آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-10:52ص

ملفات وتحقيقات


الكتاب المدرسي.. يغيب عن المدارس ويتكدس في أرصفة الشوارع!

الثلاثاء - 23 سبتمبر 2014 - 01:59 م بتوقيت عدن

الكتاب المدرسي.. يغيب عن المدارس ويتكدس في أرصفة الشوارع!
الانتقاص من العلم مرتين الأولى بحرمان الطلاب الكتاب والثانية تحويل الكتاب إلى سلعة للربح

عدن ((عدن الغد)) خاص:

مع بداية العام الدراسي الجديد وتدفق أفواج الطلاب بالملايين على مختلف المدارس في بقاع  الوطن باسرة يظل التعليم الأساسي والثانوي في هذا البلد غير مكتمل الأساس والوسائل فمرة بنقص المبنى المدرسي ومرة بنقص المعلم وغيابه ومرة بنقص الوسائل التعليمية لكن ما يدمي القلب ويبعث على الغثيان أن الدولة استطاعت أن توفر الكتاب المدرسي في جميع مستودعات مكاتب  التربية بالمحافظات لكن هذه الفضيلة أراد البعض أن لا يكتبوا  لها النجاح  بوصول الكتاب  إلى كل طالب بعيداً عن عدم وصول المنهج أو قلته مما يستوجب إشراك كل مجموعة من الطلاب في الفصل الدراسي الواحد في كتاب الأمر الذي يؤدي إلى النقص في المحصلة التعليمية كما لو لكل طالب كتاب لوحده، هذه الأسباب وغيرها نفصلها في تقريرنا التالي:

تقرير/محمد المسيحي

 

الكتاب المدرسي أشبة بسلعة

عند مرورك في أي شارع من شوارع مدن البلاد الكبيرة والمكتظة بالمرتادين والزائرين يرن  في أذنك ميكرفون  التحريج بالسلع المختلفة الغذائية والمادية لكنك تصاب بالصدمة والاندهاش عند سماعك ميكرفون  ينادي جغرافيا – تاريخ – جبر – علوم وكأنها أصوات صيد أو حبات طماطم أو علب فول فمن الذي أوصل هذه الكتب إلى الشارع لتباع في المزاد وهل انعدمت الرقابة السلطوية لكون الكتاب المدرسي مجان ولا يباع فمن الذي باعها وبالقدر الذي لا نريد قطع أرزاق العباد لكن هذا البياع ألم يجد ما يبيعه غير الكتاب المدرسي وهذه هي الظاهرة التي تنتقص من العلم والتعليم وتحول العلم إلى ما يشبه السلعة الرخيصة يباع في السوق ويتم التحريج به في الوقت الذي تكفلت الدولة بتوفير الكتاب المدرسي ليصل إلى كل طالب من طلاب الجمهورية اليمنية  مجاناً ولشخص الطالب وحده وعدم إشراك مجموعة من الطلاب في كتاب .

موسم جديد

 

ربما تلك الظاهرة التي اعتاد عليها جميع الباعة لم تنتهي بعد،فهي اعتيادية في ظل نقص الكتب المدرسية،فأكثر ما  يورد الدهشة هو زحمة البساطين  المنشرين على أرصفة الشوارع  والطرقات  بغرض  بيع سلعة جديدة لموسم جديد دراسي انعدم فيه كل الوسائل الرقابية ،فتلاحظ الكثير  من المثقفين بأنهم كارهون لهذا المنظر وعدم رؤيته إطلاقا،لكن ما يحدث في عموم محافظات اليمن وشوارعها فهو أمر اعتيادي  فتلاحظ  الباعة وأصحاب البسطات يعرضون  المناهج الجديدة للبيع دون أي إحراج،فعندما بدئت الحديث مع احد الباعة تحدث إلي بان العام الدراسي اعتبروه موسما جديدا لبيع الكتب المدرسية فالأمر مزعجا  للغاية بوجود مثل تلك الكتب المدرسية فيما مدارس تعاني النقص الحاد في الكتب،فنوجه سؤالنا إلى وزارة التربية الموقرة عن سبب انتشار هذه الظاهرة المخزية ومن يقف وراء تسرب الكتاب المدرسي حتى أصبح يباع على الأرصفة مثله كمثل السلعات الغذائية فيما الكثير من الآباء والطلاب يشكون من عدم  توصيل الكتاب المدرسي إليهم ،فيلجاؤن بشراءة من أصحاب البسطات  نظرا لعدم توفيره لجميع الطلاب في المدارس .

 

مدارس تعاني النقص

 

 رغم أن ظاهرة ابتزاز الطلاب والاستحواذ على أموالهم موجودة في غالبة المدارس وبطرق مختلفة فتارة باسم الرسوم المدرسية والشهائد وتارة أخرى بطباعة الاختبارات والامتحانات وتارة باستئجار ونقل الكتاب المدرسي إلا أن  ذلك ورغم دفعهم للفلوس لإيصال الكتاب لا يجدوه أو يكون ناقص مما يدفع بالأمر إلى إشراك طالبين أو أكثر في كتاب واحد فيما العديد من الطلاب وخصوصا في المناطق الريفية التي أصبحت على كف عفريت يعاني طلاب تلك المناطق من عدم وصول الكتب المدرسية إليهم حيث كثرت الحجج والذرائع من المسئولين بان هناك عراقيل تواجههم في عدم إيصالها إليهم نتيجة للظروف الصعبة التي تمر بها البلد بحسب ما يدعون من ذرائع واهية مبررة أمام أولياء الأمور في تأخرها ،ولكن أكثر ما يزعج المواطنين وذوي الاهتمام بالتعليم عندما يلاحظون الكتب المدرسية مكدسة على الشوارع وتباع بأرخص الثمن وأصبح العلم يعاني الانتقاص في هيبته  من كثرة  التلاعب  والبيع وترك الطلاب في غياهب الإهمال بلا كتب مدرسية ولا تعليم ذو حصيلة علمية.

 

استغراب 

 

فالأمر  الذي يثير الاستغراب والعجب هو أن هذا الكتاب المدرسي يصل إلى المستودعات التعليمية في المحافظات ليقوم مدراء المكاتب للتربية في المديريات لإيصاله إلى المدارس وهناك إمكانيات لإيصاله على حساب موازنة التربية فما هو السر بعد وصول الكتاب المدرسي إلى بعض المدارس أو نقصه في هذه المادة أو تلك ليبقى الضن والشك في مدراء التربية بالمديريات بأنهم وراء بيع هذا الكتاب على المحرجين في الشوارع العامة لكن هذا الأمر لم يجد له من رادع من قبل فريق التوجيه التربوي والرقابة التربوية في مكاتب المديريات وذلك عند نزولهم إلى المدارس ومعرفة النقص وانعدام الكتاب المدرسي وكل الظاهرة في الأخير تصبح على عاتق السلطات المحلية والمديريات الذي يجب أن تضطلع بدورها عند شكاوي الآباء والمهتمين بالتعليم وفي الأخير تبقى هذه الظاهرة مصيبة على العلم نفسه وعلى الأجيال المتعلمة وعلى المجتمع اليمني أمام الزائرين من العالم الخارجي والذي يجد منا نبيع كل شيء حتى الكتاب المدرسي المجاني للطالب لم يسلم من المتاجرة به .