آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-06:28ص

أخبار وتقارير


العلامة بن حفيظ يختتم جولة دعوية في كينيا ((صور))

الأحد - 14 سبتمبر 2014 - 11:17 م بتوقيت عدن

العلامة بن حفيظ يختتم جولة دعوية في كينيا ((صور))

كينيا ((عدن الغد)) خاص:

تواصلا لمساعيه في خدمة الدعوة الإسلامية ونشرها وتوسيع آفاق الفهم بتعاليم الشريعة المطهرة، كانت رحلة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ عميد دارالمصطفى بتريم للدراسات الإسلامية إلى جمهورية كينيا الأسبوع الماضي، وتعددتالبرنامج وتنوعت ما بين افتتاح لبعض المساجد والمعاهد ومراكز العلم الشريف، وما بينالخطب والمحاضرات والدروس واللقاءات المتعددة مع المسلمين في عدة مدن في كينيا،التي شهدت انتشار الإسلام في كثير من أرجائها على يد دعاة من اليمن عموماوبالخصوص من حضرموت، كان لهم عظيم أثر في الدعوة إلى الله وترسيخ مذهب أهلالسنة والجماعة في بلدان الساحل الشرقي الأفريقيكما التقى بخريجي دار المصطفى من مناطق كينيا وتنزانيا وتابع نشاطهم في القيام بالتدريس والدعوة إلى الله في عموم كينيا والمناطق المجاورة.

افتتاح مسجد النور في مركز المدينة كيمكبالاممباسا:

يعتبر مركز المدينة من أهم مراكز التعليم الشرعي في كينيا، ويدرس فيه طلاب العلم منكينيا ومن نواحي متعددة من أفريقيا، وفي الحفل عرض الطلاب نماذج لما تعلموه، بحضور شعبي كبير، يتقدمهم العلماء وعضو البرلمان المسلم مصطفى عيد، في الحفلألقى الحبيب عمر محاضرة بعنوان: جلال وجمال وكمال وحي الله وشرعه لا يظهر في واقع الإنسان إلا بذوات تحمل أنواره. أوضح أن المقصود من افتتاح المساجد والمدارسأن يتجلى جمال الدين والإسلام والشريعة وجمال الرسول ورسالته ويظهر للناس بصورته الصحيحة المناسبة للفطرة الإنسانية، وسنة الله أن لا يتجلى هذا الجمال لا بمجرد كتب ولا بمجرد أفكار ولكن بذوات لها قلوب طاهرة تتصل بالله وتستقيم على منهاج النبوة.. وما السبيل إلى ذلك إلا التعليم والتربية.

وقال: إن شؤون المدارس والمساجد متصلة بجمال الله وجلال الله وكماله مهما قامت على قدر الإخلاص والصدق مع الله تبارك وتعالى تربي الذوات التي تتصل بالشرع الشريف فتظهر فيها محاسن الأخلاق وحميد الصفات، وتنتهي الصفات السيئة المذمومة التي لا تليق بالمسلم. 

 

حولية الإمام الحداد في ممباسا:

تقديرا لدور الإمام العلامة عبد الله بن علوي الحداد وهو من كبار علماء حضرموت،وجهوده المباركة في خدمة الدعوة التي لا زالت آثارها باقية إلى يومنا هذا من خلالمصنفاته التي ترجمت لعدة لغات، وأيضا تلاميذه الذي انتشروا في أقطار كثيرة، أقيمت الحولية السنوية في مدينة ممباسا بحضور جمع غفير من أهل البلد، وألقيت خلالها العديد من الكلمات، ونبذة عن الإمام الحداد وعلمه وخدمته للدعوة، وانتفاع الناس به، ثم ألقى الحبيب عمر بن حفيظ محاضرة بعنوان: أسرار لا إله إلا الله محمد رسول الله وفعاليتها في حال الأمة وبقائها. أشار إلى أن الحق سبحانه يُبرز لهاتين الكلمتين في واقع الأمة مدة إرادته أن تبقى الأرض معمورةً بذكره.. يبرز حملة أسرار الكلمتين والذين رسخت أقدامهم في التحقق بمعانيهما وكانوا  نموذج العمل بالكلمتين الكريمتين والتطبيق لهما في ظواهرهم وبواطنه.

ودعا الجميع لشكر الله على نعمة التصديق بالشهادتين، وحقيقة الشكر بالعمل بمقتضى معناها وامتثال أوامر الله والاهتمام بالفرائض واجتناب الذنوب والمعاصي ما ظهر منها وما بطن. والاستعداد للقاء عز وجل.

وأوضح أهمية عقد هذه الحوليات تعظيما للعلم وأهله، وقراءة سير النماذج الصالحة من سلف الأمة وأحوالهم والخير الذي أظهره الله على أيديهم، واستعرض جملة من أحوال الإمام الحداد وتعليمه ودعوته وتذكيره ونفعه للناس، وذكر ذهابه للحج وعمره 35 سنة، واغتباط علماء الحرمين بقدومه، وتقديمه إماما للصلاة في الحرم المكي.

