين إلى النزول في تظاهرات مناوئة لجماعة الحوثي لكن كثيرون ممن كانوا يتظاهرون ضد الحوثي كانوا في الاساس غير راضين عن السياسيات الاقتصادية للحكومة .

يمكن توصل جماعة الحوثي وادارة الرئيس هادي إلى اتفاق يقضي بتعديل اسعار المشتقات النفطية واقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة كفاءات هذه الجماعة من تحقيق مكاسب سياسية ضخمة قد تمتد لسنوات طويلة .

في اليمن البلد الذي يعاني اغلبية سكانه من الفقر وسوء الاوضاع الاقتصادية يدفع تمكن أي قوة سياسية من احراز اصلاحات على الصعيد الاقتصادي بها إلى الواجهة وهو ما سيحدث في مواجهة جماعة الحوثي في حال ماتم انجاز اتفاق تسوية بهذا الخصوص .

في المقابل فان اطراف سياسية  ستتعرض لخسارة ضخمة ولعل ابرزها حزب الاصلاح في اليمن الذي سيكون في موقف محرج أمام انصاره وقاعدته الشعبية وخصوصا في شمال اليمن .

لسنوات طويلة نادى هذا الحزب بضرورة تحسين الحياة المعيشية للناس ودعم احتجاجات سابقة قبل مشاركته في السلطة ونادت بتخفيف الاعباء الاقتصادية على العامة ، لكن الحزب اليوم وفي حال تمكن جماعة الحوثي من تعديل اسعار المشتقات النفطية فانه سيكون أمام موقف محرج في مواجهة قاعدته الشعبية .

ستوجه انتقادات كثيرة لحزب الاصلاح من قبل قاعدته الشعبية وسيكون ملاما كونه لم يقم بذات التحرك الذي قامت به جماعة الحوثي والاكثر من ذلك ان جزء كبير من قاعدته الشعبية قد تتحول لمناصرة جماعة الحوثي وهو ماسيحدث مع احزاب سياسية أخرى وقطاعات شعبية .

تمنح قدرة جماعة الحوثي على تعديل اسعار المشتقات النفطية والضغط لاجل تشكيل حكومة جديدة الجماعة فرصة امتلاك نفوذ قوي تجاه الوزراء الجدد في الحكومة القادمة حيث لن يتمكن ايا من الوزراء من المجاهرة بمخالفة الجماعة بسبب نفوذها السياسي .