آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-07:21ص

أخبار وتقارير


هل الإرهاب صناعة أمريكية؟!

الثلاثاء - 16 سبتمبر 2014 - 11:42 ص بتوقيت عدن

هل الإرهاب صناعة أمريكية؟!
مركبة تابعة لتنظيم القاعدة تعرضت لغارة جوية لطائرة بدون طيار في جنوب اليمن دسيمبر

صفوت عمران

عاش العالم عقود طويلة بعد الحرب العالمية الثانية، يتصور زورا وبهتانا ان أمريكا بلد الديمقراطية، وواحة الحرية، وقلعة حقوق الانسان الحصينة، ثم اكتشف ان كل ذلك مجرد وهم، وقناع ارتدته بلاد العم سام لتخدع العالم وتتاجر بآمال وطموحات شعوبه مستغله ضجرها من انظمة ديكتاتورية صنعت في الغرب بالاساس، ليكتشفوا أن حضن واشنطن ليس أماناً، وصدرها الطيب ليس إلا وسيلة خبيثة لتحويل الملايين لعملاء وخونة، بدرجات متفاوتة، فمنهم من يبيع عقله وعلمه وينسي وطنه، ومنهم من يعود ليشارك في هدم دولته او ترسيخ تبعيتها لواشنطن، وبعضهم يرتدون «ماسكات الوطنية» ويرددون ما يقوله الوطنيون، وهم الاخطر علي بلادنا، والمعركة الثانية يجب ان تخوضها ثورتنا ضدهم حتى تنجح وتحقق كامل أهدافها.

 

 

التاريخ والجغرافيا تثبتان أن واشنطن هي صانعة الارهاب، والمؤسسة الاولي لاعداد الارهابيين، سواء عبر تفريغ عقولهم، وخداعهم بأن تلك الافعال ليحققوا أهدافهم سواء كانت دينية أو أيدلوجية أو عرقية أو طائفية بينما هم في الواقع ينفذون اجندة امريكا ويخدمون مصالحها، وفقا لمخططات مرسومة ومعدة مسبقا، للسيطرة علي العالم وتفجيره من الداخل.

 

 

علاقة واشنطن بالارهاب الذي يشهده العالم الاسلامي عموما والمنطقة العربية علي وجه الخصوص ليس وليد اللحظة لكنه يعود الي 1897 عندما كانت أمريكا صاحبة الفضل في عقد المؤتمر الصهيوني الاول في مدينة بال السويسرية برئاسة هرتزل الذي قرر جعل فلسطين دولة يهودية ووضع بروتوكولات حكماء صهيون.

دعم أمريكا للارهاب لم يتوقف عند هذا الحد بل امتد الي دعم تنظيم القاعدة نفسه منذ 1988 حيث كان الهدف من تأسيس القاعدة محاربة السوفيت في أفغانستان ضمن برنامح لـCIA  سمي بـ«عملية الإعصار»، وبعد طرد السوفيت انقلبت علي القاعدة وبدأت في محاربتها ووصفها بالتنظيم الارهابي ردا علي اعلان قياداته في 1996 الحرب ضد اي محتل للدول الاسلامية.

نفس الامر تكرر مع صدام حسين رئيس العراق الاسبق فالسفيرة الامريكية لدى بغداد هي من أوحت له باحتلال الكويت، بعدما استخدمته في حرب الـ8 سنوات ضد ايران، وهي من أعلنت الحرب ضده من أجل احتلال دول الخليج العربي عن طريق بناء قواعد عسكرية ممتدة عبر  أراضيها، وهي من انهت حكم صدام بعد 11 سبتمبر المصنوعة في الـCIA  أيضا، واعدمته مبشرة بديمقراطية وهمية، فتحول العراق الي بلد ممزق وعاد الي العصور الوسطي، وهي أيضا من صنعت داعش بالتعاون مع الموساد الاسرائيلي لإنهاء حكم بشار الاسد، وامدتها بالاموال والاسلحة، وعندما تصاعدت الثورة السنية في العراق، واقتربت من التحول الي ثورة وطنية بمساندة فصائل شيعية وكردية ومسيحية، دخلت داعش العراق في سيناريو يشبه «أفلام الخدع  البصرية»  بالاتفاق مع نوري المالكي نفسه- عميل واشنطن وطهران- لتخلق «بعبع جديد» تستطيع من خلاله تحقيق عدة اهداف اولها افساد الثورة العراقية واعادة احتلال العراق الذي يمثل كنزاً استراتيجياً، واستمرار استنزاف ثروات المنطقة خاصة بعد ابتعاد دول الخليج- عدا العميل القطري ــ عن واشنطن منذ ثورة الشعب المصري في 30 يونية.

الغريب ان واشنطن تستخدم نفس الاسلوب القديم وكأننا شعوب بلا ذاكرة فهي تصنع الارهاب وتريد ان تحاربه شريطة ان  ندفع نحن الفاتورتين معا، وتقدم نفسها انها الصديق المخلص والوفي والحارس الامين لامتنا العربية رغم انها سبب آلامنا.

 

 

امريكا التي دعمت جماعة الاخوان الارهابية ورفضت ثورة الشعب المصري ضد نظام فاشي وقاتل، واستخدمت عملاءها في المنطقة «قطر- تركيا» لافشال 30 يونية ووصفه بانه انقلاب ليس حرصا علي الاخوان بقدر حزنها علي فقد عميل وافق علي مخطط الشرق الاوسط الجديد، وقبل استخدامه رأس حربة لهذا المشروع سيئ السمعة مقابل بضعة مليارات من الدولارات، تأتي الان لتطلب ود مصر، وتعلن ان ما بينها وبين القاهرة صداقة ممتدة واننا حليف قوي- فعلا اللي اختشوا ماتوا- فهذا ليس حبا فيا، ولا رغبة في استقرارنا او رفاهية بلادنا او تقدمها، ولكن طمع في ان تحصل علي دعمنا في حربا وهمية لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ضمن ما أسمته مؤتمر جدة لاعلان الحرب ضد داعش وهو في حقيقته جزء من مخطط تفتيت المنطقة الذي اوقفناه لكن لم نقض عليه بعد، لذا اثبتت القيادة السياسية المصرية وعيها واحقيتها في ثقة شعبنا عندما رفضت ان ترسل اي قوات الي هذه الحرب، وافشلت سيناريو توريطنا في معركة لا تنتهي.

 

يبقي التحول في موقف العميل القطري ضد جماعة الاخوان الارهابية ليس الا جزءاً من تنفيذ اوامر السيد سام بالتخلي عن الجماعة لو مؤقتا من اجل استمالة وخداع القاهرة واقناعها بدخول تلك «الحرب الورطة» في تكرار للفخ الذي دخله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في حرب اليمن وكانت بداية نهاية مشروعه، وهو ما لن يقع فيه «السيسي» الذي يمتلك رؤية مختلفة، ويؤمن أن بناء الوطن، ومحاربة ارهاب الداخل التحدي الحقيقي الذي يجب ان ينجح فيه، وعلي الجميع أن يدركوا أن مختلف الجماعات الارهابية في المنطقة والعالم صنعت داخل مكاتب الـCIA واخواتها الغربية من أجل الحفاظ علي بقاء دولة اسرائيل ونهب ثرواتنا وتمزيق دولنا في صراعات طائفية وعرقية فيصبح الغرب دائما هو الخصم والحكم «أفيقوا يرحمكم الله».

 

*عن الوفد المصرية