كما ألقى حفظه الله محاضرة في مسجد كونزي، ممباسا، بعنوان: محبة مستحق الحمد وحبيبه وثمرتها إيماناً وخلقاً. ودروسا في الفقه والعقيدة والسلوك في مسجد النور، ممباسا.

زيارة المراكز العلمية في منطقة ماكينا

منطقة ماكينا ضمن المناطق البسيطة في وسط كينيا البعيدة عن زخم الحياة المدنية، إلا أنه توجد بها مراكز للتعليم الشرعي حيث يقدم طلاب العلم من عدد من مناطق كينيا وبعض الدول المجاورة، والتقى الحبيب عمر بإدارة ومدرسي وطلاب هذه الزوايا، وفي مقدمتهم الشيخ محمود والشيخ عبد النور، وشكر للأستاذة جهدهم في حسن تعليم الطلاب وتفقيههم في أمور دينهم، وبارك للطلاب تفرغهم لتلقي العلم الشريف، وحثهمعلى بذل المزيد من الجهد والاجتهاد، فالجهل قد خيم على كثير من المسلمين وهم بحاجة إلى من يعلمهم ويذكرهم بتعاليم الدين الحنيف. مؤكدا على ضرورة العمل بالعلم وتطبيقه في الواقع، والتحلي بالأخلاق الفاضلة التي امتدح الله بها نبيه في القرآن الكريم، لنكون نماذج لنشر الإسلام بالأحوال قبل الأقوال.

زيارة معهد الفتح الإسلامي في ماكيندو:

وواصل الرحلة حفظه الله في وسط كينيا ليحط الرحال في معهد الفتح الإسلامي، الذي يضم مئات الطلاب، وكانت له بهم لقاءات خاصة، ومباحثات في مسائل العلم الشرعي، كما استمع إلى نماذج مما حفظوه من القرآن الكريم والسنة والنبوية، وفقه الشريعة والعقيدة الإسلامية.

وتفقد حفظه الله مشروع المبنى الجديد للمعهد الذي يقوم عليه بعض الموفقين من أهل الخير القادمين من حضرموت.

كما ألقى خطبة الجمعة في جامع ماكيندو بعنوان: إقامة الميزان بمقتضى الإيمان المُعبِّر عن مستواه.

التوجه إلى الدوريت وافتتاح مركز مجمع الخيرات:

تقع منطقة الدوريت في غرب كينيا قريبا على الحدود مع يوغندا، وتوجد بها خليط من الديانات، وتقل فيها المعاهد والمراكز الإسلامية، فظهرت شدة حاجة المسلمين إلى مركز إسلامي يستقي فيه أبناؤهم تعاليم الشريعة المطهرة، فأشار العلامة محمد سعيد البيض ببناء معهد إسلامي فيها، فتظافرت جهود الخيرين لبناء مركز مجمع الخيرات، حتى تم افتتاحه ظهر السبت 11 ذو القعدة، في احتفال كبير احتشد لها مسلموا البلدة الذي عبروا عن سرورهم بهذا المنجز الكبير، وقد ابتدأت فيه الدروس من قبل الافتتاح الرسمي وشهد إسلام العشرات من أهل البلد.

وفي حفل الافتتاح ألقى الحبيب عمر محاضرة بعنوان: سنة الله في شئون الحياة وأمر العاقبة. هنأهم بافتتاح هذا المركز، وشكر كل من سعى وساهم في بنائه، راجيا أن يكون منارة هدى، يتعلم فيه المسلمون، ويهتدي به الحائرون، ويكون سببا في إسلام الكثير من الطوائف الذين لم تتنور صدورهم بدخول دين الإسلام، ودعاهم إلى الاستقامة وحسن التعايش مع أبناء بقية الديانات، وأوضح أن السنة الإلهية أن يكونالناس في ذلك على أربعة أحوال:  

وجود كفار معاندين ومضادين ومحاربين، ووجود كثير غير مسلمين على الفطر ليسوا بمحاربين ولا مضادين ولا معاندين، ووجود مسلمين مخالفين في الفهم أو العمل لمنهج المصطفى صلى الله عليه وسلم، ووجود مخلصين صادقين ارتبطوا بالعلم على السند بالصحة وأقاموا على العمل على الإخلاص لوجه الله. وفي كل الأحوال فالنتائج والعواقب النتائج لا تكون إلا للمخلصين، ومهما تقلبت الظروف والأحوال فإن العاقبة للمتقين.

وبهذا اختتم الزيارة التي استغرقت أسبوعا كاملا، قضاه بين المسلمين في كينيا تقوية للتآخي فيما بين المسلمين والتعاون على الخير والتذكير والتذاكر، في وقت يتعرض فيه المسلمون لأنواع من الملهيات والمغريات والاعتداءات لإضعاف رأية الإسلام في تلك البلاد، نسأل الله أن يحفظ على المسلمين دينهم واهتداءهم بهدي نبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن يحفظهم من جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن.