آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

ملفات وتحقيقات


تحية لـ "مختار" ولأمثاله من الأخيار

الثلاثاء - 16 سبتمبر 2014 - 09:36 م بتوقيت عدن

تحية لـ "مختار" ولأمثاله من الأخيار
مدير مجمع الإصدار الآلي الموحد لخدمات الشرطة في محافظة عدن، العقيد الركن: مختار محمد حسن

عدن ((عدن الغد)) خاص:

كتب / علي صالح الخلاقي

هناك مسؤولون ومدراء يفرضون علينا احترامهم، من الوهلة الأولى، لأنهم يحترمون أنفسهم ويحترمون موظفيهم ويحترمون عامة الناس الذين يتجهون إليهم بحكم موقعهم ومسؤوليتهم في هذه الإدارة أو تلك، وعن هذا الصنف النادر، وبعيدا عن السياسة التي يختلط فيها الحابل بالنابل والصالح بالطالح، وجدت نفسي مندفعا لقول بضع كلمات في شخص رأيت فيه نموذجا مثاليا للموظف العام، المسئول والمخلص في عمله.. أنه شخص يعرفه ويتعامل معه الكثيرون يوميا لارتباطه بمصالح الناس ومعاملاتهم اليومية التي لا تنقطع، سمعت عنه كثيرا قبل أن أرى بنفسي حقيقة ومصداقية ما قيل عنه من مدح وإطراء، إنه مدير مجمع الإصدار الآلي الموحد لخدمات الشرطة في محافظة عدن، العقيد الركن: مختار محمد حسن، وقد أحسن من أختاره وانتقاه لهذا الموقع الخدمي الحساس، وحفزني سلوكه وأداؤه وبساطته وتواضعه في تعامله مع الناس للحديث عنه دون سابق اختيار.

هذه هي المرة الثانية التي أجد نفسي فيها في هذا المجمع الحديث، بغرض تجديد رخصة السياقة، وكما في المرة السابقة، ذهبت إلى مكتبه في الدور الثاني، فقيل لي: ستجده في القاعة العامة بين الناس.. وفي القاعة استدليت عليه بكثافة الناس المتجمعين حوله لاستكمال معاملاتهم، فتعجبت أن أجد مسئولا، وبرتبة عقيد ركن، يترك مكتبه الوثير وينزل إلى بين الناس، يتفقد موظفي مرفقه ويدور عليهم متفقدا عملهم في كابيناتهم ويخاطبهم بأسمائهم ويحثهم على تسهيل وسرعة انجاز معاملات المواطنين، ويشيد ببعضهم ويمازح البعض وكأنهم أصدقاء أو افراد أسرة واحدة. وأعجبت أكثر وهو يفتح قلبه للمواطنين من المراجعين، ويجلس بينهم في الكراسي العامة في القاعة ويتناول بيده ملفاتهم وأوراقهم، ثم يرتبها حسب أولوية استلامها وينظر فيها مباشرة أولا بأول دون تسويف أو تأخير، يحيل منها إلى مسئولي الأقسام ما يخصهم دون تدخل منه، ويبت فيما يخصه منها فقط، ويدقق بصحة الوثائق والصور المشكوك فيها بطلب الوثائق الأصلية للمقارنة، وكان وبحق كتلة من الحيوية والنشاط، رغم حرارة قيظ عدن هذه الأيام، الذي تنعكس شدة حرارته في أجواء قاعة المجمع التي لم تعد المكيفات المركزية فيها تؤدي وظيفتها ليس في التبريد كما ينبغي، وإنما حتى في مجرد تلطيف حرارة الجو، وقد صدمت حين عرفت أن إجمالي الدخل الذي ورَّده هذا المجمع الآلي إلى خزينة الدولة خلال الأربع سنوات الماضية فقط، بلغ حوالي 700مليون ريالاً، في الوقت الذي لم يخصص من هذا الدخل شيء لصالح مواجهة الترميمات أو لشراء ماطور خاص بالمجمع وغير ذلك من المستلزمات الضرورية، ولكم أن تتصورا كيف يزداد الأمر سوءا حين تنقطع الكهرباء لساعات، فتتوقف الأعمال في هذه الإدارة الخدمية الهامة التي تعج بالمراجعين والمتابعين يوميا، رغم الدخل اليومي الكبير الذي تورده إلى خزينة الدولة. فتباً لدولة الجباية والفساد التي لا يهمها إلا ما يورد إلى خزينتها وتبخل على مؤسسة خدمية وإيرادية بالقليل من دخلها لمعالجة شئونها والتخفيف على موظفيها والمراجعين من عامة الناس ولو جزءا يسيرا من معاناتهم.

لقد قيل:"إذا أردت أن تكون أسعد الناس فأسعدهم"، ولقد رأيت بأم عيني علامات الرضا والارتياح مرسومة في وجوه كل من يغادر من عند "مختار" ومثل هذه السعادة رأيتها أيضا تشع في جبينه وفي ملامح وجهه البشوش وهو يتعامل مع الناس بدون استعلاء ويسهل انجاز قضاياهم، رغم كل المنغصات.

غادرت المجمع والحر ينهش في جسدي والعرق يتصبب من جبيني ومن(صلعتي الملساء) مبللاً قميصي، فيما كان مختار وموظفو المجمع منشغلين بمتابعة قضايا الناس وتسهيل إجراءات معاملاتهم، وأنا أردد في نفسي: تحية لمختار، وله وأمثاله من الأخيار، نرفع قبعاتنا احتراما وتقديرا، ونتحدث عنهم بافتخار، وجعلهم الله قدوة حسنة في ربوع هذه الديار.