دعا القيادي في الحراك الجنوبي احمد عمر بن فريد القيادات الجنوبية إلى اتخاذ موقف حقيقي وجاد على الارض بعد سقوط العاصمة اليمنية صنعاء بيد جماعة الحوثي مشددا على ضرورة ان تستمتع دول الخليج إلى مطالب الجنوبيين .
واكد "بن فريد" على ضرورة تشكيل مجلس جنوبي عسكري وآخر سياسي يمثل كل محافظات الجنوب داعيا الى البدء في المشاورات حولهما فورا.
ولاهمية البيان تنشر "عدن الغد" نصه كما ورد:
تابعنا مجريات الأحداث الدراماتيكية في العاصمة اليمنية صنعاء في يومها الحاسم الأحد 21 سبتمبر وما سبق ذلك من احداث في صنعاء وفي بعض المحافظات والتي كانت تشير بشكل واضح ان جماعة أنصار الله كانت في طريقها الى " اسقاط النظام " وليس اساقط " الحكومة " بكل رموزه ومؤسساسته وليس فقط لغرض تحقيق الثلاثة مطالب التي رفعت على المستوى الشعبي وقد كان لهم ما ارادوا بشكل اكثر مما كان يتوقع المتفائلون منهم . وفي هذا الجانب وكنوع من المسئولية المعنوية فانه يهمني الحديث حول النقاط التالية :
اولا : لقد ثبت على ارض الواقع ان جيش الجمهورية اليمنية هو جيش زجاجي منخور القوى وبلا اعمدة حقيقية , وانه كان يعكس صورتين الحقيقيه منها انكشفت يوم امس حينما تساقطت اركانه كما تتساقط اوراق الخريف , والصورة الأخرى وهي الصورة الاعلامية التي كانت دائما تعمد قياداته الى اظهارها في الاستعراضات العسكرية فقط لاظهار قوة افتراضية غير موجودة حقيقة .
ثانيا : اثبتت الأحداث المتلاحقة في صنعاء ان القيادات الجنوبية السياسية والعسكرية والأمنية في منظومة الحكم , تعيش حالة من " الانفصال " عن الواقع ! حيث انها وطوال تلك المرحلة التي تقلدت خلالها مواقع تنفيذية في مرحلة مابعد احداث2011 محتى يوم امس , كانت تعيش احلام وردية واوهام عبثية جعلتها تبتعد كثيرا عما كان عليها ان تتعامل معه وبه مع الوضع في اليمن من ناحية واقعية قادرة على قراءة واستكشاف المستقبل والتحسب لليوم الأسود الذي واجهته يوم أمس الأحد 21 سبتمبر2014 موالذي سقط فيه كل الشرف السياسي والعسكري لمختلف هذه القيادات مع املنا – حتى وان تأخر الوقت – ان تصحو هذه القيادات من نومها العميق وتستفيق على الواقع المولم وتتذكر ان لاعزة ولا شرف ولاكرامة لها الا في الجنوب انها من الجنوب وان لها قضية تستحق القليل القليل من الذكاء والحكمة والدهاء الذي طالما غاب عنها خلال المرحلة الماضية .
ثالثا : لقد تفاجأنا بالامس وبينما كانت اصوات الرصاص والمدافع هي الصوت الأعلى في صنعاء وبينما كانت رائحة البارود والحرائق هي الطاغية في السماء , بتوقيع " اتفاق سياسي " في القصر الرئاسي ! – رغم اعتقادنا ان القصر الرئاسي الحقيقي بات في صعدة وليس في صنعاء وتحت امرة عبدالملك الحوثي وليس عبدربه – تفاجأنا بتوقيع هذا الاتفاق مابين طرف منتصر واطراف سياسية أخرى لا وجود ولا قيمة لها على ارض الواقع اليوم ! غير ان ما يهمنا فيما حدث بشأن هذا الاتفاق التأكيد على ان من وقع باسم الحراك الجنوبي وان كان لا يخجل على نفسه , لا يمثل الجنوب ولا يمثل شعبه ولا قضيته وهو امر معروف للكل وعلى رأسهم عبدربه منصور وجمال بن عمر مع الأسف الشديد ,غير ان اكثر ما آلمنا هو " اعتقاد وقبول " المنتصر من " انصارالله " بهذا التزوير !!! تحت سكرة وغطرسة القوة والنصر الذي تحقق لهم , ونحن نؤكد لهم هنا انه لا يمكن ان يكون الجنوب بمثابة " الحائط القصير " مرة اخرى لأيا كان , ونحن نربأ بهم في هذه المرحلة خداع انفسهم بمثل هذا التوقيع المزيف لارادة شعب اصيل !! مذكرين انصار الله اننا قد تقاسمنا معهم زنانين الظلم في صنعاء ونتوقع منهم ادراك ان القوة يمكن ان تفرض واقعا على ارضهم في صنعاء غير انه من المستحيل ان تفرض واقعا على ارضنا في الجنوب خلافا لارادة شعب الجنوب التي يعلمها القاصي والداني والمتمثلة في هدف التحرير والاستقلال , وكلنا امل ان يتم التعامل مع قضيتنا باحترام وقيم اخلاقية .
رابعا : انني ادعو شعب الجنوب الحر البطل الصامد في هذه المرحلة وقيادات الجنوب الى رص الصفوف وحشد الطاقات لمواجهة التحديات القادمة ولتركيز الجهود منذ الآن بشكل منظم لغرض ايصال رسالة قوية يوم 14 اكتوبر القادم من خلال مليونية جماهيرية في ارض البطولة ردفان يعقبها تشكيل مجلس جنوبي عسكري وآخر سياسي يمثل كل محافظات الجنوب تقوم بفرضه جماهير الجنوب التي عليها عدم مغادرة المكان قبل الانتهاء من تشكيل هذين المجلسين الذين ادعو الى البدء في المشاورات حولهما فورا. كما ادعو الى تشكيل لجنة تحضرية لمهرجان يوم 14 اكتوبر من الان وتشكيل لجنة دعم مالي واحدة فقط لهذه الفعالية وغيرها من النشاطات النضالية القادمة برئاسة الشيخ بن مشدود ومن يختاره الى جانبه داعيا كل المجموعات الجنوبية الداعمة الى تقديم الدعم والمساندة الى هذه اللجنة وداعيا شعب الجنوب البطل الى التفاعل في البذل والعطاء المادي والمعنوي حتى يعلم المنتصر والمهزوم والمتواطئ معهم في صنعاء ان شعب الجنوب سيبقى عصيا على التطويع او الانكسار .
خامسا : اتوجه بنداء الاخوة والمصير الى جميع القيادات العسكرية والامنية الجنوبية في منظومة الجيش اليمني الساقط ان تدرك الحقائق اليوم قبل غدا وان تقوم بواجبها الوطني تجاه شعب الجنوب والتنسيق الفوري مع القيادات العسكرية الجنوبية المخلصة المتواجدة الان على ارض الجنوب كمثل القائد محمد صالح طماح وزملائه من قيادات المجلس العسكري .. فكفى عبثا وسطحية وسذاجة .
سادسا : ندعو دول مجلس التعاون الخليجي وعلى راسها المملكة العربية السعودية ادراك الوضع الخطير بكل ما يمكن ان يتمخض عنه مستقبلا والتعامل بواقعية مع قضية شعب الجنوب بما ينسجم مع حقه المشروع الذي تم الاعتراف به واقراره رسميا عام 1994 في اجتماع وزراء خارجية المجلس في خميس مشيط السعودية . وعلى اساس ان اي اتفاقات يتم صياغتها في صنعاء باسم شعب الجنوب تعتبر غير مقبولة ولن يتعاطى معها شعبنا باي حال من الأحوال وسوف يصمد شعب الجنوب حتى ينال كافة حقوقة المشروعة في الحرية والاستقلال طال الزمان او قصر.
سابعا : لقد آن الاوان لقيادات الجنوب في داخل الوطن وخارجه التخلي الفوري عن لعبة المكونات السياسية العبثية التي يجب حلها فورا وتشكيل مجلس سياسي وطني تتمثل فيه المحافظات بجميع شرائحها اطيافها السياسية مدركين انه لا يوجد في نسيجنا السياسي اليوم ان تناقضات تمنع او تحول دون تحقيق هذه الهدف المنشود .
