آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

أدب وثقافة


قصة قصيرة : خروج نهائي

الثلاثاء - 02 سبتمبر 2014 - 06:39 م بتوقيت عدن

قصة قصيرة : خروج نهائي

عدن ((عدن الغد)) خاص:

انزوى في مكانة الأثير في (دكة) على قارعة الطريق.. ظل يراقب بعينيه الزائغتين المارة، والسيارات التي تنطلق بسرعات متفاوتة.

كل من لمحه، أصيب بالدهشة، الرجل الذي عرف باناقتة وحسن هندامة، بدأ شاحب الوجه، اشعت الشعر، بثياب رثة، مسربلة بالسواد.

جلست بجانبة، وسرعان ما أحدثت ضجة مفتعلة للفت انبتاهه، فلم يكلف نفسه عناء رمقي بنظرة.

وخزتة بكلمة، رد بتنيهدة طويلة، صمت بعدها لبرهة، قبل أن تنطق شفتاه: غدا سابدأ رحلة جديدة من الاغتراب، لست ادري كيف ستنتهي، البعض يحسدني، لأنني أسافر، واتنقل بين بلد واخر.

ضحك بسخرية، حياة الغربة صعبة ومتعبة، لكنها تهون عندما تشعر أنك في بلدك مثل الغريب، الناس تغيرت، والطبائع تبدلت، والكل حالة أصبح ضيق، ويريد يشل حقه بيده وبالقوة، لاتحاول تبرر، احنا مشكلتنا ما نعترف بأخطائنا، نكذب ونصدق انفسنا.

أصواتنا بحت، ونحن نقول ياجماعة اللي بيته من زجاج لا يحذف الناس بالطوب، ما حد سمعنا، مشكلة وين بنروح؟ّ!، الهروب مش حل، لكن الوضع ما يطمئن، كل ما تكلم حد، يقول لك ايش ورطك وجابك، كنت هناك المفروض ما ترجع، شيء مكان بنطلع معك؟، يعني ايش نخلي البلاد لهم سايبه، نهج خلاص؟.

أطرقت برأسي، ولم اتفوهه بكلمة..

هوذا اللي بغوه، هوذا اللي بغوه، نهض من مكانه، وغادر مسرعاً وهو يهذي بكلام غير مفهوم، ومن يومها أدركت أنه رحل ولن يعود ثانية.

 

قصة/ وليد محمود التميمي