آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-11:02م

ملفات وتحقيقات


تحليل: سيطرة الحوثيين على صنعاء قد تدفع مئات اﻻﻻف من سكان الشمال الى النزوح صوب الجنوب

الأربعاء - 10 سبتمبر 2014 - 09:27 م بتوقيت عدن

تحليل: سيطرة الحوثيين على صنعاء قد تدفع مئات اﻻﻻف من سكان الشمال الى النزوح صوب الجنوب
متظاهرون يمنيون حوثيون في صنعاء اغسطس - وكالات

كتب: صالح أبوعوذل

تواصل حركة جماعة الحوثي منذ عدة اسابيع جهود محاولة السيطرة على مفاصل اﻻمور في العاصمة اليمنية صنعاء حيث تقع جميع المراكز الحكومية الرئيسية ومباني الحكومة وشركات اﻻقتصاد وغيرها من المراكز الهامة.

دشنت الحركة الحوثية منذ اشهر تحركاتها في أقصى شمال اليمن وتمكنت بعد معارك شرسة من السيطرة على مدينة عمران شمال قبل ان تقول انها سلمتها للحكومة اليمنية .

تحول الصراع ﻻحقا من مدينة عمران الى وسط العاصمة اليمنية صنعاء حيث بتوزع مئات اﻻﻻف من السكان في المدينة التي باتت ومنذ العلم 1990 عاصمة لليمن الموحد.

حينما اطلقت حركة الحوثيين احتجاجاتها في صنعاء قالت ان اﻻحتجاجات موجهة ضد الحكومة اليمنية وللمطالبة باقالتها وللمطالبة بإلغاء قرار حكومي يقضي برفع اسعار المشتقات النفطية.

رغم اتفاق قطاع واسع من اليمنيين على عدالة المطالب التي ترفعها جماعة الحوثي اﻻ ان حركة اﻻحتجاجات التي قادتها الجماعة منذ أسابيع لم تجد استجابة في صفوف قطاعات سكانية واسعة في شمال اليمن.

يرفض حتى اليوم قطاع واسع من اليمنيين الذين يدينون بالمذهب الشافعي اﻻستجابة لحركة اﻻحتجاجات التي تنظمها حركة الحوثي وعلى خﻻف ذلك يتجهون لتأييد حركة احتجاجات مناوئة لحركة الحوثي.

قال مراسلون غطوا حركة احتجاجات مناوئة لجماعة الحوثي وشهدتها مدينة صنعاء يوم الجمعة الماضية ان اﻻﻻف من اﻻشخاص الذين شاركوا في اﻻحتجاجات هذه لم يشاركوا قط في اي احتجاجات سابقة.

كانت السماء تنتصب في اعالي السماء حينما قاد محمد السامعي سيارته برفقة عدد من اخوته للمشاركة في احتجاجات مناوئة لجماعة الحوثي وسط صنعاء.

يقطن السامعي وهو رجل يملك محﻻت لبيع اﻻلكترونيات في مدينة صنعاء التي قدم لها قبل 30 عام .

قال الرجل لعدن الغد انه لم يشارك قط في اي احتجاجات سياسية لكنه وجد نفسه اخيرا مجبرا على المشاركة تحت ضغط المخاوف من سيطرة حوثية على المدينةاﻻمر الذي يرى السامعي انه يهدد وجودهم في المدينة التي باتوا جزء منها.

لعقود طويلة ظل الصراع العرقي بين سكان ينتمون الى الطائفة الزيدية وبين سكان ينتمون للمذهب الشافعي كالجمر تحت الرماد لكنه لم يطفو الى السطح قط.

ينظر قطاع واسع من سكان اقصى الشمال الى سكان وسط الشمال بازدراء بالغ ويرون فيهم طائفة اقل مكانة من الزيود.

حكم الزيود اليمن طوال قرون اﻻ ان ثورة شعبية اندلعت في 1962 انهت هذه السيطرة ومنحت قطاعات سكانية متعددة من محافظات اخرى مثل اب وتعز والحديدة وريمة فرصة المشاركة في الحكم السياسي.

بعد سنوات قليلة من نجاح ثورة 26 سبتمبر تمكن الرئيس ابراهيم الحمدي من تولي مقاليد الحكم بشمال اليمن كاول رئيس من السكان الشوافع لكن فترة حكم هذا الرجل لم تمتد طويﻻ حيث تم قتله ﻻحقا على يد قوى سياسيةغالبيتها كانت زيدية.

بعد 50 عام على قيام ثورة 26 سبتمبر بات الهاجس اﻻكبر المثير لمئات اﻻﻻف من سكان العاصمة اليمنية صنعاء من الشوافع هو سيطرة جماعة الحوثي الزيدية المتشددة على مجريات اﻻمور في المدينة.

السيطرة المطلقة لجماعة الحوثي على المدينة قد يدفع مئات اﻻﻻف من السكان المحليين لمراجعة قضية بقائهم في المدينة .

ستدفع السيطرة الحوثية على العاصمة اليمنية او تواجدها بقوة وتحكمها في مجريات اﻻمور بهذه المدينة بتغيير تركيبتها الديموغرافية على المدى القريب.

سيعيد عشرات اﻻﻻف من السكان من ابناء محافظات كتعز واب والحديدة ومناطق وسط الشمال النظر بقضية بقائهم في المدينة التي قد تتحول الى مدينة تسودها حالة صراع طويلة اﻻمد في اليمن.

في المقابل ستكون الوجهة اﻻكثر امانا لعشرات اﻻﻻف من سكان مناطق وسط الشمال هي مدن الجنوب حيث تنعدم جزئية اي صراع مذهبي.

قد تدفع حالة نزوح رؤس اﻻموال لرجال اعمال من وسط اليمن واﻻﻻف من سكان العاصمة اليمنية صوب مدن كعدن بتغيير واسع النطاق للتركيبة الدميغرافية للمدينة التي كانت عاصمة للجنوبيين  حتى العام 1990م.

من شأن هذا النزوح لعشرات اﻻﻻف من الناس الى مدن الجنوب ان يعزز من حالة اﻻحتقان السياسية التي يعاني منها الجنوب منذ سنوات لكنه ربما يتمكن في المقابل من توسيع حركة النشاط اﻻقتصادية في مدن كعدن.