أقام المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية السبت 13/ 9/ 2014م حلقة نقاشية حول مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية على الساحة اليمنية حضرها نخبة من السياسيين والأكاديميين وعدد من قيادات منظمات المجتمع المدني .
وناقشت الحلقة تداعيات الأزمة الراهنة وإفرازاتها الأمنية والاقتصادية ومآلاتها الخطيرة على مستقبل الدولة المدنية الحديثة التي عول عليها اليمنيون كثيراً في تطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل .
وفي سياق مناقشتهم لجذور الأزمة وتطوراتها أشار الحاضرون إلى خطورة الجماعات العنف الهادفة إلى تقويض مشروع بناء الدولة اليمنية وإعاقة مخرجات الحوار ومنهجها الإقصائي القائم على رفض الآخر وفرض رؤاها وأجندتها بالقوة ومنازعة الدولة سلطتها .
وأشار المداخلون في حديثهم إلى جملة من المعطيات التي تعيد إلى الأذهان ما تعيشه عدد من دول المنطقة ، والتي أسهمت في وصول الأوضاع إلى مرحلة تهدد سقوط الدولة والاستيلاء على السلطة بالقوة التي
من أهم هذه المعطيات :
1- تقاعس الدولة عن القيام بوظائفها وبسط نفوذها كمالكة لقوة القهر .
2- غياب الرؤية السياسية والإستراتيجية للتعامل مع المرحلة واتخاذ القرارات السياسية الصائبة وتردد القيادة السياسة وتلكؤها تجاه العديد من المواقف والقرارات السياسية التي اتخذتها .
3- تغييب لأدوات الدولة الضاغطة وانتهاجها خيار الحوار في مقابل انتهاج الجماعة المسلحة لخيار القوة في معادلة غير متكافئة تعاطياً وأداء .
4- ضعف وتراخي المجتمع الدولي تجاه جماعة العنف والإرهاب في الوقت الذي نشط فيها الطرف الخارجي الداعم لمخططاتها في مسعى لخلق واقع جديد في اليمن والمنطقة .
وتطرقت الحلقة إلى خطورة الخروج عن المبادرة الخليجية التي تمثل أساس التسوية السياسية الأمر الذي سيفتح الباب أمام تعديلات أخرى تضر بالعملية السياسية والشرعية القائمة .
كما تناولت الحلقة تداعيات مخاطر سقوط العاصمة وانعكاساتها على أمن واستقرار المنطقة والعالم ، وأكد الحاضرون أن المجتمع الدولي الذي عجز عن تحقيق أي استقرار في القرن الإفريقي سيكون أعجز عن تحقيق أي أمن واستقرار في المنطقة في حالة انفلات الأوضاع في اليمن .
وخلصت الحلقة إلى أن المخاطر الكبيرة التي تنتظر اليمن في حالة سيطرة الجماعة على السلطة ومنهجها الإقصائي ، وتصادمها مع ثوابت الدولة المدنية في التعايش والقبول بالآخر وسيادة القانون والحرية بأبعادها المختلفة ، داعين الدولة إلى القيام بمسئوليتها التاريخية في هذا الظرف الحساس والدقيق بما يضمن قيامها بوظائفها المناطة بها في حفظ الأمن والاستقرار والسكينة العامة ، ودعا الحاضرون كل القوى السياسية المختلفة بما فيها جماعة الحوثي إلى تحكيم العقل والمنطق والنأي بالنفس عن أي ممارسات غير وطنية من شأنها تهديد الأمن والاستقرار ، مؤكدين بأن أي جنوح للعنف سيكون الخاسر الأكبر فيه الوطن ولن يجن أي فصيل مكاسب من وراء ذلك .
|
المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية
|
قراءة المشهد السياسي ليوم الأحد 14/9/2014م
· لا يزال المشهد السياسي اليمني مشوب بالحذر الشديد والترقب لما قد يسفر عن التصعيد الحوثي في العاصمة صنعاء ، حيث تقوم جماعة الحوثي بحفر الخنادق واستجلاب السلاح ومهاجمة بعض المعسكرات والنقاط الأمنية وأطراف العاصمة بحشد أنصارها بالسلاح كل يوم في الساحات على مداخل العاصمة وتدفع لتفجير الوضع عسكرياً في كل لحظة كما حدث يوم أمس السبت الموافق 13/9/2014م في شارع عمران جوار محطة التلفزيون .
· ومثل هذه الأعمال تعد دفعاً بالبلاد إلى منزلق العنف والفوضى من جديد ما ينذر بتقويض العملية الانتقالية وهو ما يستلزم تحركاً سريعاً لإيقاف التدهور الأمني ومنع انهيار مؤسسات الدولة في أيدي المليشيات المسلحة .
· وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم الحر باليوم العالمي للديمقراطية تسعى هذه المليشيات لتقويض الدولة وفرض إرادتها وأجندتها بقوة السلاح بعيداً عن لغة الحوار والتفاهم ضاربة بمخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها اليمنيون عرض الحائط .
· وإذ يتطلع اليمنيون إلى عام دراسي جديد يسوده الهدوء والاستقرار تتجه هذه المليشيات لعسكرة الأطفال ونقلهم من المدارس إلى المتارس والزج بهم في أتون الصراعات والعنف وهو ما يتنافى مع المواثيق والعهود الدولية المعنية بحقوق الإنسان وخاصة تلك المتصلة بحقوق الأطفال .
|
وحدة الرصد والتحليل
المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية
|
